ومن تدبر آية الأنعام بانت له بيضاء, {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم, ديناً قيماً؛ (الملة) ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين, (والشريعة) قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين, لا شريك له (فالملة له والشريعة له) وبذلك اُمرت وأنا أول المسلمين}.
فمن اعتقد ألا إله إلا الله فقد وافق ملة الإسلام.
ومن احتكم لشرع الله فاتبع أوامره ونواهيه على لسان نبي قومه المرسل إليه, فقد وافق شريعة الإسلام.
ومن جمع ملة الإسلام وشريعة الإسلام فصار أمره كله لله فذلك المسلم, {وذلك دين القيمة}.
ومن وافق ملة المسلمين وخالف شريعة الله فليس بمسلم, كذلك من وافق شريعة الله وخالف ملته {حتى يكون الدين كله لله}.
فالملة لم يبدلها الله, ولا ينسخها البتة, {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا نوحي إليه ألا إله إلا أنا فاعبدون} , والشريعة تُنسخ ويزاد فيها وتُفصّل {ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} , فيزاد في الشريعة الواحدة وينسخ منها.
والدين الواحد المجتمع بالملة والشريعة لا يتبدل, ملته قائمة متصلة, تُملى من نبي إلى نبي, ويوصى بها من عهد إلى عهد, {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب} , وأركان الشريعة ثابتة, من الصلاة والصيام والزكاة, في كل الكتب وعند كل النبيين, فهذا عيسى بن مريم {وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً} , وكما اُمر بها بنو إسرائيل من قبل, {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين} , و {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} , ثم يفصل الله ما يشاء وينسخ ما يشاء, {ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم}.
فبهذه الملة القائمة المملاة المتصلة, وهذه الشريعة القائمة بأركانها الموسعة بتفاصيلها كما يشاء الله, بهذا كله يبقى الدين كله خالصاً لله واصباً لا ينقطع, {وله ما في السموات والأرض وله الدين واصباً, أفغير الله تتقون}.
احسنت أخي صلاح الدين الشامي .. ولكنك طوفت في معاني كثيرة خارجة عن سر الجمع بين دين محمد وملة ابراهيم في نص واحد ..
إبراهيم عليه السلام الذي امر نبينا باتباع ملته هو من ارسى القواعد العلمية للدين (التوحيد ,الصلاة ,الزكاة, الصيام, الذكر, الحج ,الولاء والبراء ,الأممية في الدعوة, الأخلاق, الإمامة)
ولكنها لم يكتب لها الظهور ايام ابراهيم فكانت حبيسة الكتب وقبل ذلك مجموعة في صدر ابراهيم عليه السلام واتباعه هذه هي الملة ,ثم جاء رسول الله واعتنق هذه الملة وحولها الى دين أي تطبيق وفعلها وبنى عليها وطورها ووسعها وقامت عمليا.
فكأن المسلم يقول في هذاالذكر العظيم انا اصبحت ملتزما بتطبيق ما تضمنته ملة ابراهيم التي هي ملة محمد وبتفعيل الاسلام العملي ولكنني أعلم انه لابد من تقصير في جانب التطبيق فأنا على ملة ابراهيم عليه السلام اي معتقد بالاسلام العلمي وعندي نية لتطبيق كل ما تعلمته من ملة محمد التي هي ملة ابراهيم عليه السلام.
بعيارة اخرى:
هل الاسلام دين ام ملة؟؟؟!!!
فنقول:الاسلام دين باعتباره دين مكون من قواعد عملية تطبق على الأرض فالدولة خرجت من رحم الدين الآسلامي فلا مجال لأن يقال مثلا هل الاسلام دين ودولة ام دين وليس دولة هذا غلط ,فالاسلام هو الذي انتج الدولة اصلا بخلاف دول الكفر فالدولة هي الي تنتج التشريعات.
والاسلام ملة باعتباره دين مكون من قواعد علمية موجودة في الكتب وحواها صدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي ملة الكمال.
فمن اعتقد بالاسلام فهو على الملة ومن عتقده وعمل بمقتضاه فهو على الملة والدين ,فالملة:اعتقاد العبادة.والدين:هوالتعبد بما تعتقد انه عبادة.فالملة أعم والدين أخص
فلذا عندما ندخل الميت قبره نقول (بسم الله وعلى ملة رسول الله) أي اننا ندفنه في مقابر المسلمين وعلى طريقة المسلمين ولكننا لاندري هل طبق الدين وفعل الملة أم لا؟
فهو على ملة رسول الله ,وايضا المينت على عقيدة الاسلام فهو على الملة لكن هل قبل الله تعبداته هذا ما نجهله فنقول (وعلى ملة رسول الله).
والله أعلم
ـ[محمد ابن كباد]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:29 م]ـ
من التعريفات للجرجاني نظمت الفرق بين الدين والملة والمذهب فقلت:
دين وملة كذاك مذهب *****فأول إلي العزيز ينسب
والثاني للرسول ثم المذهب ... طريق من للجتهاد يذهب
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 12:12 ص]ـ
راجع هذا البحث في الفرق بين الملة والدين
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=573