تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

*** أما سجود التحية الذي كان سائغا في الشرائع السابقة، ثم حرمه الله تعالى على هذه الأمة ـ لان الله تعالى أكمل لها كل شيء، حتى سد ذرائع الشرك فيها، هو أتم فيها من غيرها، لأنها خير أمة أخرجت للناس ـ أما سجود التحية فمن سجد به لغير الله فهو من أكبر الموبقات، وهو أولى بالوعيد الذي ورد في حديث: (من سره أن يتمثل الناس له قياما فليتبوأ مقعده من النار)، فهو من كبائر الذنوب، التي هي ذريعة إلى الشرك، ولكن لا يبلغ إلى الشرك الأكبر إن كان بقصد التحية، ولم يكن على وجه التقرب والتذلل لغير الله.

... قال ابن كثير عن سجود إخوة يوسف (وقد كان سائغا في شريعتهم، إذا سلموا على الكبير يسجدون له، ولم يزل هذا جائزا من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السلام، فحرم هذا في هذه الملة، وجعل السجود مختصا بجناب الرب سبحانه وتعالى) 2/ 492

... ولكن سجود التحية، لايتأتّى إلا إن وقع أمام من يقصد إكرامه عادة، ولهذا فالسجود للشمس أو القمر، أو لقبر، أو للصنم، أو للصليب، سجود شركي، لانه سجود تقرب وتذلل من جنس العبادة.

... قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أما تقبيل الأرض، ووضع الرأس، ونحو ذلك مما فيه السجود، مما يفعل قدام بعض الشيوخ، وبعض الملوك، فلا يجوز الانحناء كالركوع أيضا، كما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: الرجل منا يلقى أخا، أينحني له، قال لا) وأما فعل ذلك تدينا وتقربا فهذا من اعظم المنكرات، ومن اعتقد مثل هذا قربة وتدينا فهو ضال مفتر، بل يبين له أن هذا ليس بدين، ولاقربة، فإن أصر على ذلك استتيب، فإن تاب وإلا قتل) مجموع الفتاوى 1/ 372

... ولهذا قال أيضا (وحجرة نبينا صلى الله عليه وسلم، وحجرة الخليل، وغيرهما من المدافن التي فيها نبي أو رجل صالح، لا يستحب تقبيلها، ولا التمسح بها باتفاق الأئمة، بل منهي عن ذلك، وأما السجود لذلك فكفر) مجموع الفتاوى 27/ 308

... والحاصل أن السجود إن وقع من الساجد بين يدي من يكرمه بقصد التحية على وفق ما جرت به عادة قبيحة، فهو كبيرة من الكبائر، يستحق فاعله التعزير البالغ،وذريعة إلى الشرك والعياذ بالله، وفاعل ذلك ومن يرضى به، أولى بالوعيد الذي جاء في حديث (من سره أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار).

... وإن وقع من الساجد على وجه التقرب والتذلل، كما لو وقع للقبر ونحو ذلك، فهو عبادة مصروفه لغير الله تعالى، وفاعلها واقع في الشرك، يبين له، فإن أصر فهو مرتد والله أعلم.

http://69.72.226.92/npage/fatwa_open.php?cat=&id=2547

ـ[بن سعيد]ــــــــ[27 - 07 - 05, 07:37 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في مسألة السجود للبشر

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا} رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ). (وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {لَا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ، وَلَوْ صَلُحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا، وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ مِنْ قَدَمِهِ إلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةً تَنْبَجِسُ بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ تَلْحَسُهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ} رَوَاهُ أَحْمَدُ). (وَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا؛ وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا أَمَرَ امْرَأَتَهُ أَنْ تَنْقُلَ مِنْ جَبَلٍ أَحْمَرَ إلَى جَبَلٍ أَسْوَدَ، وَمِنْ جَبَلٍ أَسْوَدَ إلَى جَبَلٍ أَحْمَرَ، لَكَانَ نَوْلُهَا أَنْ تَفْعَلَ} رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ). وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: {لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ مِنْ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: أَتَيْتُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير