تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما بين ابي حنيفة والارجاء]

ـ[المغناوي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 08:50 م]ـ

السلام عليكم

هل يخبرني احد لماد قال ابي حنيفة بالارجاء

ـ[خالد أبوعاصم]ــــــــ[31 - 03 - 05, 02:53 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد

قبل الإجابة على سؤالك هذا يجب أولآ أن ننبه على أمر هام ألا وهو أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله إمام كبير القدر من أكابر أهل السنة وله باع عظيم في العلم وقد أثنى العلماء عليه ثناء عظيمآ ,

قال الشافعي: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة ,

وقال أبو وهب محمد بن مزاحم: سمعت ابن المبارك يقول أفقه الناس أبو حنيفة ما رأيت في الفقه مثله.

وقال: لولا أن الله أغاثني بأبي حنيفة وسفيان كنت كسائر الناس.

وقال يحيى بن سعيد القطان: لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة وقد أخذنا بأكثر أقواله.

وقال ابن حجر: ومناقب الإمام أبي حنيفة كثيرة جدآ فرضى الله تعالى عنه وأسكنه فسيح جناته.

قلت وأنا قدمت بذلك خشية أن يقع في قلب أحد من هذا الإمام شيىء فيقع فيه أو يتنقصه بسبب أنه قد أخطأ في بعض المسائل منها مسائل في الإعتقاد هذا مع أنه رحمه الله حين وقع في هذه الأخطاء ما كان يتبع هوى أو ينصر بدعة وإنما كان من أهل الإجتهاد فاجتهد فأخطأ فحاله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا إجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا إجتهد فأخطأ فله أجر) , فنسأل الله تعالى أن يرحمه وأن يأجره خيرآ عما قدم للمسلمين وأن يعفوا عن خطأه ,

وهذا الذي قلناه لايبيح لأحد أن يتبعه فيما أخطأ فيه ثم يقول أنا آخذ بقول عالم من العلماء إذ قد تبين خطأه فيه هذا لأن العلماء متفقون على أن من تبين خطأه فإنه لا يحل إتباعه فيه ذلك لأن العلماء غير معصومين بل وقد قال أبو حنيفة نفسه رحمه الله (لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه) , وقال (حرام على من لم يعرف دليلي أن يأخذ بكلامي فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدآ) , وقال (إذا قلت قولآ يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي).

والحادي بنا إلى قول هذا هو الإنصاف والعدل وقد قال الله تبارك وتعالى {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ} , وهذا الذي ينبغي أن نسلكه مع العلماء فإنهم هم الذي هانت عليهم أنفسهم في الله وما بلغنا الدين إلا على أجسادهم.

ثانيآ: أما إجابة سؤالك فهو:

أن الامام أبا حنيفة رحمه الله قد إتبع في قوله هذا شيخه حماد بن أبي سليمان , وتنحصر مخالفتهم لأهل السنة في ثلاثة مسائل وهي,

1 - إخراجهم الأعمال من الايمان 2 - قولهم بعدم زيادة الإيمان ونقصانه

3 - قولهم بعدم جواز الإستثناء في الإيمان.

وهذا القول كما سبق هو قول حماد بن أبي سليمان رحمه الله شيخ أبي حنيفة وتبعه أبو حنيفة في ذلك ,

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (وأنكر حماد بن أبي سليمان ومن اتبعه تفاضل الإيمان ودخول الأعمال فيه والاستثناء فيه، وهؤلاء من مرجئة الفقهاء، وأما إبراهيم النَّخعِيّ ـ إمام أهل الكوفة شيخ حماد بن أبي سليمان ـ وأمثاله، ومن قبله من أصحاب ابن مسعود؛ كعلقمة، والأسود فكانوا من أشد الناس مخالفة للمرجئة، وكانوا يستثنون في الإيمان، لكن حماد ابن أبي سليمان خالف سلفه، واتبعه من اتبعه ودخل في هذا طوائف من أهل الكوفة ومن بعدهم) , وقال (وهؤلاء المعروفون ـ مثل حماد بن أبي سليمان وأبي حنيفة وغيرهما من فقهاء الكوفة ـ كانوا يجعلون قول اللسان، واعتقاد القلب من الإيمان، وهو قول أبي محمد بن كلاب وأمثاله، لم يختلف قولهم في ذلك، ولا نقل عنهم أنهم قالوا: الإيمان مجرد تصديق القلب.)

قلت: والذي أدى بهم إلى ذلك هو قلة علمهم بالسنة فأخذوا بعض النصوص وقالوا بما دلت عليه ولم يأخذوا بجميع ما جاء فيها فحاد قولهم عن الصواب , وعلى نقيضهم الخوارج فإنهم أيضآ أخذوا ببعض النصوص وتركوا الباقي فضلوا عن الصواب فالأولون جفوا وأولئك غلوا , وأما أهل السنة فإنهم يجمعون النصوص كلها التي في الباب الواحد ثم يردوا عامها الى خاصها ومطلقها إلى مقيدها ومتشابهها إلى محكمها ولا يردون شيئآ منها بل يجمعون بين النصوص بعضها ببعض فلذلك كانوا أسعد الناس بالحق ,

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير