ولا يحضر اجتماعاتهم
بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة
وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة
كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون:
"ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ]
سورة المؤمنون:15 - 16
وقال النبي:
"أنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر
وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر"
عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام.
فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف
وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث
كلها تدل على أن النبي وغيره من الأموات
إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة … الخ).
12 - قال عبد الفتاح أبو غدة في تعليقه على
"المصنوع في معرفة الحديث الموضوع"
لعلي قاري - رحمه الله - (ص273):
(ومن غريب ما وقفتُ عليه بصَدَدِ (التصحيح الكشفي) و (التضعيف الكشفي):
ما أورده الشيخ إسماعيل العجلوني الدمشقي في مقدمة كتابه
"كشف الخفاء ومزيل الإلباس" (1/ 9 - 10)، على سبيل الإقرار والاعتداد به!
قال:
(والحكم على الحديث بالوضع والصحة أو غيرهما
إنما بحسب الظاهرِ للمحدثين
باعتبار الإسناد أو غيره
لا باعتبار نفس الأمرِ
والقطع لجواز أن يكون الصحيح مثلاً باعتبار نظر المحدث
موضوعاً أو ضعيفاً في نفس الأمر
وبالعكس
نعم المتواتر مطلقاً قطعي النسبة لرسول الله اتفاقاً.
ومع كون الحديث يحتمل ذلك
فيعمل بمقتضى ما يثبت عند المحدثين
ويترتب عليه الحكم الشرعي المستفاد منه للمستنبطين.
وفي "الفتوحات المكية"!
للشيخ الأكبر قدس سره الأنور!! ? ما حاصله:
فرب حديث يكون صحيحاً من طريق رواته
يحصل لهذا المكاشف أنه غير صحيح لسؤاله لرسول الله فيعَلم وضعه
ويترك العمل به وإن عمل به أهل النقل لصحة طريقه.
ورب حديثٍ ترِك العمل به لضعف طريقه
من أجل وضاع في رواته
يكون صحيحاً في نفس الأمر
لسماعِ المكاشف له من الروح حين إلقائه على رسول الله) انتهى.
قال عبد الفتاح - أبو غدة -: هذا ما نقله العجلوني وسكت عليه واعتمده!
ولا يكاد ينقضي عجبي من صنيعه هذا!
وهو المحدث الذي شرح "صحيح البخاري"
كيف استساغ قبول هذا الكلام الذي تهدر به علوم المحدثين
وقواعد الحديث والدين؟
و يصبح به أمر التصحيح والتضعيف من علماء الحديث
شيئاً لا معنى له بالنسبة إلى من يقول: إنه مكاشَف أو يَرى نفسه أنه مكاشَف!
ومتى كان لثبوت السنة المطهرة مصدران:
النقل الصحيح من المحدثين
والكشف من المكاشفين؟!
فحذارِ أن تغتر بهذا، والله يتولاك ويرعاك) اهـ.
..................
ثالثاً:
الرد على الشبهات
قال الشيخ الصادق بن محمد بن إبراهيم - حفظه الله - في
"خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء عرض ونقد على ضوء الكتاب والسنة"
(ص207 - 218):
(أكثر ما يستدل به هؤلاء:
الحكايات
والادعاءات المنقولة عن أرباب الأحوال الصوفية
ومنهم من يستدل بحديث أبي هريرة الذي رواه البخاري ولفظة:
من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي.]
"كتاب التعبير"
حديث رقم 6993 (12/ 383 مع "الفتح")
والكلام على هذا الاستدلال من عدة أوجه سيأتي بيانها إن شاء الله.
وأورد الآن بعض الحكايات
التي يذكرونها
إما في معرض
الاحتجاج
أو الاستشهاد
أو الكرامات:
قال الشعراني في"الطبقات الكبرى" (2/ 69):
(قال أبو المواهب الشاذلي:
رأيت رسول الله فقال لي عن نفسه لست بميت وإنما موتي تستري عمن لا يفقه عن الله فها أنا أراه ويراني).
وقال أيضاً في "الطبقات الكبرى" (2/ 67):
(كان أبو المواهب كثير الرؤيا لرسول الله
وكان يقول: قلت لرسول الله إن الناس يكذبوني في صحة رؤيتي لك
فقال رسول الله:
وعزة الله وعظمته من لم يؤمن بها أو كذبك فيها لا يموت إلا يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً
وهذا منقول من خط الشيخ أبي المواهب).
وقال أيضاً في المرجع السابق (2/ 70):
(رأيت رسول الله فسألته عن الحديث المشهور:
"اذكروا الله حتى يقولوا مجنون"
في "صحيح ابن حبان":
"أكثروا من ذكر الله حتى يقولوا مجنون"
فقال: صدق ابن حبان في روايته وصدق راوي اذكروا الله
فإني قلتهما معاً
مرة قلت هذا ومرة قلت هذا).
ويزعم بعض تلامذة خوجلي بن عبد الرحمن:
(أن شيخهم يرى النبي كل يوم أربعة عشرين مرة - الصواب:
كل يوم أربعاً وعشرين مرة- والرؤيا يقظة).] "طبقات ابن ضيف الله" (ص190)
ويقول الشعراني:
¥