الأخ الحبيب الكريم: علي
أصل الخلاف بين معاوية وعلي رضي الله عنه هو ما تفضلت بذكره، وأن عليا رضي الله عنه - وهو أفهم وأسد وأكبر - باتفاق أهل السنة رأى تأجيل الأخذ بالقصاص من قتلة علي وكان ذلك لأمور:
الأول: أن قتلة عثمان عليهم من الله تعالى ما عليهم كانوا ذوي شوكة وعصبية شديدة، وانضم إليهم أعراب كثر ممن في قلوبهم ما فيها، فقتالهم في وقت كان الخليفة عثمان فيها مقتولا والأعداء يتربصون بالأمة فيه من الفساد ما فيه، فرأى علي رضي الله عنه أن يؤجل هذا حتى يستتب الأمر في الدولة.
وأكبر برهان على ذلك هو أن معاوية رضي الله عنه لما تولى خلافة المسلمين لم يعرف عنه أنه أخذ القصاص من قتلة عثمان ولا تتبعهم، وإنما هذا لمباشرته الأمر ورؤيته ما لم يكن يراه حيث لم يكن مكان علي فلما صار مكانه عرف ما عرفه علي سابقا وإنما كان هذا لما أصلناه أن عليا رضي الله عنه كان أكبر وأعلم وأفهم من معاوية باتفاق أهل السنة.
يقول ابن كثير في البداية (7/ 239):
ولما استقر أمر بيعة على دخل عليه طلحة والزبير ورؤس الصحابة رضي الله عنهم وطلبوا منه إقامة الحدود والأخذ بدم عثمان فاعتذر إليهم بأن هؤلاء لهم مدد وأعوان وأنه لا يمكنه ذلك يومه.
فبين رضي الله عنه عذره وأصاب.
الثاني: أنه أيضا بعد ذلك ما استطاع رضي الله عنه المضي في هذا الأمر لتوالي الفتن والإحن وخروج الخوارج البغاة فاضطر إلى قتالهم، وكان ما كان حتى قتل شهيدا سعيدا رضيا كريما.
وإذا أردت التوسع في هذا فعليك بتقريرات ابن تيمية رحمه الله تعالى في منهاج السنة النبوية وكذلك كتاب ابن العربي العواصم من القواصم ففيها من ذلك الشيء الطيب الذي تكتفي به.
وأما هنا فنصيحة أخ لك يحبك في الله تعالى وإن لم يرك إي والله نحبك في الله أن تترك البحث فيها فإنها ولا شك ستدخلنا فيما نهى عنه أهل السنة والجماعة باركهم الله تعالى أحياءا وأمواتا، إلا على الجهة التعليمية البحتة لنفسك مع نفسك ولو أدمنت المطالعة في منهاج السنة لابن تيمية لكفاك في هذا الباب إن شاء الله تعالى، وقد أرفقت لك كتابا أظنه مفيدا في هذا الباب جملة إن شاء الله تعالى.
بارك الله تعالى فيكم ووفقكم لإصابة الحق.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[01 - 07 - 05, 08:47 م]ـ
الجواب من عدة نقاط
النقطة الأولى: معاوية لم يخرج على علي رضي الله عنهما ولم ينازعه الخلافة والسلطة ولم يقل هذا ابدا حتى علي رضي الله عنه شهد له بهذا.
النقطة الثانية: هو كان يريد قتلة عثمان وقد اخطأ في هذا كما ذكر ذلك علماء السنة لكنه متأول ومجتهد وقد اخطأ وله محاسن تطغى على هذا الخطأ فكان الواجب تسليم الأمر إلى خليفة المسلمين وهو علي رضي الله عنه فإن عليا لا يرضى بالظلم وهو لا شك كان يريد القبض على هؤلاء القتلة لكن بعد أن تهدئ الأمور وكانت نظرة علي رضي الله عنه ثاقبة وهي من فقهه وحسن إدارته، ومعاوية رضي الله عنه ولي لعثمان كما قال الله تعالى" وقد جعلنا لوليه سلطانا"
النقطة الثالثة: وبعد أن استتب الأمر واراد معاوية وعلي ومن معهم رضي الله عنه التفاهم والوصول إلى نتيجة مرضية تدخل شرذمة من أهل الكوفة ممن في قلبه مرض وحقد على الأمة فأشعول النار في مخيم جيش علي ومخيم معاوية ومن معه فظن كل طرف أن الطرف الاخرى يهاجمه فحصلت الفتنة التي لم يكن في يد علي ولا معاوية إقافها لحكمة اراده الله.
والله تعالى يقول في النهج الذي ينبغي أن نسير عليه" وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا "
وقال بعدها:"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ "
فسماهم أهل إيمان وأنهم إخوة
ـ[ابو البراء على]ــــــــ[02 - 07 - 05, 01:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ولكن هل من مزيد ان شاء الله تعالى
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[02 - 07 - 05, 12:39 م]ـ
قال ابن حبان:
ذكر الخبر الدال على أن علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كان في تلك الوقعة على الحق
أخبرنا سهل بن عبد الله بن أبي سهل بواسط قال حدثنا الفضل بن داود الطرازي قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا شعبة عن عوف عن الحسن عن أمه
عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تقتل عمارا الفئة الباغية
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 - 07 - 05, 10:17 م]ـ
اعتقاد أهل السنة فى الصحابة:
أصل الأصول: عدم الخوض فى ما شجر بينهم. سدا لباب الشيطان.
فليكن الإخوة على ذكر منه.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 07 - 05, 07:41 م]ـ
أخي الفاضل الحبيب ابن دحيان تقول أن معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قد بايع علياً
من أين أتيت بهذا الكلام؟
ولي عودة مرة أُخرى
قال شارح الطحاوية:فالخلافة ثبتت لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد عثمان رضي الله عنه بمبايعة الصحابة سوى معاوية مع أهل الشام والحق مع علي رضي الله عنه
¥