ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 05, 08:48 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الحبيب أحمد محمود الأزهري .. أخي أبا حذيفة الحنبلي ..
نعم الأشاعرة من الفرق الضالة .. والضلال دركات كما أن الهداية درجات ..
والملاحظ في الكلام المنقول فوق أنه متعلق بالصفات فقط ولم يتطرق أصلاً إلى غيرها ..
سواء كلام العلامة الشيخ ابن عثيمين، أو فتوى اللجنة الدائمة ..
أما الأشاعرة فقد وافقوا المعتزلة في جملة من المسائل، وخالفوا أهل السنة كثيرًا، فللأسف عندما يذكر طلبة العلم الأشاعرة فإنهم يختزلون التمشعر في الصفات فقط ..
وإليكما مثالا مما وافقا فيه المعتزلة واستُنكر عليهم أشد ما يكون، وهذا الكلام لابن حزم نقله عنه شيخ الإسلام وعلم الأعلام ابن تيمية في درء التعارض (7/ 418) فقال ـ رحمه الله ـ:
«قال [يعني ابن حزم]: وأما الأشعرية فإنهم أتوا بما يملأ الفم، وتقشعر منها جلود أهل الإسلام، وتصطك منها المسامع، ويقطع ما بين قائلها وبين الله، وهو أنهم قالوا: (لا يلزم طلب الأدلة إلا بعد البلوغ). ولم يقنعوا بهذه الجملة حتى كفونا المؤونة، وصرحوا بما كنا نريد أن نلزمهم، فقالوا غير مساترين: (لا يصح إسلام أحد إلا بعد أن يكون بعد بلوغه شاكًا غير مصدق).
قال [يعني ابن حزم]: وما سمعنا قط في الكفر والانسلاخ من الإسلام بأشنع من قول هؤلاء القوم: إنه لا يكون أحد مسلما حتى يشك في الله عز وجل، وفي صحة النبوة، وفي هل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صادق أو كاذب؟
ولا سمع قط سامع في الهوس والمناقضة والاستخفاف بالحقائق بأقبح من قول هؤلاء: إنه لا يصح الإيمان إلا بالكفر، ولا يصح التصديق إلا بالجحد، ولا يوصل إلى رضا الله عز وجل إلا بالشك فيه، وأن من اعتقد موقنًا بقلبه ولسانه أن الله ربه لا إله إلا هو، وأن محمدا رسول الله، وأن دين الإسلام دين الله الذي لا دين غيره فإنه كافر مشرك!
نعوذ بالله من الخذلان. فوالله لولا خذلان الله ـ الذي هو غالب على أمره ـ ما انطلق لسان ذي مُسكة بهذه العظيمة» أهـ.
قلت: تأمل كلام ابن حزم ـ رحمه الله ـ وأن شيخ الإسلام قال بعدها رأسًا:
«قلت: هذا القول هو في الأصل من أقوال المعتزلة ... » ثم شرع حبيب قلوبنا شيخ الإسلام ابن تيمية في تفنيد قولهم ..
وبقي لي تنبيهان:
الأول: أنني آثرت أن أنقل كلام ابن حزم من كتاب شيخ الإسلام حتى يعلم أن شيخ الإسلام ما عقب على قوله بشيء يبين اعتراضه عليه، وإنما شرع رحمه الله في تطريق مذهبهم وتفنيد كلامهم.
الثاني: من تتبع «درء التعارض» علم كثرة موافقة الأشعرية لطوائف الضلال المختلفة في مسائل عدة، عليها خاتم الضلال، وبلادة العقل، وانحراف الفهم!
من ذلك: موافقتهم للكلابية في: «إثبات ذواتٍ قديمةٍ قائمةٍ بذاتِ الله ـ تعالى وتقدس ـ منها ذاتٌ توجب أن يكون عالمًا ولولاها لم يكن عالمًا! ..
وذاتٌ توجب كونه قادرًا ولولاها لم يكن قادرًا! ..
وذات توجب كونه حيًا ولولاها لم يكن حيًا!» ..
ومن ذلك: «أن الحذاق من متأخري الأشعرية على نفي الرؤية وموافقة المعتزلة، فإذا أطلقوها موافقة لأهل السنة فسروها بما تفسرها به المعتزلة وقالوا إن النزاع بيننا وبين المعتزلة لفظي» ..
وهذه المسائل مما يكفر القائل بها لولا مانع التأول، ولعلي أنشط لجمعها إن شاء الله يومًا.
وكم أرجو أن يقبل طلبة العلم على فهم عقيدتهم، وألا يتأثروا بنزعات التقريب بين الكفر والإسلام، والسنة والبدعة.
وجزاكم الله خيرًا
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[23 - 08 - 05, 01:59 م]ـ
أولا وبداية معذرة أخي/ أبا علي، .. على علامات الاستفهام والتعجب.
ثانيا: أقول والله والموفق:
أليست الأشاعرة والماتريدية القوة التي قضت على الفرق المبتدعة التي سادت في عصر من العصور ثم انتهت بفضله.
¥