بِاللهِ مِنَ الضَّلاَلِ وَالهَوَى. (14/ 374)
وَكَلاَمُ ابْنِ خُزَيْمَةَ هَذَا-وَإِنْ كَانَ حَقّاً-فَهُوَ فَجٌّ، لاَ تَحْتَمِلُهُ نُفُوْسُ كَثِيْرٍ مِنْ مُتَأَخِّرِي العُلَمَاءِ.
قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ: سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ:
القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ-تَعَالَى-وَمَنْ قَالَ: إِنَّهُ مَخْلُوْقٌ، فَهُوَ كَافِرٌ، يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ وَإِلاَّ قُتِلَ، وَلاَ يُدفَنُ فِي مَقَابِرِ المُسْلِمِيْنَ.
وَلابْنِ خُزَيْمَةَ عَظَمَةٌ فِي النُّفُوْسِ، وَجَلاَلَةٌ فِي القُلُوْبِ؛ لِعِلمِهِ وَدِينِهِ وَاتِّبَاعِهِ السُّنَّةَ.
وَكِتَابُه فِي (التَّوحيدِ) مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ، وَقَدْ تَأَوَّلَ فِي ذَلِكَ حَدِيْثَ الصُّورَةِ. (14/ 375) ... (14/ 376)
فَلْيَعْذُر مَنْ تَأَوَّلَ بَعْضَ الصِّفَاتِ، وَأَمَّا السَّلَفُ، فَمَا خَاضُوا فِي التَّأْوِيْلِ، بَلْ آمَنُوا وَكَفُّوا، وَفَوَّضُوا عِلمَ ذَلِكَ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِه، وَلَوْ أَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ فِي اجْتِهَادِهِ-مَعَ صِحَّةِ إِيْمَانِهِ، وَتَوَخِّيْهِ لاتِّبَاعِ الحَقِّ-أَهْدَرْنَاهُ، وَبَدَّعنَاهُ، لَقَلَّ مَنْ يَسلَمُ مِنَ الأَئِمَّةِ مَعَنَا، رَحِمَ اللهُ الجَمِيْعَ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ.
فالحمد لله الذي دحر شبه المبتدعة الذين يحاولون جعل الإمام الذهبي مبتدعا مفوضا
وتبين لنا مما سبق أن الإمام الذهبي رحمه الله على عقيدة السلف الصالح في الأسماء والصفات.
تبين أن المبتدعة يحاولون أخذ كلام الإمام الذهبي الذي فيه تشابه ويتركون كلامه المحكم في إثبات الصفات في كتاب العلو وفي غيره
يقول تعالى عنهم {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (7) سورة آل عمران
وجاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت
: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب}. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[11 - 07 - 05, 07:33 ص]ـ
التأسيس في نقض التفويض
http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=1498
ـ[أبو تقي]ــــــــ[12 - 07 - 05, 02:01 ص]ـ
صدق وأمانة وتحذير .. الله المستعان .. ما سوء الظن هذا!!
قال الامام الذهبي في السير ج: 8 ص: 103
أبو أحمد بن عدي حدثنا أحمد بن علي المدائني حدثنا إسحاق ابن إبراهيم بن جابر حدثنا ابو زيد بن ابي الغمر قال قال ابن القاسم سألت مالكا عمن حدث بالحديث الذين قالوا إن الله خلق آدم على صورته والحديث الذي جاء إن الله يكشف عن ساقه وأنه يدخل يده في جهنم حتى يخرج من أراد فأنكر مالك ذلك انكارا شديدا ونهى أن يحدث بها أحد فقيل له إن ناسا من أهل العلم يتحدثون به فقال من هو قيل ابن عجلان عن أبي الزناد قال لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الاشياء ولم يكن عالما وذكر أبا الزناد فقال لم يزل عاملا لهؤلاء حتىمات رواها مقدام الرعيني عن ابن أبي الغمر والحارث بن مسكين قالا حدثنا ابن القاسم قلت أنكر الإمام ذلك لأنه لم يثبت عنده ولا اتصل به فهو معذور كما أن صاحبي الصحيحين معذوران في إخراج ذلك! أعني الحديث الأول والثاني لثبوت سندهما وأما الحديث الثالث فلا أعرفه بهذا اللفظ فقولنا في ذلك وبابه الإقرار والإمرار وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم
عفا الله عنكم، ما الذي أراده الامام الذهبي من قوله "وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم"؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 07 - 05, 03:50 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل، والمعذرة فالقصد أن النقل الذي ذكرته يذكره أهل البدع في استدلالهم على ذلك، فأنت نقلت ما ذكروه، فالكلام وفقك الله على صاحب النقل
فالمعذرة حفظكم الله
وأما مقصود الإمام الذهبي فهو إقرار الصفة كصفة اليد لله تعالى وإمرارها كما وردت بدون تكييف أو تعطيل وتفويض كيفيتها إلى الله تعالى، فلا نعرف كيفية يد الله تعالى مع إثبات اليد لله تعالى على ما يليق به بدون تشبيه بيد المخلوقين، بل هي يد حقيقية لانعرف كيفيتها
فمثلا قوله تعالى (لما خلقت بيدي)
فنثت يد الله تعالى لأنه هو الذي ذكرها لنا في كتابه، وهو الذي حثنا على فهم القرآن وتدبره، فنفهم من هذه الآية وما شابهها إثبات هذه الصفة لله تعالى ولكن لانقول إنها كيد المخلوقين لأن الله تعالى ليس كمثله شيء، ونفوض كيفيتها إلى الله تعالى، فالقول في الصفات كالقول في الذات.
فمن كان صادقا منصفا يريد الحق فلينظر إلى كلام الإمام الذهبي فيما يتعلق بالأسماء والصفات كتبه ويجمعها ويخرج بنتيجة واضحة في عقيدته في الأسماء والصفات، وهي الموافقة للسلف الصالح في تفويض الكيفية مع الإقرار بالصفة وإمرارها كما جاءت، أما ما يفعله البعض من أخذ بعض العبارات الموهمة أو التي تحتمل عدة معان ويترك الكلام المحكم الواضح فهذا ممن يتبع المتشابه وفي قلبه زيغ كما قال سبحانه وتعالى، ونحذر منه كما وصانا النبي صلى الله عليه وسلم.
¥