ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[27 - 07 - 05, 03:33 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
وأتمنى لو يثرينا أحد الإخوة بكلام أو فتوى لأحد من أهل العلم فبها التصريح بأنه إن لم يكن على وجه التعظيم لا يكون شركا
فقد بحثت فلم أجد إلا فتوى الشيخ ابن إبراهيم رحمه الله وهي كافية, ولكن ليطمئن قلبي. (ابتسامة)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 07 - 05, 07:10 ص]ـ
قال الشيخ حامد العلي:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
... قال تعالى (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون) وقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)، وقال تعالى (يوم يدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون).
... وقال الإمام القرطبي: (وهذا السجود المنهي عنه قد اتخذه جهال المتصوفة عادة في سماعهم، وعند دخولهم على مشايخهم، واستغفارهم، فيرى الواحد منهم إذا أخذه الحال بزعمه، يسجد للأقدام لجهله سواء كان للقبلة أو غيرها جهالة منه ضل سعيهم وخاب عملهم) تفسيره 1/ 294
... وقال الإمام ابن القيم رحمه الله (ومن أنواع الشرك، سجود المريد للشيخ، فإنه شرك من الساجد والمسجود له، والعجب أنهم يقولون: ليس هذا سجود، وإنما هو وضع الرأس قدام الشيخ احتراما وتواضعا، فيقال: لهؤلاء ولو سميتموه ما سميتموه، فحقيقة السجود: وضع الرأس لمن يسجد له، وكذلك للصنم، وللشمس، وللنجم، وكله وضع الرأس قدامه) مدارج السالكين 1/ 344
... وقال: (وجاء شيوخ الضلال والمزاحمون للربوبية، فزينوا لمريدهم حلق رؤوسهم لهم، وكما زينوا لهم السجود لهم، وسموه بغير اسمه، وقالوا هو: وضع الرأس بين يدي الشيخ، ولعمر الله إن السجود لله تعالى هو وضع الرأس بين يديه سبحانه، وزينوا لهم أن ينذروا لهم، ويتوبوا لهم، ويحلفوا بأسمائهم، وهذا هو اتخاذهم أربابا وآلهة من دون الله، قال تعالى (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة، ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله، ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون، ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا، أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون).
... وأشرف العبودية، عبودية الصلاة، وقد تقاسمها الشيوخ، والمتشبهون بالعلماء والجبابرة، فأخذ الشيوخ منها أشرف ما فيها، وهو السجود، وأخذ المتشبهون بالعلماء منها الركوع، فإذا لقي بعضهم بعضا ركع له، كما يركع المصلي لربه سواء، واخذ الجبابرة منها القيام فيقوم الأحرار والعبيد على رؤوسهم عبودية لهم، وهم جلوس، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الأمور الثلاثة على التفصيل، فتعاطيها مخالفة صريحة له، فنهى عن السجود لغير الله، وقال: لا ينبغي لأحد أن يسجد لأحد، وتحريم هذا معلوم من دينه بالضرورة، فإذا جوز هذا المشرك، هذا النوع للبشر، فقد جوز العبودية لغير الله، وأيضا فالانحناء عند التحية سجود، ومنه قوله تعالى (وادخلوا الباب سجدا) أي منحنين، وإلا فلايمكن الدخول على الجباه … والمقصود أن النفوس الجاهلة الضالة أسقطت عبودية الله سبحانه، وأشركت فيها من تعظمه من الخلق، فسجدت لغير الله، وركعت له، وقامت بين يديه قيام الصلاة، وحلفت لغيره، ونذرت لغيره، وحلقت لغيره، وذبحت لغيره، وطافت لغير بيته … وسوت من تعبده من المخلوقين برب العالمين، وهؤلاء هم المضادون لدعوة الرسل، وهم الذين بربهم يعدلون، قال تعالى (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين) زاد المعاد 4/ 159ـ 161
... وهذا كله في السجود الذي هو عبادة، فهو شرك بالله تعالى لا خفاء فيه.
¥