المشهور حفظك الله ان الذين يقولون بتفضل الولي على النبي لايعتمدون على هذه القاعدة وإنما يعتمدون على حديث اللبنة وموضعها ونحوها
فما هو مصدر هذا الأخ في نسبته للقائلين بالتفضل بالأخذ بقاعدة (الوهبي والكسبي)!
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في بغية المرتاد ص 386 - 387
ولما كان هؤلاء المتفلسفة ومن سلك سبيلهم يجعلون كلام الله كله لموسى وغيره من الأنبياء ما يفيض على نفوسهم من العقل الفعال زادت الإتحادية درجة أخرى فجعلوا كلامه كل ما يظهر من شيء من الموجودات
وهؤلاء يصرح أحدهم بأن ما يسمعه من بشر مثله أعظم من تكليم الله لموسى لأن ذلك بزعمهم كلام الله من الشجرة وهي جماد وهذا كلام الله من الحيوان والحيوان أعظم من الجماد
وطائفة أخرى منهم يقولون إن الإلهام المجرد وهي المعاني التي تتنزل على قلوبهم أعظم من تكليم الله موسى لأن هذا بزعمهم خطاب محض بلا واسطة ولا حجاب وموسى خوطب بحجاب الحرف الصوت وأمثال هذا الكلام الذي يتضمن ترفع أحدهم عن تكليم الله لموسى الذي علم بالإضطرار من دين أهل الملل المسلمين واليهود والنصارى أنه أعظم من خطابه وإيحائه لسائر الأنبياء والمرسلين ولهذا يقولون إن الولاية أعظم من النبوة والنبوة أعظم من الرسالة وينشدون
مقام النبوة في برزخ
فويق الرسول ودون الولي
ويقولون إن ولاية النبي أعظم من نبوته ونبوته أعظم من رسالته
ثم قد يدعي أحدهم أن ولايته وولاية سائر الأولياء تابعة لولاية خاتم الأولياء وأن جميع الأنبياء والرسل من حيث ولايتهم هي عندهم أعظم من نبوتهم ورسالتهم وإنما يستفيدون العلم بالله الذي هو عندهم القول بوحدة الوجود من مشكاة خاتم الأولياء وشبهتهم في أصل ذلك أن قالوا الولي يأخذ عن الله بغير واسطة والنبي والرسول بواسطة ولهذا جعلوا ما يفيض في نفوسهم ويجعلونه من باب المخاطبات الإلهية والمكاشفات الربانية أعظم من تكليم موسى بن عمران وهو في الحقيقة إيحاءات شيطانية ووساوس نفسانية (وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم)
ولو هدوا لعلموا أن أفضل ما عند الولي ما يأخذه عن الرسول لا ما يأخذه عن قلبه وأن أفضل الأولياء الصديقون وأفضلهم أبو بكر وكان هو أفضل من عمر مع أن عمر كان محدثا كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر ... )
الصفدية ج2/ص252
ولهذا قال من سلك سبيلهم كابن عربي إن الولي أو خاتم الأولياء أفضل من الرسل والانبياء وإن الولاية أفضل من النبوة قالوا لأن الذي سموه خاتم الأولياء يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحى به إلى الرسول فإن الرسول يأخذ عندهم عن الخيال الذي في نفسه وهو جبريل عندهم والخيال يأخذ عن المعقولات الصريحة والولي بزعمهم يأخذ عن تلك المعقولات ويزعمون أن الملائكة التي أخبرت بها الرسل هي هذه العقول العشرة أو الصور الخيالية التي تمثل في نفوس الناس)
ـ[أبو لمى]ــــــــ[25 - 05 - 05, 09:38 ص]ـ
بارك الله فيكم , لقد سررت كثيراً أخي عبد الرحمن من نقلك لكلام شيخ الإسلام فهو ماأريده أما قولي: المشاركة الأصلية بواسطة أبو لمى
أحبتي الكرام قد وقع نظري على مكتوب لأحد طلبة العلم وهو في صدد الكلام عن هذه القاعدة وقال كلاما مفاده:
أن الذين قالوا بتفضيل الولي على النبي إعتمدوا هذه القاعدة و البعض شنع على المقولة ولم يعرف مرادهم أ. هـ
قلت متسائلا ماهو المراد؟!! ... وهل هناك من أهل السنة من قاله به؟؟!!.
فكان سوء فهم لما كتبه الرجل, وإنما الذي ذكره هو ماكان في حق النبي الولي فأيهما أفضل الوهبي أم الكسبي.
وسأعود لاحقا لذكر كلامه نصاً من كتبه لأن هناك مايُشكل: إذ أنه جعل القول بتفضيل الكسبي هو قو الإئمة والجمهور .... فلعلكم تنتظرون النقل بحروف الرجل ...
بارك الله في أعمارنا .. وأوقاتنا .. آمين
ـ[أبو لمى]ــــــــ[26 - 05 - 05, 02:15 م]ـ
أولاً: أشكر أخي مجدي أبوعيشة فقد أفادني بذكر كلام شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ فهو جزء مهم من ما أبحث عنه فجزاه الله خيرا.
أما كلام طالب العلم فأنقله بحروفه:
.. فالنبي مقامه وهبي , أي الله يهب لمن يشاء النبوة ولا تكون إلا في رجل شرعاً , و الولاية كسبية عادة , أي: الإنسان يكتسبها , وأي المقامين أفضل من يث النظر إلى الكسب أو الوهب؟
الكسب هو أولى من الوهب على ماعليه الجمهور , ولذلك ذكر جماعة من الأئمة أن النبوة دون الولاية , ومرادهم فيمن اجتمع فيه هذان الشيئان , أي أي من كان نبياً ولياً , فأيهما أولى من الآخر فيه , هل هو الكسبي أم الوهبي: الجمهور على أنه الكسبي وليس الوهبي و فظن بعض الناس أن الخلاف هل الأولياء أفضل أم الأنبياء , وهذا محل إجماع لا خلاف فيه , فإنه لاخلاف أن الأنبياء أفضل من الأولياء مطلقاً: عند اهل السنة وعند الفقهاء , إنما الخلاف فيمن اجتمع فيه الولاية والنبوة , أيهما أفضل فيه هل الوهبي أم الكسبي: فالجمهور على أنه الكسبي أفضل من الوهبي , ولذالك قالوا: الولاية افضل من النبوة من هذه الجهة , فتبه. أ. هـ
¥