[إشكال في منهاج السنة لابن تيمية رحمه الله]
ـ[الفهدي1]ــــــــ[01 - 07 - 05, 02:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن أحاديث افتراق الأمة وهو يرد على الرافضي الحلي في استدلاله بهذا الحديث في ج3 ص455:
الوجه الرابع أن يقال أولا أنتم قوم لا تحتجون بمثل هذه الأحاديث فإن هذا الحديث إنما يرويه أهل السنة بأسانيد أهل السنة والحديث نفسه ليس في الصحيحين بل قد طعن فيه بعض أهل الحديث كابن حزم وغيره ولكن قد رواه أهل السنن كأبي داود والترمذي وابن ماجه ورواه أهل الأسانيد كالإمام أحمد وغيره
فمن أين لكم على أصولكم ثبوته حتى تحتجوا به وبتقدير ثبوته فهو من أخبار الأحاد فكيف يجوز أن تحتجوا في أصل من أصول الدين وإضلال جميع المسلمين إلا فرقة واحد بأخبار الآحاد التي لا يحتجون هم بها في الفروع العلمية
وهل هذا إلا من أعظم التنافض والجهل. اهـ
الإشكال: كيف قال ابن تيمية رحمه الله أن هذه الخبر خبر آحاد وقد رواه أكثر من صحابي
سنن أبي داود ج2 ص 608:
4596 - حدثنا وهب بن بقية عن خالد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ".
سنن ابن ماجة ج2 ص1322:
3992 - حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي. حدثنا عباد بن يوسف. حدثنا صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة. فواحدة في الجنة. وسبعون في النار
وافترقت النصارى على ثنتيين وسبعين فرقة. فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة. والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة. واحدة في الجنة وسبعون في النار)
قيل يا رسول الله من هم؟ قال (الجماعة)
سنن ابن ماجة ج2 ص 1322:
3993 - حدثنا هشام بن عمار. حدثنا الوليد بن مسلم. حدثنا أبو عمرو حدثنا قتادة عن أنس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: (إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة. وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة. كلها في النار إلا واحدة. وهي الجماعة)
المستدرك ج1 ص217:
443 - و منها: ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع البهراني ثنا صفوان بن عمرو عن الأزهر بن عبد الله عن أبي عامر عبد الله بن يحيى قال: حججنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة أخبر بقاص يقص على أهل مكة مولى لبني فروخ فأرسل إليه معاوية فقال: أمرت بهذه القصص؟ قال: لا قال: فما حملك على أن تقص بغير إذن؟ قال: ننشىء علما علمناه الله عز و جل فقال معاوية: لو كنت تقدمت إليك لقطعت منك طائفة ثم قام حين صلى الظهر بمكة فقال: قال النبي صلى الله عليه و سلم: إن أهل الكتاب تفرقوا في دينهم على اثنتين و سبعين ملة و تفترق هذه الأمة على ثلاث و سبعين كلها في النار إلا واحدة و هي الجماعة و يخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يبقى منه عرق و لا مفصل إلا دخله و الله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم لغير ذلك أحرى أن لا تقوموا به
هذه أسانيد تقام به الحجة في تصحيح هذا الحديث و قد روي هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص و عمرو بن عوف المزني بإسنادين تفرد بأحدهما عبد الرحمن زياد الأفريقي و الآخر كثير بن عبد الله المزني و لا تقوم بها الحجة
وكذلك عن أبي أمامة
فهل هذا وهم من شيخ الإسلام رحمه الله؟
ـ[ابن تميم الظاهري]ــــــــ[01 - 07 - 05, 02:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
لا أدري أخي الفاضل لأن النص ليس عندي كله ..
لكن قد يكون الشيخ لديه حد وعدد في اعتبار الخبر متواتراً ..
وقد يكون الشيخ يعلم أن الرافضة لهم حد معين وهذه الروايات لم تبلغ ذلك الحد ليحكموا عليه أنه متواتر ..
وبعض الفرق رفضت العمل بخبر الآحاد في العقائد ..
وهذه مسألة اعتقادية لأنه يضللون كل الفرق إلا فرقة واحدة ..
فعلى أصلهم لا يصح الاستدلال بهذه الأخبار ..
طبعاً هذا إن كان عندهم الخبر المتواتر هو ما رواه أربعة مثلاً أو خمسة أو أكثر ..
فحاول أن ترجع لكتب الرافضة لمعرفة الخبر المتواتر عنده والعدد الذي يعتبر به الخبر متواتراً ..
وكذلك ابن تيميه رحمه الله ..
فقد يفيدك هذا ..
لأنه لا يخفاك أن الحد والعدد لبعض أهل العلم كلام فيه ..
هذا مما قد ينفع في مسألتك ويمكن أن يكون غير هذا ..
فقد ذكرت هذه المسألة ..
وقد يكون الشيخ وهِم ..
وهو بعيد أظن كذلك ..
لأنه ذكر قوله: (ولكن قد رواه أهل السنن كأبي داود والترمذي وابن ماجه ورواه أهل الأسانيد كالإمام أحمد وغيره) ..
مما يدل على وقوفه على هذه الروايات ..
والله أعلم يفيدك الأخوان ..
¥