وهذه الأمور قد تقع للناس ولكن لا يكون من العرافين المذمومين وإنما يذم إذا ادعى بها علم الغيب وأما إذا كان يستدل على المسروق ومكان الضالة بطرق حسية معروفة فليس من هذا الباب ولكن مراده الذي يدعي بهذه الأشياء علم الغيب فيسمى عرافاً وقيل هو الكاهن فالكاهن يسمى عرافاً والعراف يسمى كاهناًَ إذا كان يدعي علم الغيب.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[01 - 05 - 05, 07:13 م]ـ
الباب السابع والعشرون - باب ما جاء في النشرة
عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة؟ فقال: «هي من عمل الشيطان». رواه أحمد بسند جيد، وأبو داوود. وقال: سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هذا كله.
وفي البخاري عن قتادة: قلت لابن المسيب: رجل به طب أو يؤخّذ عن امرأته، أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع، فلم ينه عنه.
وروي عن الحسن، أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر.
قال ابن القيم: النُّشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان:
أحدهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور.
والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع والعشرون
(فجر الخميس 29/ 10 /1415) (التعليق على الشرح – فتح المجيد -)
1 - النشرة: حل سحر المسحور يقال: نشر عنه إذا حل ما به ما أصابه.
2 – قوله (عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة؟ فقال: «هي من عمل الشيطان») هذا الحديث يدل على أن النشرة منهي عنها وهي النشرة التي تعرف عند أهل الجاهلية لأن فيها (ال) للعهد الذهني يعني النشرة المعهودة المعروفة عند أهل الجاهلية من الكفرة بحل السحر عن المسحور بسحر مثله فقال النبي صلى الله عليه وسلم (هي من عمل الشيطان) لأن الساحر يتقرب إلى الشياطين بما يحبون من عبادتهم والنذر إليهم ودعائهم والاستغاثة بهم والسجود لهم ونحو ذلك فيسعفونه ببعض مطالبه التي يطلبها منهم من بيان بعض الأشياء التي تخفى عليه. فهي من عمل الشيطان لأن الشيطان يدعو إلى كل شر وإلى كل فساد وشرك.
3 - قوله (وقال: سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هذا كله) أي يكره النشرة التي يتقرب بها السحرة إلى الشياطين.
4 – قوله (قال ابن المسيب: لا بأس به) محمول على الحل الذي لا بأس به وهو الحل بالرقية والتعوذات والأشياء المباحة فهذا من باب الإصلاح والإصلاح مأمور به والمنكر منهي عنه.
5 – قوله (وروي عن الحسن، أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر) أي لا يحل السحر بالطرق الشيطانية إلا ساحر وأما حله بالطرق الإيمانية والشرعية فهذا يحلّه أهل العلم والبصائر والخبرة والتجارب فيحلونه بأنواع من الأدوية والتعوذات والقراءة فيحل عن المسحور ما به كما حل عن النبي صلى الله عليه السحر بقراءة المعوذتين.
6 – قال الشارح (وقال ابن بطال: في كتاب وهب بن منبه: أنه يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي والقواقل ثم يحسو منه ثلاث حسوات ثم يغتسل به يذهب عنه كل ما به وهو جيد للرجال (هكذا ولعله الرجل) إذا حبس عن أهله) أ. هـ قال الشيخ: المراد بالقواقل: قل هو الله أحد والمعوذتين وقل يأأيها الكافرون. وهذا واقع ومجرب فهو نافع ولا نحصي من جربه ونفع الله به.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 12:01 ص]ـ
الباب الثامن والعشرون - باب ما جاء في التطير
وقول الله تعالى: ?أَلاَ إِنَّمَا طَاِئُرُهْم عِندَ اللهِ وَلَكٍنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ? [الأعراف: 131].
وقوله: ?قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ? [يس: 19].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ عَدْوَىَ، وَلاَ طِيَرَةَ، وَلاَ هَامَةَ، وَلاَ صَفَرَ». أخرجاه، وزاد مسلم: «وَلاَ نَوْءَ، وَلاَ غُولَ».
ولهما عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ عَدْوَىَ، وَلاَ طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ». قالوا: وما الفأل؟ قال: «الْكَلِمَةُ الطّيّبَةُ»
¥