تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 11 - 07, 09:43 ص]ـ

بابٌ قولُ الله تعالى: (يُعْرفُونُ نِعْمَةَ اللهِ ثُمَّ يُنكِرونَهَا)

المتن/ قال مجاهد ما معناه: " هو قول الرجل: هذا مالي، ورثته عن آبائي ".

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: " هذا مالي ورثته عن آبائي ".

ظاهر هذه الكلمة أنه لا شيء فيها، فلو قال لك واحد: من أين لك هذا البيت؟ قلت: ورثته عن آبائي، فليس فيه شيء لأنه خبر محض.

لكن مراد مجاهد أن يضيف القائل تملكه للمال إلى السبب الذي هو الإرث متناسياً المسبب الذي هو الله، فبتقدير الله – عز وجل – أنعم على آبائك وملكوا هذا البيت، وبشرع الله – عز وجل – انتقل هذا البيت إلى ملكك عن طريق الإرث -، فكيف تتناسى المسبب للأسباب القدرية والشرعية فتضيف الأمر إلى ملك آبائك وإرثك إياه بعدهم؟! فمن هنا صار هذا القول نوعاً من كفر النعمة.

أما إذا كان قصد الإنسان مجرد الخبر كما سبق، فلا شيء في ذلك ولهذا ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له يوم الفتح: " أتنزل في دارك غداً؟ " فقال: " وهل ترك لنا عقيل من دار أو رباع " فبين صلى الله عليه وسلم أن هذه الدور انتقلت إلى عقيل بالإرث.

فتبين أن هناك فرقاً بين إضافة الملك إلى الإنسان على سبيل الخبر، وبين إضافته إلى سببه متناسياً المسبب وهو الله – عز وجل.

(ج2/ 203)

----

قوله: " وقال عون بن عبد الله: يقولون لولا فلان لم يكن كذا ".

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

وهذا القول من قائله فيه تفصيل:

- إن أراد به الخبر وكان الخبر صدقاً مطابقاً للواقع، فهذا لا بأس به.

- وإن أراد بها السبب، فلذلك ثلاث حالات:

الأولى: أن يكون سبباً خفياً لا تأثير له إطلاقاً، كأن يقول: لولا الولي الفلاني ما حصل كذا وكذا، فهذا شرك أكبر لأنه يعتقد بهذا القول أن لهذا الولي تصرفاً في الكون مع أنه ميت، فهو تصرف سري خفي.

الثانية: أن يضيفه إلى سبب صحيح ثابت شرعاً أو حساً، فهذا جائز بشرط أن لا يعتقد أن السبب مؤثر بنفسه، وأن لا يتناسى المنعم بذلك.

الثالثة: أن يضيفه إلى سبب ظاهر، لكن لم يثبت كونه سبباً لا شرعاُ ولا حساً، فهذا نوع من الشرك الأصغر، وذلك مثل: التوله، والقلائد التي يقال أنها تمنع العين، وما أشبه ذلك، لأنه أثبت سبباً لم يجعله الله سببا، فكان مشاركاً لله في إثبات الأسباب.

ويدل لهذا التفصيل أنه ثبت إضافة (لولا) إلى السبب وحده بقول النبي صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب: " لولا أنا، لكان في الدرك الأسفل من النار "، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن الشرك، وأخلص الناس توحيداً لله تعالى، فأضاف النبي صلى الله عليه وسلم الشيء إلى سببه، لكنه شرعي حقيقي، فإنه أُذن له بالشفاعة لعمه بأن يخفف عنه، فكان في ضحضاح من النار، عليه نعلان يغلي منهما دماغه لا يرى أن أحداً أشد منه عذاباً، لأنه لو يرى أن أحداً أشد منه عذاباً أو مثله هان عليه بالتسلي، كما قالت الخنساء في رثاء أخيها صخر:

ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي

ومايبكون مثل أخي ولكن ... أسلي النفس عنه بالتأسي

وابن القيم رحمه الله – وإن كان قول العالم ليس بحجة لكن يستأنس به – قال في القصيدة الميمية يمدح الصحابة:

أولئك أتباع النبي وحزبه ... ولولا هُمُو ماكان في الأرض مسلمُ

ولولا هُمُو كادت تميدُ بأهلها ... ولكن رواسيها وأوتادها همُ

ولولا هُمُو كانت ظلاماً بأهلها ... ولكن هُمُو فيها بدورٌ وأنجُمُ

فأضاف (لولا) إلى سبب صحيح.

(ج2/ 203 - 204)

-

ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 11 - 07, 04:42 م]ـ

بابٌ قولُ اللهِ تَعَالَى: (فَلا تَجْعَلُوا للهِ أَندَاداً وأنتُم تَعْلَمُونَ)

المتن / وقال ابن عباس في الآية: " الأنداد هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوادء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان، وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا، لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار، لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلاناُ، هذا كله به شرك ". رواه ابن أبي حاتم ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير