تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما الفرق بين الملة والدين؟]

ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[29 - 07 - 05, 12:18 ص]ـ

يقول سبحانه وتعالى:

{ان الدين عند الله الإسلام.} (آل عمران/19)

{ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه} (آل عمران/85)

{ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ... } (الحج/78)

{ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه} (البقرة/130)

فما هو الفرق بين الملة والدين؟

ـ[زياد عوض]ــــــــ[29 - 07 - 05, 01:16 ص]ـ

قال الجرجاني -رحمه الله تعالى-

الفرق بين الدين والملة والمذهب أن الدين منسوب إلى الله تعالى والملة منسوبة إلى الرسول والمذهب منسوب إلى المجتهد

ولعل بعض الإخوة يتحفنا بالمزيد، فالمسألة تحتاج إلى مزيد بحث

ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 07 - 05, 01:50 ص]ـ

قال الشيخ سعد بن محمد آل عبداللطيف في كتابه: "التعريفات الإعتقادية " ص310 مانصه:

والملة:" الدين، وقيل معظم الدين، وجملة ما يجيء به الرسل " النهاية لان الأثير (4/ 360)، لسان العرب (11/ 631) مادة (مل) لابن منظور.

وقال أبوالمظفر السمعاني رحمه الله:" وأما الملة فهي عبارة عن شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقيل هي عبارة عما يُملهُ الملك على النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي " قواطع الأدلة (1/ 39)

وقال الماوردي رحمه الله:" والفرق بين الملة والدين أن الملة ما شرعه الله، والدين ما اعتقده الناس تقربا إلى الله، فصار كل دين ملة، وليس كل ملة دين " تفسير الماوردي (2/ 239)

وقال الغزالي:" والملة عبارة عن أصل الدين والتوحيد والتقديس الذي تتفق فيه جميع الشرائع " المستصفى (1/ 256)

ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[29 - 07 - 05, 02:22 م]ـ

أخي زياد عوض: حبذا لو كنت أكثر دقة فتحيلني على المرجع الذي أخذت منه مقالة الجرجاني كما فعل أخونا المسيطير في مداخلته. وجزاكما الله خيرا عني

ـ[زياد عوض]ــــــــ[29 - 07 - 05, 03:15 م]ـ

كتاب "التفريفات" للجرجاني

ـ[زياد عوض]ــــــــ[29 - 07 - 05, 06:30 م]ـ

عفواً حصل خطأ في الطباعة:

كتاب التعريفات للجرجاني

ـ[زياد عوض]ــــــــ[29 - 07 - 05, 06:38 م]ـ

عفواً حصل خطأ في الطباعة:

كتاب التعريفات للجرجاني

ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[29 - 07 - 05, 11:54 م]ـ

"الملة"

عامة ما وردت فيه في القرآن كانت بدلالة العقيدة, وعامتها لإبراهيم عليه السلام, ويراد بها الحنيفية والتوحيد كعقيدة لدين المسلمين, فهي جزء خاص من عموم الدين, وبعض من كل.

ويشرح هذا آية سورة البقرة, بما تركّز فيه على "العقيدة" {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين, إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين, ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون, أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي, قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم واسماعيل وإسحق إلها واحداً ونحن له مسلمون}.

"الشريعة"

وهي أحكام الكتاب للنبي, التي تُنزل أوامر الله ونواهيه منزل التطبيق والأداء, فهي في سورة الجاثية هكذا {ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة, ....... ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها} , فالشريعة ما يحكم به النبي من كتاب الله.

فالتوراة كتاب بني إسرائيل التي يحكم بها أنبياؤهم, فهي بهذا لهم شريعة {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا}.

"الدين"

وهو الملة والشريعة معاً, أي العقيدة الحنيفية, والأحكام المنزلة المفروضة مما شرعه الله وأمر به ونهى عنه, فهذا بمجموعه هو الدين, {وما اُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين, حنفاء –فهذه الملة- ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة –وهذه الشريعة- وذلك دين القيمة} , وهذا هو الدين الكامل, فلا يخلص الدين كله لله إلا أن تكون الملة لله وتكون الشريعة لله, {حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}.

ومن تدبر آية الأنعام بانت له بيضاء, {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم, ديناً قيماً؛ (الملة) ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين, (والشريعة) قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين, لا شريك له (فالملة له والشريعة له) وبذلك اُمرت وأنا أول المسلمين}.

فمن اعتقد ألا إله إلا الله فقد وافق ملة الإسلام.

ومن احتكم لشرع الله فاتبع أوامره ونواهيه على لسان نبي قومه المرسل إليه, فقد وافق شريعة الإسلام.

ومن جمع ملة الإسلام وشريعة الإسلام فصار أمره كله لله فذلك المسلم, {وذلك دين القيمة}.

ومن وافق ملة المسلمين وخالف شريعة الله فليس بمسلم, كذلك من وافق شريعة الله وخالف ملته {حتى يكون الدين كله لله}.

فالملة لم يبدلها الله, ولا ينسخها البتة, {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا نوحي إليه ألا إله إلا أنا فاعبدون} , والشريعة تُنسخ ويزاد فيها وتُفصّل {ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} , فيزاد في الشريعة الواحدة وينسخ منها.

والدين الواحد المجتمع بالملة والشريعة لا يتبدل, ملته قائمة متصلة, تُملى من نبي إلى نبي, ويوصى بها من عهد إلى عهد, {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب} , وأركان الشريعة ثابتة, من الصلاة والصيام والزكاة, في كل الكتب وعند كل النبيين, فهذا عيسى بن مريم {وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً} , وكما اُمر بها بنو إسرائيل من قبل, {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين} , و {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} , ثم يفصل الله ما يشاء وينسخ ما يشاء, {ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم}.

فبهذه الملة القائمة المملاة المتصلة, وهذه الشريعة القائمة بأركانها الموسعة بتفاصيلها كما يشاء الله, بهذا كله يبقى الدين كله خالصاً لله واصباً لا ينقطع, {وله ما في السموات والأرض وله الدين واصباً, أفغير الله تتقون}.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير