مات أبو الحسن عليه السلام وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار ".
قال الكليني: أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن زياد بن مروان القندي وكان من الواقفة. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب الاشارة والنص على أبي الحسن الرضا عليه السلام 72، الحديث 6.
أقول- السيد الخوئي-: لاريب في وقف الرجل وخبثه وأنه جحد حق الامام علي بن موسى عليه السلام مع استيقانه في نفسه، فانه بنفسه قد روى النص على الرضا عليه السلام كما مر. وروى الكليني بالاسناد المقتدم، قال (زياد): دخلت على أبي إبراهيم عليه السلام وعنده ابنه أبو الحسن فقال لي: يا زياد هذا ابني فلان كتابه كتابي وكلامه كلامي ورسوله رسولي وما قال فالقول قوله. ورواها الصدوق عن أبيه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن زياد بن مروان القندي نحوه. العيون: الجزء 1، الباب 4، الحديث 25. بل قد عرفت قول الامام عليه السلام له في ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة: (يا زياد لاتنجب أنت وأصحابك أبدا) وقول الحسن بن محبوب: أنه مات زنديقا، ولكنه مع ذلك ثقة لا لاجل أن كتابه من الاصول رواه أحمد بن محمد بن مسلمة (سلمة)، ذكره الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم عليهم السلام (22) ولا لرواية الاجلاء عنه ..... ، فإن جميع ذلك لا يكفي في إثبات الوثاقة على ما تقدم بل لان الشيخ المفيد وثقه. فقد عده الشيخ المفيد قدس سره في الارشاد ممن روى النص على الرضا علي بن موسى عليه السلام بالامامة من أبيه والاشارة إليه منه بذلك من خاصته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته، إذا فالرجل من الثقات وإن كان قد جحد حق الامام عليه السلام وخانه طمعا في مال الدنيا. فإن قلت إن شهادة الشيخ المفيد راجعة إلى زمان روايته النص على الرضا عليه السلام ولذا قد وصفه بالورع فلا أثر لهذه الشهادة بالنسبة إلى زمان انحرافه. قلت: نعم، إلا أن المعلوم بزواله من الرجل هو ورعه وأما وثاقته فقد كانت ثابتة ولم يعلم زوالها.
معجم رجال الحديث (8/ 326)
عثمان بن عيسى الرؤاسي
قال النجاشي كان شيخ الواقفة ووجهها، وأحد الوكلاء المستبدين بمال موسى بن جعفر عليه السلام، روى عن أبي الحسن عليه السلام. ذكره الكشي في رجاله. وذكر نصر بن الصباح قال: كان له في يده مال - يعني الرضا [عليه السلام]- فمنعه فسخط عليه. قال: ثم تاب وبعث إليه بالمال (رجال النجاشي 300)
وقد ذكر السيد بحر العلوم أنه كتب لإمام الرضا ان اباك - عليه السلام - لم يمت وهو حي قائم ومن ذكر انه مات فهو مبطل، وأعمل على انه قد مضى كما تقول فلم يأمرني بدفع شئ اليك. واما الجوار فقد اعتقتهن وتزوجت بهن ". الفوائد الرجالية (2/ 355)
أقول: رواية أنه تاب الذي ذكرها النجاشي ضعيفة لعدم وثاقة نصر بن الصباح كما أقر بضعف رواية توبته أكثر من عالم عندكم (أنظر خلاصة الأقوال للعلامة الحلي هامش صفحة 383, معجم رجال الحديث (12/ 132)) , فالملاحظ مما أورده النجاشي والسيد بحر العلوم أنه إستبد بمال إمامكم وكذب بإمامته ولم يصدقه , بل أعتق الجواري وتزوجهن بدون إذنه لتكذيبه لإمام مفترض الطاعة!!! وهذا يعني أنه يستنقص الإمام الرضا!!! ويقول عنه كذاب ليس بإمام وإلا لدفع المال والجواري إليه - ولعمري فعلته هذه قمة في النصب عندكم- خصوصآ أن الرجل كان موالي بل كان وكيلآ للكاظم فمن الطبيعي أن يعرف أن الإمامة لن تنتهي عنده وأن هناك إمام معصوم بعده وهناك رواية في ترجمة زياد القندي يرويها الرواسي نفسه عن زياد وإبن مسكان تحذرهما من الجحود بإمامة الرضا بعد الكاظم , معجم رجال الحديث (8/ 326)! وهذا معناه أنه يعرف أن الإمام هو الرضا بعد الكاظم!! وتكذيبه هذا للإمام أدى إلى سخط الإمام الرضا عليه , فالراد على الإمام عندكم كالراد على رسوله والراد على رسوله كالراد على الله والراد على الله كافر!!!
قال السيد الخوئي: .. وقال عند ذكره الوكلاء المذمومين بعد بيان السفراء الممدوحين: " ..... عثمان بن عيسى الرواسي، كلهم كانوا وكلاء لابي الحسن موسى عليه السلام، وكان عندهم أموال جزيلة، فلما مضى أبو الحسن موسى عليه السلام وقفوا طمعا في الاموال، ودفعوا إمامة الرضا عليه السلام وجحدوه! ". أقول: لا ينبغي الشك في أن عثمان بن عيسى كان منحرفا عن الحق ومعارضا للرضا عليه السلام، وغير معترف بامامته، وقد استحل أموال الامام عليه السلام، ولم يدفعها إليه! وأما توبته ورده الاموال بعد ذلك فلم تثبت فإنها رواية نصر بن الصباح، وهو ليس بشئ، ولكنه مع ذلك كان ثقة بشهادة الشيخ وعلي بن إبراهيم وابن شهر آشوب المؤيدة بدعوى بعضهم أنه من أصحاب الاجماع.معجم رجال الحديث (12/ 132)
وهذا زرارة ابن أعين، أوثق روات الشيعة، القدري بنص عن جعفر الصادق و بشهادة شيخهم الطوسي الذي لعنه المعصوم لديهم في أحاديث صحيحة السند رواها الكشي عن امامهم و الذي أكثر عنه علماء الحديث عنكم. و كان لا يتورع عن النيل من الامام جعفر الصادق حتى قال:
" رحم الله ابو جعفر أما جعفر ففي قلبي عليه لعنه "
حدثنا محمدبن مسعود، قال حدثنا جبريل بن أحمد الفاريابي، قال: حدثني العبيدي محمدبن عيسي، عن يونس بن عبدالرحمن، عن ابن مسكان، قال: سمعت زرارة يقول: رحم الله أبا جعفر واما جعفر فان في قلبي عليه لعنة! فقلت له: وماحمل زرارة على هذا؟ قال: حمله على هذا؟ قال: حمله على هذا لان أبا عبدالله عليه السلام أخرج مخازيه
وقد اكد الهالك الطوسي التهمة بحق زرارة و قال ان سببها قول زرارة بالقدر