تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سألا أن يسأل أيهما أفضل النطق بالضاد من الحافة اليمنى أم اليسرى أم منهما معا؟ أقول لكل قارئ أن يختار الأسهل والأيسر عليه وإن كنت أميل لخروجها من الجهتين معا في آن واحد هكذا تلقيتها من شيوخ الأسانيد وهكذا أعلم تلاميذي كيف يحسنوا خروجها من الجهتين معا وخروجها من الجهتين فيه مزيد قوة وبيان لصوتها.

ـ[عمر رحال]ــــــــ[04 - 11 - 06, 12:02 م]ـ

هَلْ الضَّادُ أَصْعَبُ الْمَخَارِجِ َكمَا اشْتَهَرَ أَمْ لا؟

اشتهر وانتشر من خلال استقرائي لكتب المتقدمين والمعاصرين الإجماع على قولهم أن الضاد أصعب الحروف على الإطلاق وهذا لا يعني إسقاط التكليف في إخراجها من مخرجها كما يتوهم البعض ودليلهم في ذلك كلام ابن كثير المفسر بل هم مكلفون بإخراجها من مخرجها لأننا متعبدون بتلاوة القرآن فهمناه أم لم نفهمه كما أننا متعبدون بإقامة حدوده فهذه كتلك سواء بسواء ويظن البعض من الناس أن في إخراج هذا الحرف بالكيفية القديمة للضاد الفصحى يحدث فتنة والحق أن الفتنة في مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم ومخالفة قراءة القرآن كما نزلت قال صلى الله عليه وسلم (اقرءوا كما علم) والفتنة الحقيقية في عدم قراءة حرف الضاد كما نزل به الوحي. وذكر عبد الوهاب القرطبي في كتابه الموضح في التجويد تعريف مخرج الضاد ولم يتعرض لذكر أي صعوبة لنطقه بقوله ص 78 (ومن أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد وإن شئت أخرجتها من الجانب اليمن وإن شئت من اليسر .... ) اهـ فقوله إن شئت فيه دلالة أن الضاد بالتدريب والممارسة يسهل التلفظ بها من أي جانب أو من الحافتين معا.

وقيل لا ينقاد خروج الضاد لكل أحد إلا لصاحب اللسان القيم بالفصاحة وقال ابن الجزري في نشره (وليس في الحروف ما يعسر على اللسان غيره فإن ألسنة الناس فيه مختلفة وقل من يحسنه) وأشار إلى ذلك أيضا الإمام شريح فقال: الضاد أعظم وأشق على القارئ من الظاء) ونجد الإشارة إلى عسر هذا الحرف في أقوال شرّاح الشاطبية وغيرها من الكتب فهل هذا الكلام على إطلاقه أم فيه تفصيل؟

ولو سألت سألا افتراضيا - وإن كنت لا أحب الإجابة على الأسئلة الافتراضية - نفترض أن ابن الجزري رحمه الله تعالى بيننا وسألناه سؤال هل تجد صعوبة في نطق الضاد الآن أم لا؟ لقال لا ولأجاب الشاطبي والداني ومكي وغيرهم بنفس الجواب أن الضاد لا صعوبة ولا مشقة في نطقها وخاصة من متمرس متصدر للإقراء والتعليم ولكن متى الوقت الذي تكون الضاد فيه أصعب المخارج على القارئ؟ الجواب هو المبتدئ في القراءة العامي وكذلك غير العربي نعم هؤلاء الضاد في حقهم أصعب وأعسر الحروف في النطق على الإطلاق ويلحق بذلك عوام العرب في الوقت المعاصر والسبب أن علماء الأصوات قالوا أن العاميات المعاصرة العربية لا يوجد في نطقهم الضاد العربية الفصيحة بل تطورت الضاد الفصيحة وصارت مفخم الدال في تلفظهم اليومي لأصوات الكلام ... فالله المستعان كيف نقرأ القرآن ونبدل الضاد العربية الفصيحة بمفخم الدال ولكن هذا هو واقع بعض الدول العربية الآن في نطقها للضاد ومنهم من يبدلها ظاءا خالصة فما بالكم بالعجم وغير العربي كيف له أن يحسن النطق بالضاد الفصيحة فهؤلاء ومن على شاكلتهم الضاد أصعب المخارج عليهم أما من تدرب عليها برياضة الفك واللسان معا فهي سهلة ويسرة كباقي الحروف قال ابن الجزري رحمه الله في المقدمة الجزرية:

((وليس بينه وبين تركه ****** إلا رياضة امرئ بفكه))

وهناك حروف يصفها المحققون بالثقل والصعوبة وما أسهلها على من اعتادها، كالهمز مثلا: موصوف بأنه أثقل وأشد الأصوات كما قال الضباع ـ رحمه الله ـ: ولثقل الهمز جرى أكثر العرب على تخفيفه. وقال الدكتور إبراهيم أنيس: والنطق بالهمزة عملية تحتاج إلى جهد عضلي مما يجعل الهمزة أشد الأصوات. وقال مكي بن أبى طالب ـ رحمه الله تعالى ـ: الهمزة على انفرادها حرف بعيد المخرج جلد صعب على اللافظ به بخلاف سائر الحروف مع ما فيها من الجهر والقوة، ولذلك استعملت العرب في الهمزة المفردة ما لم تستعمله في غيرها من الحروف، فقد استعملوا التحقيق والتخفيف وإلقاء حركتها على ما قبلها وإبدالها بغيرها من الحروف وحذفها في مواضعها، وذلك كله لاستثقالهم لها، ولم يستعملوا ذلك في شئ من الحروف غيرها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير