هذا المؤلف أعده مؤلفه للبحث عن مواضع الآيات في سور القرآن متى علمت أوائلها ويشير إلى الآية بعددها من السورة التي هي منها،ويمنع من تعميم الانتفاع به أنَّ من لم يعرف أول الآية لا يمكنه الكشف بواسطته وأن المصاحف والتفاسير المتداولة لم تكن معدودة الآيات وماكان منها معدودًا فأرقامه لا تتفق مع أرقامها.
(2) نجوم الفرقان:
يشير هذا المؤلف إلى مواضع كل كلمة من كلمات القرآن في جميع آياته بوضع أرقام إفرنكية كبيرة لترتيب السور في المصحف وأرقام إفرنكية صغيرة لترتيب الآيات في السور، وعوائق تعميم الانتفاع به هي أن أرقامه إفرنكية وجمهور المسلمين لا يعرفون تلك الأرقام لوجود أرقام خاصة لهم وأن أرقامه لا تتفق إلا مع المصحف الذي عده (فلوجل) المطبوع بألمانيا، وأغلب مصاحف المسلمين غير معدودة والمعدود منها لا تتفق أرقامه مع أرقامها، وإن سرد مواضع الكلمة الواحدة من كلمات القرآن بالأرقام جملة واحدة لا يسمح لطالب الكشف بالعثور على مطلوبه دفعة واحدة وهو سبب ربما يقضي بإهمال المؤلف.
(3) مفتاح كنوز القرآن:
وضع هذا المؤلف على شكل منتزع إما من نجوم الفرقان مع نوع من التحسين وإما على مثال (مرآة القرآن) الآتي وصفها فيما يلي فتكفل بذكر مواضع كل كلمة من كلمات القرآن فيه بحيث يذكر الكلمة بين ما يسبقها وما يلحقها من الألفاظ القرآنية، وهو شكل يتم به تمييز الموضع المراد البحث عنه غير أنه لا يحدد الموضع تمامًا ولكنه يحصره في عشر آيات فقوله مثلاً (62 - البقرة - الله لا إله إلا هو (الحي) القيوم (معناه أن كلمة (الحي) التي يسبقها (الله لا إله إلا هو) ويلحقها (القيوم) توجد في العشرة السادسة العشرين من آيات البقرة أي بين الآية رقم 251 والآية رقم 260 وبما أن المصاحف والتفاسير غير معدودة بالعشرات ولا بغيرها صار من العسر تعميم الانتفاع بهذا المؤلف في الكشف بواسطته.
تنبيه:
إذا عدّت آيات المصاحف والتفاسير بِعَدٍّ موحد بالأرقام يكون مفتاح كنوز القرآن المثال الصالح لأدلة الكشف. لكن تستبدل الأرقام الدالة على عدد الآيات بنفس أرقام العشرات ويهذب وضع الألفاظ على ترتيبها الطبيعي ويزاد فيه قسم الحروف التي من قبيل إنْ الشرطية وما ولا .. إلخ.
(4) مرآة القرآن:
يشير هذا المؤلف إلى موضع الكلمة من السورة بعدد ترتيب أحزاب القرآن بعد أن يحصرها بين ما يسبقها وما يلحقها من الكلمات الشريفة ويقرب مكان الموضع من الحزب باستعماله حرف (الألف) بالإشارة إلى آخره وبما أن تقسيم القرآن إلى أحزاب غير مألوف كلن قصور تعميم الانتفاع به للكشف واضحًا.
(5) تحليل الآيات القرآنية:
أعد هذا المؤلف لجمع الآيات بحسب المعاني ففيه مثلاً آيات الميراث مجموعة تحت عنوان الميراث، والآيات التي تذكر أخبار سيدنا موسى عليه السلام تحت عنوان موسى عليه السلام، ولكون هذا المؤلف ترجمة للآيات بالفرنسية تعبر عن معاني القرآن بقدر الإمكان وأكثر المسلمين لا يعرفون هذه اللغة فمنفعته إذن خاصة بمن يعرفها وأرقام آياته تتفق مع المصحف عدّ (فلوجل) المطبوع بألمانيا وهو في وضعه لم يكن دقيقًا، وإنما يوجب الثناء على واضعه الأجنبي عن العربية وأهلها.
تنبيه:
فما رأيناه في مؤلفات العرب من قبيل تحليل الآيات القرآنية كتاب (حجج القرآن) وهو قاصر على سرد الأدلة القرآنية التي يستدل بها كل فريق من الفرق الإسلامية على مذهبه، وبما أن أغلب المستنيرين من المسلمين لا يحفظون القرآن كما قلنا في أول هذا الفصل فهم إذًا في حاجة إلى دليل يعين على الكشف في المصاحف والتفاسير بمجرد معرفة لفظ معين من الآية المطلوبة معرفة موضعها وإلى مصنف يضم الآيات بحسب المعاني وإلى معجم لغوي ينقسم إلى قسمين يذكر في الأول منهما الألفاظ اللغوية بحسب ترتيبها في السور وفي الثاني تلك الألفاظ مرتبة بحسب أوائلها وبما أننا تحققنا في المؤلفات التي وضعت لهذه الأغراض قبل زماننا هذا تقصيرًا يمنع تعميم الانتفاع بها بسهولة كما بيّنا فيما تقدم وتيقنا بما ذكرناه آنفًًًًًًًًًًًًًًًا أن أساس ذلك التقصير إهمال اختيار عدّ موحد تعد به الآيات في المصحف والتفاسير التيتتبادلها الأيدي أصبحنا من غير الشك في حاجة إلى تعميم عد الآيات في المصاحف والتفاسير قبل عمل كل شيء.
وبما أن السلف الصالح عد آيات القرآن قبلنا ونقل عنهم في ذلك ستة أقوال ذكرناهم برقم (3) أصبح من الضروري اختيار واحد منها.
هذا ما أوقفني عن تهذيب دليلي لتبييضه ودعاني إلى عرض هذا الفكر على السادة العلماء والإخوان الكرام أرباب الآراء الصائبة والأفكار الثاقبة ليروا فيه رأيهم، وفي الختام أقدم شكري لكل من يأتي إلى هذا الموضع بالمطالعة من القراء الكرام ويشاركني في الاهتمام بهذا الغرض الثاني فيمن فيه نظره ويشرح فيه فكرته ويدقق في تأمله ثم يعرض بعد ذلك على الإخوان المسلمين ما عنّ له ويشير بما يتراءى له قاصدًا في ذلك وجه الله الكريم الذي لا يضيع أجر المحسنين.
(أحمد أمين الديك)
¥