تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد ذكر الإمام أحمد هذا القول فيما أملاه على بعض أصحابه من أقوال أهل السنة والجماعة , قال القاضي أبو الحسين في طبقات الحنابلة – في ترجمة أبي جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي – (نقلت من خط أحمد الشنجي بإسناده قال: سمعت محمد بن عوف يقول: أملى عليَّ أحمد بن حنبل – فذكر جملة من المسائل التي أملاها عليه مما يعتقده أهل السنة والجماعة , ومنها – وأن آدم صلى الله عليه وسلم خلق على صورة الرحمن كما جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) (23).

وحكاه شيخ الإسلام ابن تيمية عن جمهور السلف:

وقال ابن جحر (وقال القرطبي: أعاد بعضهم الضمير على الله متمسكاً بما ورد في بعض طرقه (إن الله خلق آدم على صورة الرحمن).

قلت: هذا الطريق ضعيف , ولكن لا شك أن هذا هو المراد , وهو مذهب أهل السنة والجماعة , أن الله عز وجل خلق آدم على صورته , ولا يلزم من ذلك مماثلة الخالق بالمخلوق , فإن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

قال ابن قتيبة رحمه الله (والذي عندي – والله تعالى أعلم – أن الصورة ليست بأعجب من اليدين , والأصابع , والعين , وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن , ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن , ونحن نؤمن بالجميع , ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد) (24).

وقد انتصر لهذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس.

وقد ذهب بعض أهل السنة والجماعة إلى أن إضافة الصورة إلى الله من باب التشريف والتكريم , كقوله تعالى (ناقة الله) (25) وكما يقال في الكعبة بيت الله ونحو ذلك (26).

إلا أن إجراء النص على ظاهره مع نفي التمثيل أولى , كما هو مذهب جمهور السلف.

يتبع إن شاء الله تعالى ...

ـــــــــــــــــــــــ

23) طبقات الحنابلة (1/ 313).

24) تأويل مخلف الحديث ص (318).

25) الأعراف الآية (73).

26) انظر: طرح التثريب (8/ 105) , وهو أحد الأجوبة التي أجاب بها شيخنا ابن عثيمين – رحمه الله - عن الحديث. انظر شرح العقيدة الواسطية (1/ 109).

ـ[العوضي]ــــــــ[22 - 07 - 05, 09:32 م]ـ

المبحث الثالث

في إثبات الصورة لله عز وجل

وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات الصورة لله عز وجل أكتفي بذكر حديث واحد مشهور وهو:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنا ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال عليه الصلاة والسلام (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟) قالوا: لا يا رسول الله! , وفيه (يجمع الله الناس يوم القيامة , فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه , فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس , ويتبع من كان يعبد القمر القمر , ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت , وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون , فيقول: أنا ربكم , فيقولون: نعوذ بالله منك , هذا مكاننا يأتينا ربنا , فإذا جاء ربنا عرفناه , فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون , فيقول: أنا ربكم , فيقولون: أنت ربنا , فيتبعونه ... ).

أخرجه البخاري (6573 , 7437) , ومسلم (182).

هذا ما أردت بيانه وإيضاحه , والله أسأل أن يرزقنا الاقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم , وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه , وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه , وإن سميع مجيب.

والحمد لله رب العالمين , وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـ[العوضي]ــــــــ[26 - 07 - 05, 10:35 ص]ـ

البحث على صيغة الورود

والله الموفق

ـ[النصري]ــــــــ[26 - 07 - 05, 03:11 م]ـ

لا حرمك ربي الأجر.

ـ[العوضي]ــــــــ[27 - 07 - 05, 07:51 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي الفاضل

ـ[أبو معاذ الأسمري]ــــــــ[02 - 08 - 05, 06:28 م]ـ

عضد ا ً لما سبق بيانه ونقله من خلال الأخ الفاضل (العوضي) وزيادة في العلم بالنسبة لحديث الصورة فإن هنالك قولاً رابعاً وقد ذ كره شيخنا أبن عثيمين رحمه الله تعالى:

(وهناك جواب آخر: وهو أن الإضافة هنا من باب إضافة المخلوق إلى خالقه كقوله تعالى عن آدم (ونفخت فيه من روحي) ولا يمكن أن يكون الله أعطى آدم جزءاً من روحه لكن روح الله يعني بها الروح التي خلقها الله عز وجل

لكن إضافتها إلى الله من باب التشريف كما نقول (عباد الله) فهذه إضافة عامة لكننا لو قلنا (محمد بن عبد الله)

فهذه إضافة خاصة ليست كالعبودية السابقة

فإذاً صورة الله يعني صورة من الصور التي خلقها الله وصورها (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) فالتصوير سابق على القول للملائكة

إذا: فآدم صورة الله يعني أن الله هو صوره على هذه الصورة التي تعتبر أحسن صورة في المخلوقات فأضاف الله الصورة إليه من باب التشريف كأنه عز وجل اعتنى بهذه الصورة ومن أجل ذلك " لا تضرب الوجه " فيقبح حساً "ولا تقبحه" فتقول قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فتعيبه معنى.

فمن أجل أنه الصورة التي صورها الله وأضافها إلي نفسه تشريفاً وتكريما ًلا تقبيحها بعيب حسي ولا بعيب معنوي فصار هذا نظير "بيت الله ـ عبد الله " لأن هذه الصورة منفصلة بائنة من الله وكل شيء أضافه إلى نفسه وهو منفصل بائن عنه فهو من المخلوقات.

المرجع: شرحه العقيدة الواسطية1/ 67ـ69

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير