أما من لم يكفر الكافر فهو كافر مثله فصحيح وذلك يشمل المرتد -لا كما قال الفاضل أبوعلي: "هذا في حقِّ الكافر الأصليِّ؛ لا المرتدَّ"- كما يشمل الكافر الأصلي ولهذا نحن نكفر المرتدين أيام أبي بكر ونقول بأن من لم يكفرهم فهو مثلهم، بشرط أن يتبين ارتداده ويقطع به، ولأجل هذا فرض حد الردة، وبوب الفقهاء على اختلاف مذاهبهم باب قتل المرتد.
ولكن هذا فرع عن النظر في المكفر أو الناقل عن الملة الذي وقع فيه المسلم، والاشتغال بمثل هذا أمر لا ينبغي أن ينظر فيه طالب العلم بل يوكل لأهل العلم الراسخين، وولاة الأمر الذين يليهم تنفيذ الأحكام وحفظ الدين الذي هو من أولى واجبات الحاكم المسلم، أما المسلم العامي فغير مكلف بأن يحكم على الناس والأصل فيهم عدم الانتقال عن أصلهم الذي هو الإسلام والبحث في الناقل الذي وقعوا فيه هل نقلهم أو لا ليس بواجب من حيث الأصل على طالب العلم، وطالب العلم عليه أن يشتغل بتعلم ما ينفعه فما أكثر ما يجهله مما افترضه الله عليه، وليترك الحكم على مثل هذه المسائل العظيمة لمن فرغ من العلوم أو كان له فيها الباع طويل.
وقد جاءني أحد الإخوان ممن يتسرعون في التكفير -حسب رأيي ليجادلني في كفر أحدهم.
وقد صدر كلامه بهذه القاعدة.
فقررت له شيئاً مما ذكرته هنا.
ثم قلت له: أنت تكفره، فهل تقول بوجوب تقليدك في تكفيره؟
قال: لا ولكن يحب أن تنظر في أقواله وتحكم عليه.
قلت له: ما أعرفه أن الذي يجب علي أن أفعله هو أن أتعلم ما تجب علي معرفته من علم الشرع، فالذي ينبغي هو النظر في كلام الله وكلام رسوله_ صلى الله عليه وسلم_، ولم يكلفني الشارع بالجلوس على منصة عالية ومن ثم الحكم على فلان أو علان، ولا أظن أن معك دليل يلزم بالنظر في أقوال البشر ومن ثم الحكم عليهم! والنتقال بهم عن أصلهم؟
ثم ذكرت له أن كثيراً من الناس يترك تعلم ما يجب عليه لينشغل ببحث ما لن يسأل عنه.
ثم قلت له: أنا معك إذا تعلمنا كل ما يجب علينا ولم يبق إلاّ ما لا يجب فلا مانع أن نبحث هذه المسألة!
ثم قلت له: أنت تكفر فلانا، ً فهل قرأت جل ما كتب وقال؟
فقال: لا.
فقلت: فكيف تكفره!
فقال لي فلان –من أهل العلم الثقات-: كفره، وأنا قرأت له بعض الكتابات ورأيت له كلمات كفرية.
قلت فلعل له كلاما آخر يبين فيه ما أجمل أو يتراجع فيه عن قوله أو يفسر به ما حكمت عليه به تفسيراً يدرء عنه الحكم وإن لم يرفع عنه الذم!
فقال أخرى: فلان من أهل العلم الثقات كفره!
فقلت له: ماذا تقول في أبي حنيفة؟
فقال: من الأئمة الكبار المعروفين.
فقلت له: أثر عن الثوري والحميدي تكفيره! فهل تكفره؟
سكت .. فقلت: "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون".
أما مسألة العذر بالجهل في قضايا التوحيد فالخلاف فيها قائم والكلام فيها طويل لا أظن أن من المناسب الخوض فيه وما ألف فيه أكثر من أن يحصر.
ـ[محمد الاثري]ــــــــ[05 - 05 - 05, 04:41 ص]ـ
اخواني
اريد ادلة
سؤالي عن الادلة
اهم شيئ في الموضوع او سؤالي
الادلة