تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإذا طلبت من أحد الغوث وهو قادر عليه، فإنه يجب عليك تصحيحاً لتوحيدك أن تعتقد أنه مجرد سبب، وأنه لا تأثير له بذاته في إزالة الشدة، لأنك ربما تعتمد عليه وتنسى خالق السبب، وهذا قادح في كمال التوحيد.

(ج1/ 260)

----

قوله: "أو يدعو غيره"، معطوف على قوله: "أن يستغيث"، فيكون المعنى: من الشرك أن يدعو غير الله، وذلك لأن الدعاء من العبادة، قال الله تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) [غافر: 60]، (عبادتي)، أي: دعائي، فسمى الله الدعاء عبادة. وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الدعاء هو العبادة".

والدعاء ينقسم إلى قسمين:

1 - ما يقع عبادة، وهذا صرفه لغير الله شرك، وهو المقرون بالرهبة والرغبة، والحب، والتضرع.

2 - ما لا يقع عبادة، فهذا يجوز أن يوجه إلى المخلوق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من دعاكم فأجيبوه"، وقال: "إذا دعاك فأجبه"، وعلى هذا، فمراد المؤلف بقوله "أو يدعو غيره" دعاء العبادة أو دعاء المسألة فيما لا يمكن للمسؤول إجابته.

(ج1/ 261)

----

وقوله: (ولا تدع من دون الله)، الدعاء: طلب ما ينفع، أو طلب دفع ما يضر.

وهو نوعان كما قال أهل العلم:

الأول: دعاء عبادة وهو أن يكون قائماً بأمر الله، لأن القائم بأمر الله - كالمصلي، والصائم، والمزكي - يريد بذلك الثواب والنجاة من العقاب، ففعله متضمن للدعاء بلسان الحال، وقد يصحب فعله هذا دعاء بلسان المقال.

الثاني: دعاء مسألة، وهو طلب ما ينفع، أو طلب دفع ما يضره.

فالأول لا يجوز صرفه لغير الله، والثاني فيه تفصيل سبق.

(ج1/ 262)

----

قوله: (واشكروا له) والشكر فسروه بأنه: القيام بطاعة المنعم.

وقالوا: إنه يكون في ثلاثة مواضع:

1 - في القلب، وهو أن يعترف بقلبه أن هذه النعمة من الله، فيرى لله فضلاً عليه بها، قال تعالى: (وما بكم من نعمة فمن الله) [النحل: 53]،

2 - اللسان، وهو أن يتحدث بها على وجه الثناء على الله والاعتراف وعدم الجحود، لا على سبيل الفخر والخيلاء والترفع على عباد الله، فيتحدث بالغنى لا ليكسر خاطر الفقير، بل لأجل الثناء على الله، وهذا جائز.

3 - الجوارح، وهو أن يستعملها بطاعة المنعم، وعلى حسب ما يختص بهذه النعمة. فمثلاً: شكر الله على نعمة العلم: أن تعمل به، وتعلمه الناس. وشكر الله على نعمة المال: أن تصرفه بطاعة الله، وتنفع الناس به.

(ج1/ 268)

----

ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 08 - 05, 11:09 م]ـ

بابٌ قولُ اللهِ تعالى: (أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً) الآية.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

فبين الله عجز هذه الأصنام، أنها لا تصلح أن تكون معبودة من أربعة وجوه، هي:

1 - أنها لا تخلق، ومن لا يخلق لا يستحق أن يعبد.

2 - أنهم مخلوقون من العدم، فهم مفتقرون إلى غيرهم ابتداءً ودواماً.

3 - أنهم لا يستطيعون نصر الداعين لهم، وقوله: (لا يستطيعون) أبلغ من قوله: "لا ينصرونهم"، لأنه لو قال: "لا ينصرونهم"، فقد يقول قائل: لكنهم يستطيعون، لكن لما قال: (لا يستطيعون لهم نصراً) كان أبلغ لظهور عجزهم.

4 - أنهم لا يستطيعون نصر أنفسهم.

(ج1/ 285)

---

وقوله: (من قطمير)، القطمير: سلب نواة التمرة.

وفي النواة ثلاثة أشياء ذكرها الله في القرآن لبيان حقارة الشيء:

1 - القطمير: وهو اللفافة الرقيقة التي على النواة.

2 - الفتيل: وهو سلك يكون في الشق الذي في النواة. 3 - النقير: وهي النقرة التي تكون على ظهر النواة.

(ج1/ 285)

----

ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 08 - 05, 12:15 ص]ـ

باب قول الله تعالى: (حتى إذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير) [سبأ: 23].

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

قوله تعالى: (وهو العلي الكبير)، أي: العلي في ذاته وصفاته، والكبير: ذو الكبرياء وهي العظمة التي لا يدانيها شيء، أي العظيم الذي لا أعظم منه.

والعلو قسمان:

الأول: علو الصفات، وقد أجمع عليه كل من ينتسب للإسلام حتى الجهمية ونحوهم.

الثانية: علو الذات، وقد أنكره كثير من المنتسبين للإسلام مثل الجهمية وبعض الأشاعرة غير المحققين منهم، فإن المحققين منهم أثبتوا علو الذات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير