[هل من شرح واف لمعنى خلق أفعال العباد]
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[03 - 07 - 05, 06:46 م]ـ
لقد قرأت لغير واحد من العلماء معنى خلق أفعال العباد وممن قرأت له الحافظ ابن الوزير في العواصم، لكن كأني بحاجة إلى زيادة في التوضيح من المشايخ وخيرة الطلبة، فهل من فائدة حول هذه المسألة؟
أخوكم/ أبو عبد الباري
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[09 - 07 - 05, 05:29 م]ـ
هل من مجيب؟
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[09 - 08 - 05, 04:06 ص]ـ
اهلا باخي ابو عبدالباري ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
انقل لك من كتاب شرح العقيدة الوسطية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى (2/ 67):
((الاصل الثاني: أفعال الله:
قال المؤلف _ اي ابن تيمية رحمة الله تعالى _ " وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية "
الشرح:
في باب القدر انقسم الناس إلى ثلاثة أقسام:
_ قسم امنوا بقدر الله عز وجل وغلوا في اثباته، حتى سلبوا الانسان قدرته واختياره، وقالوا: ان الله فاعل كل شئ وليس للعبد اختيار ولا قدرة، وانما يفعل الفعل مجبرا عليه، بل ان بعضهم ادعى ان فعل العبد هو فعل الله، ولهذا دخل من بابهم اهل الاتحاد والحلول وهؤلاء هم الجبريه.
_ والقسم الثاني قالوا: ان العبد مستقل بفعله وليس لله فيه مشيئة ولا تقدير حتى غلا بعضهم، فقال: ان الله لا يعلم فعل العبد الا اذا فعله،اما قبل، فلا يعلم عنه شيئا وهؤلاء هم القدرية مجوس هذه الامة.
فالاولون غلوا في اثبات افعال الله وقدره وقالوا: ان الله عزوجل يجبر الانسان على فعله وليس للانسان اختيار.
والاخرون غلوا في اثبات قدرة العبد وقالوا: ان القدرة الالهية والمشيئة الالهية لا علاقه لها في فعل العبد فهو الفاعل المطلق الاختيار.
_ والقسم الثالث: اهل السنة والجماعة، قالوا: نحن ناخذ بالحق الذي مع الجانبين، فنقول: ان فعل العبد واقع بمشيئة الله وخلق الله، ولا يمكن ان يكون في ملك الله ما لا يشاؤه ابدا والانسان له اختيار وارادة، ويفرق بين الفعل الذي يضطر اليه والفعل الذي يختاره، فافعال العباد باختيارهم وارادتهم ومع ذلك فهي واقعة بمشيئة الله وخلقه.
* ولكن سيبقى عندنا إشكال: كيف يكون خلقا لله وهي فعل الانسان؟!
والجواب ان افعال العباد صدرت بارادة وقدرة والذي خلق فيه الارادة والقدرة هو الله عز وجل.
لو شاء الله تعالى لسلبك القدرة فلم تستطع.
ولو ان احدا قادرا لم يرد فعلا لم يقع الفعل منه.
كل انسان قادر يفعل الفعل فانه بارادته، اللهم الا من اكره.
فنحن نفعل باختيارنا وقدرتنا والذي خلق فينا الاختيار والقدرة هو الله.)) ا. هـ
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[09 - 08 - 05, 03:14 م]ـ
وأفعال العباد خلق الله وكسب من العباد.
أفعال العباد خلق الله وكسب من العباد: هذا معتقد أهل السنة والجماعة، أن أفعال العباد، الله -تعالى- خلقها، والعباد باشروها مختارين، فصاروا بها عصاة ومطيعين، فإذن أفعال العباد من الله خلقا وتقديرا، ومن العبد فعلا، وتسببا وكسبا ومباشرة، هذا معتقد أهل السنة والجماعة.
يقولون: إن أفعال العباد، أفعالك، أيها العبد خلقها الله، ولكن أنت الذي باشرتها وكسبتها، فهي تنسب إليك؛ لأنك أنت المباشر، وأنت الكاسب، وأنت الذي فعلتها باختيارك، فتصير بها مطيعا، وتصير بها عاصيا تنسب إليك، وإن كان الله خلقها، فهي من الله خلقا وإيجادا وتقديرا، ومن العبد تسببا وفعلا وكسبا ومباشرة، هذا معتقد أهل السنة والجماعة.
وهناك مذهبان آخران:
المذهب الأول: مذهب الجبرية، قالوا: إن الأفعال هي أفعال الله والعباد مجبورون على أفعالهم، فالعباد ليس لهم من الأمر شيء، بل هم مجبورون على الأفعال، والأفعال أفعال الله، فالله هو المصلي وهو الصائم، ولكن العباد وعاء للأفعال، فهم كالكوز الذي يصب فيه الماء، فالعباد كوب، والله كصباب الماء فيه، العباد ما لهم اختيار، وليس لهم أفعال، ولا تنسب الأفعال إليهم، بل الأفعال أفعال الله؛ لأن الله أجبرهم على ذلك، وتجري الأفعال على أيديهم اضطرارا لا اختيار لهم في ذلك.
واضح هذا؟.
¥