تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالخالص: ما قصد به وجه الله، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات ".

والصواب: ما كان على شريعة الله، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو رد ".

ولهذا قال العلماء: هذان الحديثان ميزان الأعمال:

فالأول: ميزان الأعمال الباطنة.

والثاني: ميزان الأعمال الظاهرة.

(ج2/ 127).

----

المتن: وعن أبي سعيد مرفوعاً: " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ ". قالوا: بلي. قال: " الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته، لما يري من نظر رجل إليه " رواه أحمد

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: " المسيح الدجال ". المسيح، أي: ممسوح العين اليمني، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم عيبين في الدجال:

أحدهما: حسي، وهو أن الدجال أعور العين اليمني، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا يخفى عليكم، إنه ليس بأعور وإن الدجال أعور العين اليمنى ".

والثاني معنوي: وهو الدجال، فهو صيغة مبالغة، أو يقال بأنه نسبة إلى وصفه الملازم له، وهو الدجل والكذب والتمويه.

(ج 2/ 131).

----

قوله: " الشرك الخفي ".

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

الشرك قسمان:

1 - خفي.

2 - وجلي.

فالجلي:

- ما كان بالقول مثل: الحلف بغير الله أو قول ما شاء الله وشئت.

- أو بالفعل مثل: الانحناء لغير الله تعظيماً.

والخفي: ما كان في القلب، مثل: الرياء، لأنه لا يبين، إذ لا يعلم ما في القلوب إلا الله، ويسمي أيضاً " شرك السرائر "، وهذا هو الذي بينه الله بقوله: (يوم تبلى السرائر) [الطارق: 9]، لأن الحساب يوم القيامة على السرائر، قال تعالى: (أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور) [العاديات: 9، 10] وفي الحديث الصحيح فيمن كان يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهى عن المنكر ويفعله: أنه " يلقى في النار حتى تندلق أقتاب بطنه، فيدور عليها كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع عليه أهل النار، فيسألونه، فيخبرهم أنه كان يأمر بالمعروف ولا يفعله، وينهي عن المنكر ويفعله ".

(ج2/ 133)

ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 11 - 07, 07:59 م]ـ

بابٌ من الشِّركِ إرَادَةُ الإنْسَانِ بِعَمَلِهِ الدُّنْيا

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

وعنوان الباب له ثلاث احتمالات:

الأول: أن يكون مكرراً مع ما قبله، وهذا بعيد أن يكتب المؤلف ترجمتين متتابعتين لمعنى واحد.

الثاني: أن يكون الباب الذي قبله أخص من هذا الباب، لأنه خاص في الرياء، وهذا أعم، وهذا محتمل.

الثالث: أن يكون هذا الباب نوعاً مستقلاً عن الباب الذي قبله، وهذا هو الظاهر، لأن الإنسان في الباب السابق يعمل رياء يريد أن يمدح في العبادة، فيقال: هو عابد، ولا يريد النفع المادي.

وفي هذا الباب لا يريد أن يمدح بعبادته ولا يريد المراءاة، بل يعبد الله مخلصاً له، ولكنه يريد شيئاً من الدنيا، كالمال، والمرتبة، والصحة في نفسه وأهله وولده وما أشبه ذلك، فهو يريد بعمله نفعاً في الدنيا، غافلاً عن ثواب الآخرة.

(ج2/ 136).

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

· أمثلة تبين كيفية إرادة الإنسان بعمله الدنيا:

1 - أن يريد المال، كمن أذن ليأخذ راتب المؤذن، أو حج ليأخذ المال.

2 - أن يريد المرتبة، كمن تعلم في كلية ليأخذ الشهادة فترتفع مرتبته.

3 - أن يريد دفع الأذي والأمراض والآفات عنه، كمن تعبد لله كي يجزيه الله بهذا في الدنيا بمحبة الخلق له ودفع السوء عنه وما أشبه ذلك.

4 - أن يتعبد لله يريد صرف وجوه الناس إليه بالمحبة والتقدير.

(ج2/ 137)

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

فإن قيل: من أراد بعمله الدنيا كيف يقال إنه مخلص مع أنه أراد المال مثلاً؟.

أجيب:

- إنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقاً، فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم، بل قصد أمراً مادياً، فإخلاصه ليس كاملاً لأن فيه شركاً.

- ولكن ليس كشرك الرياء يريد أن يمدح بالتقرب إلى الله، وهذا لم يرد مدح الناس بذلك، بل أراد شيئاً دنيئاً غيره.

- ولا مانع أن يدعو الإنسان في صلاته ويطلب أن يرزقه الله المال، ولكن لا يصلي من أجل هذا الشيء، فهذه مرتبة دنيئة.

- أما طلب الخير في الدنيا بأسبابه الدنيوية، كالبيع، والشراء، والزراعة، فهذا لا شيء فيه.

والأصل أن لا نجعل في العبادات نصيباً من الدنيا، وقد سبق البحث في حكم العبادة إذا خالطها الرياء في باب الرياء.

(ج2/ 138)

---

المتن / وفي الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة؛ كان في الحراسة، وإن كان في الساقة؛ كان في الساقة، إن استأذن، لم يؤذن له، وأن شفع، لم يشفع ".

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

والحديث قسم الناس إلى قسمين:

الأول: ليس له هم إلا الدنيا، إما لتحصيل المال، أو لتجميل الحال، فقد استبعدت قلبه حتى أشغلته عن ذكر الله وعبادته.

الثاني: أكبر همه الآخرة، فهو يسعى لها في أعلى ما يكون مشقة وهو الجهاد في سبيل الله، ومع ذلك أدى ما يجب عليه من جميع الوجوه.

(ج2/ 146)

---

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير