تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمؤلف رحمه الله جعل الترجمة مفتوحة ولم يجزم بشيء؛ لأن " لو " تستعمل على عدة أوجه:

الوجه الأول: أن تستعمل في الأعتراض على الشرع، وهذا محرم، قال الله تعالى: {لو أطاعونا ما قتلوا}، في غزوة أحد حينما تخلف أثناء الطريق عبد الله بن أبي في نحو ثلث الجيش، فلما استشهد من المسلمين سبعون رجلًا اعترض المنافقون على تشريع الرسول صلى الله عليه وسلم، وقالوا: لو أطاعونا ورجعوا كما رجعنا ما قتلوا، فرأيُنا خير من شرع محمد، وهذا محرم وقد يصل إلى الكفر.

الثاني: أن تستعمل في الاعتراض على القدر، وهذا محرم أيضًا، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا}، أي: لو أنهم بقوا ما قتلوا، فهم يعترضون على قدر الله.

الثالث: أن تستعمل للندم والتحسر، وهذا محرم أيضًا، لأن كل شيء يفتح الندم عليك فإنه منهي عنه، لأن الندم يكسب النفس حزنًا وانقباضًا، والله يريد منا أن نكون في انشراح وانبساط، قال صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء؛ فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان).

مثال ذلك: رجل حرص أن يشتري شيئًا يظن أن فيه ربحًا فخسر، فقال لو أني ما اشتريته ما حصل لي خسارة، فهذا ندم وتحسر، ويقع كثيرًا، وقد نهي عنه.

الرابع: أن تستعمل في الاحتجاج بالقدر على المعصية، كقول المشركين: {لو شاء الله ما أشركنا}، وقولهم: {لو شاء الرحمن ما عبدناهم}، وهذا باطل.

الخامس: أن تستعمل في التمني، وحكمه حسب التمني:

- إن كان خيرًا فخير.

- وإن كان شرًا فشر.

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة النفر الأربعة قال أحدهم: " لو أن لي مالًا لعملت بعمل فلان "؛ فهذا تمنى خيرًا، وقال الثاني: " لو أن لي مالًا لعملت بعمل فلان " فهذا تمنى شرًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم في الأول: " فهو بنيته؛ فأجرهما سواء "، وقال في الثاني: " فهو بنيته؛ فوزرهما سواء ".

السادس: أن تستعمل في الخبر المحض؛ وهذا جائز، مثل: لو حضرت الدرس لاستفدت، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: " لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي، لأحللت معكم "، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لو علم أن هذا الأمر سيكون من الصحابة ما ساق الهدي ولأحل، وهذا هو الظاهر لي.

وبعضهم قال: إنه من باب التمني، كأنه قال: ليتني استقبلت من أمري ما استدبرت حتى لا أسوق الهدي.

لكن الظاهر: أنه خبر لما رأي من أصحابه، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يتمني شيئًا قدّر الله خلافه.

(ج2/ 361 - 362)

---

المتن: وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي اله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزن، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا، لكان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَر الله وما شاء فعل؛ فإن " لو " تفتح عمل الشيطان).

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: " احرص على ما ينفعك ". الحرص: بذلك الجهد لنيل ما ينفع من أمر الدين أو الدنيا.

وأفعال العباد بحسب السبر والتقسيم لا تخلو من أربع حالات:

1. نافعة، وهذه مأمور بها.

2. ضارة، وهذه محذر منها.

3. فيها نفع وضرر.

4. لا نفع فيها ولا ضرر، وهذه لا يتعلق بها أمر ولا نهي، لكن الغالب أن لا تقع إلا وسيلة إلى ما فيه أمر أو نهي، فتأخذ حكم الغاية، لأن الوسائل لها أحكام المقاصد.

(ج2/ 367)

---

قوله: " إن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا؛ لكان كذا وكذا ".

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

هذه هي المرتبة الرابعة مما ذكر في هذا الحديث العظيم إذا حصل خلاف المقصود.

فالمرتبة الأولى: الحرص علي ما ينفع.

والمرتبة الثانية: الاستعانة بالله.

والمرتبة الثالثة: المضي في الأمر والاستمرار فيه وعدم التعاجز، وهذه المراتب إليك.

المرتبة الرابعة: إذا حصل خلاف المقصود؛ فهذه ليست إليك، وإنما هي بقدر الله، ولهذا قال: " وإن أصابك. . "، فَفَوِّض الأمر إلى الله تعالى.

(ج2/ 370)

---

قوله: " وإن أصابك شيء ". أي: مما لا تحبه ولا تريده ومما يعوقك عن الوصول إلى مرامك فيما شرعت فيه من نفع.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

فمن خالفه القدر ولم يأت على مطلوبه لا يخلو من حالين:

الأول: أن يقول: لو لم أفعل ما حصل كذا.

الثاني: أن يقول: لو فعلت كذا - لأمر لم يفعله - لكان كذا.

مثال الأول قول القائل: لو لم أسافر ما فاتني الربح.

ومثال الثاني أن يقول: لو سافرت لربحت.

(ج2/ 370)

ـ[أبو عبد الخالق]ــــــــ[24 - 07 - 10, 12:29 م]ـ

جزاك الله خيراً شيخنا الحبيب ((المسيطير)) .. وأسأل الله تعالى أن ينفع بك

قمت بجمع التقاسيم إلى باب (ما جاء في (لو) .. في ملف ورد واحد بلغت الصفحات تقريبا مائة وعشر صفحات ..

تحتاج إلى التنسيق والتصحيح .. إذا يسر الله لي أو لأحد من الأخوة فسيكون حسناً ولتعم الفائدة الجميع ..

لكن ما أدري هل سبقني أحد إلى الجمع .. ؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير