تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 09:19 م]ـ

و ممّن استفرغ جهده في الانتصار للسنة و أهلها: الحافظ الإمام أبو نصر السجزي (ت 444)، و قد صنف في النقض على تمويهات المبدعة كتابه الجليل» الإبانة «في الرد على الزائغين في مسألة القرآن. قال الذهبي (5): و هو كتاب طويل، دال على إمامة الرجل، و بصره بالرجال. و قال – أيضا (6) -: و هو مجلد كبير، دال على علم الرجل بفنّ الأثر. و قال ابن عبد الهادي (7): و هو كتاب جليل، يدل على إمامته و تبحُّره. ثم نقل (8) قول شيخ الإسلام ابن تيمية: ذكر فيه من الفوائد و الآثار و الانتصار للسنة و أهلها، أموراً عظيمة المنفعة ...

و الكتاب في عداد المفقود (9)، لكن الله قد منَّ علينا بكتاب له آخر، قد يُعَدُّ زبدةً له، و خلاصة تدل على ما وراءها من دُرر غالية، و فوائد نفيسة ... و ذلك هو كتابه النافع الماتع إلى أهل زَبيد، في الرد على من أنكر الحرف و الصوت، و قد ضمَّنه علوماً جمَّة، و فوائد تُشَدُّ إليها الرِّحال، و يحسن - ههنا – تشنيف الأسماع ببعضها.


(5) في تذكرة الحفاظ.
(6) سير أعلام النبلاء.
(7) مختصر طبقات علماء الحديث 3/ 313
(8) مختصر الطبقات 3/ 314.
(9) و في ديباجة الأستاذ محمد باكريم على رسالة السجزي إلى أهل زبيد ص 39 - 40 إحالة على مواضع فيها نقول عن هذا الكتاب النفيس؛ فارجع إليها؛ تَستفدْ، و من المواضع التي لم يُحِل عليها: مجموع الفتاوى 5/ 190 ...

ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 09:23 م]ـ
قال ص 195: و قد صنّف غير واحد من المتكلمين – من المعتزلة و الكرَّامية – في فضائح الأشعرية و الكلاَّبيَّة، كما صنَّف هؤلاء في فضائح الآخرين - أيضا -، و لكلِّ مخالف للسنة و طريقةِ أهل الأثر ما يُفْتَضَح به عند التأمل، و أهل ُ الأثر لا فضيحة عليهم عند مُحَصِّل؛ لأنهم يُحدثوا شيئا، و إنما تبعوا الأثر، و من ادَّعى في الأثر فضيحة – بعد الحكم بصحته – لم يكن مسلما.

ثم سرد ص 195 - 202 بعض فضائح الأشعرية، و ممّا ذكره ص 200 - 201 من فضائحهم: أن المخالف من أصحاب الحديث و أهل الأثر، لا يبلغ عقل كثير منهم معرفة العقليات، و لا يفهمونها؛ فإن كل واحد منهم ينبغي أن يُخاطَب على قدر عقله!! = و في ضمن هذا إخفاء المذهب عن قوم، و إظهاره لآخرين (10)، و هذا شبيه بالزندقة، و بهذا الفعل منهم: دخل كثير من العوامِّ و المبتدئين في مذهبهم؛ لأنهم يُظهِرون لهم الموافقة في الأول، و يكذِّبون بما يُنسَب إليهم؛ حتى يصطادوه = فإذا وقع جرُّوه قليلا، قليلا؛ حتى ينسلخ من السنة! و كان أبو بكر ابن الباقلاني من أكرهم استعمالا لهذه الطريقة، و قد وشح كتبه بمدح أصحاب الحديث،و استدل على الأقاويل بالأحاديث في الظاهر، و أكثر الثناء على أحمد بن حنبل – رحمة الله عليه – و أشار في رسائله إلى أنه كان يعرف الكلام، و أنه لا خلاف بين أحمد و الأشعري، و هذا من رِقَّة الدين، و قلة الحياء.

ثم عقد فصلا نفيسا ص 205 - 228، قال فيه ص 206 - 207:» أئمة الحق، هم: المتبعون لكتاب ربّهم سبحانه، المقتفون سنَّة نبيهم ?، المتمسكون بآثار سلفهم، الذين أُمِرُوا بالاقتداء بهم، و علومُهم التي صاروا بمعرفتها و جمعها و التقدّم فيها، أئمَّةً لغيرهم: القرآن، ومعرفة قراءاته ... و أحكامه ثم الحديث، و تبيين صحيحه من سقيمه ... و ما تلقَّتْه الأمّة منه بالقبول ... و ما يجب اعتقاد ما فيه، و معرفةُ عِلَلِه، و أحوالِ رُوَاته.

ثم الفقه ... و هو مُستنْبَط من الكتاب و الحديث، و طلبه فرض، و إحكام أصوله التي شرحها متقدِّمو العلماء، دون ما أحدثه المتكلّمون فيها، و مزجوه ببِدَعهم، و رضي به بعض المتأخرين!! ... = فإذا تقدَّم واحد في هذه العلوم، و كان أخذُه إياها مِمَّن عُلِم تقدُّمُه فيها، و كونُه مُتَّبِعا (للسَّلف)، مُجانباً للبدع = حُكِم بإمامته، و استحقَّ أن يُؤخَذ عنه، و يُرجَع إليه، و يُعتَمد عليه «. ثم ذكر ص 208 - 215 كوكَبةً من أئمَّة السُّنَّة على عهد التابعين؛ كالفقهاء السبعة بالمدينة، و طاووس، و عطاء، و عبيد بن عمير، و مجاهد بمكّة، و الحسن، و ابن سيرين، و الشعبي ... بالعراق، و رجاء بن حيوة، و حسّان بن عطيَّة بالشام ... ثم ذكر أتباعهم – على الأمصار – إلى طبقة أتباع التابعين، ... إلى أن ختم بذكر الإمام أحمد، ثم قال ص 216» و اليوم؛ فمن عرف عنه لُزوم المنهاج، و ظهر تقدُّمه في العلوم التي ذكرناها = فهو إمام مقتدًى به، و من زاغ عن الطريقة، و فاوض أهل البدع و الكلام، و جانَبَ الحديث و أهله؛ استحقَّ الهجران و الترك، و إن كان متقدِّماً في تلك العلوم «.

ثم ذكر ص220 - 222 جملةً من شيوخ المعتزلة، ثم قال ص 222 - 223:
» ثم بُلِي أهل السنة بعد هؤلاء بِقوم يدَّعون أنَّهم من أهل الاتّباع، و ضررُهم أكثر من ضرر (المعتزلة) و غيرهم، و هم: أبو محمد بن كُلاَّب، و أبوالعباس القلانسي، و أبو الحسن الأشعري ... و في وقتنا أبو بكر الباقلاني ببغداد، و أبو إسحاق الإسفرائيني، و أبو بكر بن فورك بخراسان = فهؤلاء يَرُدُّون على (المعتزلة) بعض أقاويلهم، و يردّون على أهل الأثر، أكثر ممّا رَدُّوه على المعتزلة «. ثم قال ص 224:» و كلهم أئمَّة ضلالة، يَدْعون الناس إلى مخالفة السنة، و تركِ الحديث، و إذا خاطبهم من له هيبة و حِشْمة من أهل الاتباع؛ قالوا: الاعتقاد ما تقولونه، و إنَّما نتعلّم الكلام لمناظرة الخصوم، و الذي يقولونه (كذب)، و إنما يستَتِرُون بهذا؛ لِئَلاَّ يُشنَّع عليهم أهلُ الحديث ثم قد دخل في مذاهبهم خلق كثير (مِمَّن) يتظاهر بالفقه و الحديث، فمنهم مَن أظهر ذلك، و عُرِف به، و منهم المنكر أنه منهم في الظاهر، و قد يعضُدُهم في الباطن، و يرضى لنفسه بالكذب و النفاق «!!

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير