ولايته لا ينكر عليه , وأنا أشهد الله وملائكته وأشهدكم أني على دين الله ورسوله وإني متبع لأهل العلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " (23).
وأما الحديث عن قتال الدولة السعودية مع الرياض الذي استغرق أكثر من خمسة وعرشين عاماً , ومع الأحساء دام أكثر من خمسة وثلاثين عاماً , والذي أطال الشيخ الخليلي في النقل من الأحداث المتعلقة به ومحاولته مع محقق كتابه النيل من قادة الدولة السعودية ووصفهم بمصاصي الدماء (24) , ومن أتباع الدعوة واتهامهم بالخوارج وتكفير المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم , فلا بد من الوقوف عنده , وبيان موقفي حكام وعلماء الرياض والأحساء من الدعوة على النحو التالي.
تمكن دهام بن دواس من الاستيلاء على إمارة الرياض في عام 1151هـ (25) , وكان الإمام محمد بن سعود رحمه الله يقدم له المساعدة عندما يطلبها (26) إلا أن موقفه من الدولة السعودية والدعوة الإصلاحية كان سلبياً , ثم كان إيجابياً , إذْ كان هو المبتدئ بالاعتداء بمهاجمته لمنفوحة التابعة للدولة السعودية في عام 1159هـ (27) واستمر القتال بين الطرفين إلى عام 1187هـ (28) , وكان الإمامان محمد ابن سعود وعبدالعزيز بن محمد , والشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمهم الله – يحاولون حقن الدماء وعقد الصلح إلا أن ابن دواس كان ينقض هذا الصلح عندما يأنس من نفسه القوة , أو يشعر بضعف الدولة السعودية , عن مجابهة قوة كبيرة , ومن ذلك نقضه الصلح في عامي 1168هـ , و 1179هـ (29) ووقوفه إلى جانبي حاكم نجران وشيخ بني خالد (30) في حربهم للدولة السعودية.
وأنا نظرة العلماء وطلبة العلم في الرياض إلى الدولة السعودية والدعوة الإصلاحية فتبين من موقف قاضيها ومفتيها سليمان بن محمد بن سحيم الذي يعد هو ووالده من أشد أعداء الدعوة الإصلاحية , وكان سليمان بن سحيم من الموالين للدعوة مدة من الزمن (31) , ثم عدل عن ذلك وأخذ في منابذتها , واتهام إمامها بالخروج من الدين , وكتب إلى علماء المناطق الأخرى يدعوهم إلى الوقوف في وجه الدعوة والقضاء عليها , ومما جاء في هذه الرسالة قوله بعد المقدمة " أما بعد فالذي نحيط به علمكم أنه قد خرج في قطرنا رجل مبتدع جاهل مضل ضال من بضاعة العلم والتقوى جرت منه أمور فظيعة وأحوال شنيعة منها شيء شاع وذاع وملأ الأسماع , وشيء لم يعتد أماكننا بعد فأحببنا نشر ذلك لعلماء المسلمين وورثة سيد المرسلين ليصيدوا هذا المبتدع صيد أحرار الصقور لصغار بغاث الطيور , ويردوا بدعة وضلالاته وجهله وهفواته " (32) , ثم أخذ في ذكر المسائل التي يعترض فيها على الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله -.
ولم يكن ابن سحيم – عفا الله عنه – أمينا في نقله المسائل التي يدعي أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – قال بها , ولهذا فقد أكد الشيخ محمد افتراء ابن سحيم عليه في عدد منها كما يتضح من رسالته التي بعث بها إلى بعض العلماء في القصيم ومما جاء فيها " ثم لا يخفى عليكم أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم ... والله يعلم أن الرجل افترى علي أموراً لم أقلها ولم يأت أكثرها علي بالي , فمنها قوله: إني مبطل كتب المذاهب الأربعة , وإني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء , وإني أدعي الاجتهاد , وإني خارج عن التقليد , وإني أقول إن اختلاف العلماء نقمة , وإني أكفر من توسل الصالحين , وإني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق , وإني أقول لو أقدر على هدم قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها , ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزاباً من خشب , وإني أحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم , وإني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما , وإني أكفر من حلف بغير الله , وإني أكفر ابن الفارض وابن عربي , وإني أحرق دلائل الخيرات وروض الرياحين وأسميه روض الشياطين , وجوابي عن هذه المسائل إن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم " (33).
يتبع ...
ــــــــــــــــــــــ
23) المصدر نفسه , ج2 , ص 144 - 145
24) الخليلي , مرجع سابق , ص56
25) ابن عيسى إبراهيم , تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد , منسورات دار اليمامة , الرياض , ص 104 - 105
26) ابن غنام , مصدر سابق , ج2 , ص5
27) ابن بشر , مصدر سابق , ج1 , ص17
28) انظر تفصيل العمليات العسكرية بين الجانبين في ابن غنام وابن بشر , المصدرين السابقين.
29) ابن بشر , مصدر سابق , ج1 , ص20 - 49.
30) ابن غنام , مصدر سابق , ج2 , ص66 - 67.
31) المصدر السابق , ج1 , ص114.
32) المصدر السابق , ج1 , ص 111 - 112.
33) الدرر السنية , مصدر سابق , ج1 , ص30 - 31.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 12:45 ص]ـ
وإني أكفر من حلف بغير الله , وإني أكفر ابن الفارض وابن عربي.
قال رحمه الله / وما الاتحادي ابن عربي صاحب الفصوص المخالف للنصوص وابن الفارض الذي لدين الله محارب، وبالباطل للحق معارض، فمن تمذهب بمذهبهما فقد اتخذ مع غير الرسول سبيلا وانحل طريق المغضوب عليهم والضالين المخالفين لشريعة سيد المرسلين فان ابن عربي وابن الفارض ينتحلان نحلا تكفرهما وقد كفرهما كثير من العلماء العاملين فهؤلاء يقولون كلاما اخشى المقت من الله في ذكره فضلا عمن انتحله فان لم يتب الى الله من انتحل مذهبهما وجب هجره وعزله عن الولاية ان كان ذا ولاية من امامة او غيرها فان صلاته غير صحيحة لا لنفسه ولا لغيره فان قال جاهل ارى عبدالله نوه يتكلم في هذا الامر فيعلم انه انما تبين لي الآن وجوب الجهاد في ذلك علي وعلى غيري لقوله تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده (الى ان قال) ملة ابيكم ابراهيم) مؤلفات محمد بن عبد الوهاب 193/ 1
أرجوا الإفادة
¥