8 - لا توجد فئة قامت بالتسجيل حتى يقال إنها باغية أو عادلة، قليلة أو كثيرة، وإنما هي امرأة متصلة، قام زوجها بالتسجيل، بدافع الغيرة على العقيدة، إدراكا منهما بأنه ربما اتهما بالكذب لو حكيا عنه كلاما دون بينة.
وقد بحثت عمن يعرف هذه المرأة وزوجها فعلمت أنهما من أهل الخير والاستقامة، ولا علاقة لهما بالجامية أو المدخلية.
وهذه نقطة مهمة فإن المدافعين بالباطل موهوا على الناس وأفهموهم أن الجامية وراء الشريط، حتى لا يلتفت الناس إليه. وهذا كذب، لا جامية ولا سرورية، هذا تصرف فردي، وأسأل الله أن يجزيهما خيرا فقد زالت الغشاوة عن كثيرين بسبب هذا الشريط.
9 - فبحمد لله اتضح الأمر، ورجع أكثر الذين كانوا يتعصبون للأسمري، واستحضر كل منهم ما كان سمعه من قبل في الدروس أو في المجالس وأيقنوا وجزموا بأن الرجل خرافي على منهج محمد علوي المالكي وأضرابه، وأن تدريسه لكتب العقيدة كان مكرا كبُارا، لكن الله غالب على أمره، والحمد لله. وأكثر هؤلاء الطلاب من اليمن، من أهل الإيمان والحكمة، وكنا نخشى أن نعود منقسمين متفرقين، يحمل بعضنا فتنة الأسمري إلى هناك، فالحمد لله الذي وقى وكفى وهدى.
10 - ولهذا فلا يحزن الإنسان حين يرى واحدا أو عشرة في الإنترنت يدافعون بالباطل أو عن حسن نية، فالحمد لله أن الذين كانوا من خاصته هنا قد تبين لهم الأمر. وإذا رجع الأسمري فسيفاجأ بما يقطع قلبه كمدا وحسرة، هذا إذا فرضنا أنه سيرجع، لا رده الله إلينا.
11 - والخطاب الآن لطلبة العلم في المملكة ممن يعنيه شأن هذا الرجل: كونوا أهل غيرة على هذه العقيدة، واحذروا من هذا المكر العجيب، وانظروا بطانة الرجل وخاصته، فلا يستبعد أن يوجه الصوفية عندكم طلابهم للدراسة عنده ليكثر طلابه في الظاهر، ويخرج عليكم كل يوم من يدافع عنه، ويلمع له. ولهذا لا يفوتكم التأمل في حق هذا المسمى (أبو عبد الله آل مقبول العتيبي) فقد يكون على نفس طريقته المنحرفة. وتأملوا قوله في دفاعه الساقط: (أما على سبيل التفصيل فإنك إذا أمْعنت النظر في كلام الشيخ صالح حفظه الله حول تلك المسائل لما وجدتَ أيَّ مخالفة، ولم يكن عندك أدنى شك في غير ذلك).
وإن سمح الوقت فسأعود لبيان ما في كشفه وذيله من التدليس والتلبيس.
12 - الأسمري أثبت التهمة على نفسه من حيث لا يشعر.
وذلك لأنه اعتذر أولا بالاستدراج. وهذا يعني أن الكلام الباطل هو كلامه، ولكنه عقب عليه في النهاية – حسب شهادة العتيبي- بقوله: (هذا ما تريدين أن تصلي إليه اتق الله …)
وربما ظن أن هذا الاعتذار سيقبله الناس منه، وما شعر بأن هذا عذر أقبح من ذنب، وأنه لا يقبله إلا معتوه مغفل. فانظر إلى قوله للسائلة: (تسجلين كلامي أنت أم لا؟) (لأن بعض الأخوات يسألن ويسجلن ويروحون يسببون فتنة) (خذي بكلام الأزهر وكلامهم مزهر، واتركي هذا الكلام الذي يذكره الوهابية وأنصار السنة المحمدية، لكن بس احذري الشطحات) (هذا كلام أخصك به لما جعلت هذا أمر خاص بي أنا، ذمتي تبرأ بالكلام هذا. لكن هذا الكلام لا ينشر ولا يقال لأحد.) وانظر هذه الأدلة التي ساقها ليثبت بها البدعة الحسنة .. هل هذا يناسب الاستدراج؟ اللهم لا، إلا عند من ألغى عقله وقال: عنز ولو طارت.
والمهم أن الأسمري لما تبين له قبح هذا الاعتذار وسقوطه، لجأ إلى أسلوبه المعهود في التدليس، فاعتذر بعذرين: الأول: أن الشريط مهندس وملفق .. وهذا يكذبه اعترافه الأول!
إلا إن قصد بهذه الجملة الكبيرة (هذا الشريط تم الإطلاع عليه، في هالزمن تُهَنْدَس الأشرطة وتُلَفَّق حتى إن الإنسان ليُنكر نفسه) وهذه (أو تُبْتَر نصوصه وكلماته وتُهَندس بطريقة أنه يقرر باطلاً، ويدعو إلى ضلال) أنه حُذف منه جملة الاستدراج! وحينئذ فلا جديد!
والعذر الثاني: أنه درس كتب العقيدة ووووو، وهذا كله قاله في تعليقه على كشف التدليس، فلا جديد أيضا.
وتلاحظون أن الأسمري لم يعتذر هنا بالاستدراج ولم يشر إليه مجرد إشارة، لأنه كما قلت عذر أقبح من ذنب، مع كون سياق الكلام ينافيه تماما.
وقفة: نحتاج فتوى من الأسمري ترخص لنا أن نبيح الحرام، ونحذر من أهل الحق، ونجعل البدعة سنة، والضال مهديا .. استدراجا للسامع!!
¥