تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الإمامُ السُّنِّيُّ الأثريُّ، أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكَرَجي في كتابه النافع الماتع النَّفيس " الفصول في الأصول، عن الأئمّة الفحول؛ إلزاماً لذوي البدع و الفضول ": " سمعتُ الإمام أبا منصور محمد بن أحمد يقول: سمعت الإمام أبا بكر عبد الله ابنَ أحمد يقول: سمعتُ الشيخ أبا حامد الإسفرايينيَّ يقول: مذهبي، و مذهب الشافعي، و فقهاء الأمصار: أن [القرآن] كلام الله، غير مخلوق، و من قال: مخلوق؛ فهو كافر ... عليه لعائن الله، و الملائكةِ، و الناس أجمعين ".

قال أبو الحسن الكرجي: " و كان الشيخ أبو حامد شديدَ الإنكار على الباقلاني، و أصحاب الكلام.

[قال]: و لم يزل الأئمّة الشافعية يأنفون و يستنكفون أن يُنْسَبُوا إلى الأشعري، و يتبرَّؤون مِمَّا بنى الأشعريُّ مذهبه عليه، و يَنْهَوْن أصحابهم و أحبابهم عن الحَوْم حَوَالَيْه – على ما سمعتُ عِدَّةً من المشايخ و الأئمّة؛ منهم: الحافظ المؤْتمن ابن أحمد بن علي الساجي، يقولون: سمعنا جماعةً من المشايخ الثقات؛ قالوا: كان الشيخ أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفرايينيُّ إمامُ الأئمَّة، الذي طبق الأرض علماً و أصحاباً، إذا سعى إلى الجمعة من قطيعة الكَرْخ، إلى جامع المنصور، يدخل الرباط المعروف بالروزي، المحاذي للجامع، و يُقْبِل على مَن حضر، و يقول: اشهدوا عليَّ بأنّ القرآن كلام الله غير مخلوق، كما قاله أحمد بن حنبل، لا كما يقوله الباقلاني – و تكرَّر ذلك منه في جُمُعات، فقيل له في ذلك، فقال: حتى ينتشر في الناس، و في أهل الصلاح، و يشيع الخبر في البلاد: أنّي بريءٌ ممّا هُمْ عليه – يعني الأشعرية – و بريءٌ من مذهب أبي بكر الباقلاني، فإن جماعة من المتفقّهة الغرباء يدخلون على الباقلاني خُفْيةً، فيقرؤون عليه؛ فيُفْتَنُون بمذهبه = فإذا رجعوا إلى بلادهم: أظهروا بدعتهم، لا محالة؛ فيظنّ ظانُّ أنّهم منّي تعلَّموه، و أنا قُلْتُه، و أنا بريءٌ من مذهب الباقلاني و عقيدتِه ".

قال أبو الحسن: " و سمعتُ شيخي الإمام أبا منصور الفقيه الأصبهاني يقول: سمعتُ شيخنا الإمام أبا بكر الراذقاني يقول: كنت في درس الشيخ أبي حامد الإسفراييني، و كان ينهى أصحابه عن الكلام، و عن الدخول على الباقلاني، فبلغه أن نَفَراً مِن أصحابه يدخلون عليه خُفْيةً؛ لقراءة الكلام؛ فظنَّ أنّي معهم و منهم – و ذكر قصة في آخرها -: إن الشيخ أبا حامد قال لي: يا بنيّ! بلغني أنك تدخل على هذا الرجل – يعني: الباقلاني -؛ فإيّاك و إيّاه=فإنّه مبتدع، يدعو الناس إلى الضلالة، و إلاّ؛ فلا تحضر مجلسي. فقلتُ: أنا عائذٌ بالله ممّا قيل، و تائب إليه، و اشهدوا عليّ أنّي لا أدخل عليه "'.

قال الكرجي: و سمعت الفقيه [الإمام] أبا منصور سعد بن علي العجلي يقول: سمعت عِدّةً من المشايخ و الأئمّة ببغداد – أظنُّ الشيخ أبا إسحاق الشيرازيَّ أحدَهم -؛ قالوا: كان أبو بكر الباقلاني يخرج إلى الحمَّام متبرقعا، خوفا من الشيخ أبي حامد الإسفراييني.

قال الكرجي: و أخبرني جماعة من الثقات كتابة – منهم القاضي أبو منصور اليعقوبي – عن الإمام عبد الله (??) بن محمد بن علي قال: سمعت [عبد الرحمن بن محمد بن الحسين] (1) يقول: وجدت أبا حامد الإسفرائيني، و أبا الطيب (2) الصعلوكي، و أبا بكر القفال المروزي (3)، و أبا منصور الحاكم (4)، على الإنكار على الكلام و أهلها ...

قال الكرجي: " و معروف شدّة الشيخ أبي حامد على أهل الكلام؛ حتّى ميَّز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ... و به اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابَيْه» اللُّمَع «و» التبصرة «، حتّى لو وافق قولُ الأشعريِّ وجهاً لأصحابنا، ميَّزه، و قال: هو قول بعض أصحابنا، و به قالت الأشعرية – و لم يَعُدَّهم من أصحاب الشافعي – استنكفوا منهم، و من مذهبهم في أصول الفقه، فضلا عن أصول الدين ".


??)) هو أبو إسماعيل الهروي صاحب» ذم الكلام و أهله «.

(1) كذا في جميع نسخ» التسعينية «، و» ذم الكلام «4/ 406، و» جمع الجيوش و الدساكر «=
=ق 48/ أ، و» كشف الغطا «ق 12/ پ، و وقع في» درء التعارض «2/ 90:» سمعت أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين «فظنّ شيخ الإسلام ابن تيمية أنّه السلمي، و اغتر بذلك الأستاذ محمد العجلان؛ فخالف جميع النسخ التي اعتمدها، و أثبت ما في» الدرء «و زعم أنّه الصواب! = فوقع في تحريف الصواب، و تصويب التحريف ... أنظر:» التسعينية «3/ 882 بتعليقه. و اعلم أن أبا عبد الرحمن السلمي النيسابوري توفي سنة 412 و لعبد الله بن محمد الهروي 16سنة، و قد جرت عادة الهروي على رواية أخبار السلمي بواسطة أصحاب السلمي؛ كطيب بن أحمد، و غيره؛ فتنبه و تأن.
(2) ستأتي ترجمته برقم: (16).
(3) ترجمته في البداية و النهاية 12/ 23 - 24.
(4) ستأتي ترجمته برقم: (19و 81).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير