تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وما طريقة الأخ ببعيدة عن طريقة هذا المعتزلي وينبغي أن نكون أكثر إنصافا مع أنفسنا أولاً.

لاتنسب أحدًا إلى رأي معين إلا بدليل، ولاتنسب لأحد موقف مجانب لمذهب معين إلا بدليل.

ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 10:52 م]ـ

الحمد لله الذي بعث النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (1).

أما بعد , فإنه قد أخرج الترمذي و أبو داوود و النسائي و أحمد , عن الرسول صلى الله عليه و سلم كا يفتتح صلاة اللل بدعائه " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض وعالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك على صراط مستقيم ".

فأسأل الله العلي القدير أن يهديني إلى ما اختلف فيه من الحق بإذنه , إنه ولي ذلك و القادر عليه.

يعلم الله السميع البصير أن العبد لله ليس أهلاً للرد و لا للتعقيب , و أسأل الله أن يوفقني فيما أنا مقدم عليه , و هو يعلم أني لم آخذ هذه الخطوة إلا بعد أن رأيتُ أن هناك من قد يستفيد و لو نذراً يسيراً مما سأعقب به , و ثانياً: أن التعقيب في وجود مشايخنا الكبار في الملتقى ميزة إذ قد أجد من يصحح لي أخطائي و يرشدني إلا ذلاتي.

قال الأخ المالكي الأحسائي في معرض نقده لسند كتاب الصفات للحافظ الدارقطني _ رحمه الله تعالى _: ثانياً: بين يدي طبعتان لكتاب الصفات المنسوب للدارقطني إحدها بتحقيق الدكتور الفقيهي من سلسة عقائد السلف (3) والأخرى بتحقيق آل حطامي نشر دار الصميعي.

وكلا الطبعتين تعتمد على نسخة واحدة وهي المروية عن طريق ابن كادش والعشاري إلى المصنف الدارقطني. وكلا الرجلين (العشاري وابن كادش) لا يعول عليهما البته وجرب منهما ما يرضي. بل حتى أنه لا يوجد في الفهارس كفهرس ابن خير وابن حجر وغيرهما هذا الكتاب إلا وفي سنده ابن كادش، وكل ما في الأمر أني أسأل عن نسخة لايرويها من جرب عليه ما تعرفون مما يسقط الرواية، هذا كل الأمر!.

بل خذ مثالاً: أول حديث في الكتاب: (الدارقطني حدثنا حرمي بن عمارة) والدارقطني لم يدرك حرمي بن عمارة المتوفى سنة 201هـ، بينما الدارقطني توفي سنة 385هـ وعليه ينبغي أن يكون عاش الدارقطني أكثر من 185سنة! فتأمل.

قلتُ مستعيننا بالله الباريء المصور: فقد بدأتَ نقدك للسند باتهام رجلين من رجاله هما العشاري و ابن كادش , و قلتَ أنه لا يعول عليهما البته! و لا أدري لما عطفت العشاري على ابن كادش , فالعشاري ليس مجهولاً كما توهم بعض الفضلاء من قبل , بل له ترجمة في تاريخ بغداد (3/ 107):

سمع علي بن عمر السكري , ....... , و أبو الحسن الداقطني , ......... . كتبتُ عنه , و كان ثقةً ديناً صالحاً ...... . (طبعة دار الغرب الإسلامي , ت: بشار عواد ص 179 ج 4).

و تُرجم له في شذرات الذهب: قال: ... و كان فقيهاً , حنبلياً , خيراً , عالماً , زاهداً.

أما ابن كادش فحاله معلوم و قد قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله تعالى: أحمد بن عبيدالله أبوالعز ابن كادش مشهور من مشايخ بن عساكر , أقر بوضع حديث , و تاب و أناب. (ميزان الإعتدال).

و ضعفه كثير. و لكن مما يُستحق أن يذكر هنا أن الأمة تلقت روايته لهذا الكتاب بالقبول. و لما سقتُ سابقاً المواضع التي نسبها العلماء الفضلاء السابقون للدارقطني في كتابه الصفات , و ثبوتها في النسخة الوجودة الآن. قال الأخ المالكي: أن النسخة قد تكون ملفقة مما ثبت عند الآخرين ثم زيد فيها.

أقول قد يكون , و لكن ليس في حالتنا هذه لأن من نقل من السابقين من هذا الكتاب محتجاً به إنما نقل منه من نفس الطريق و هو طريق ابن كادش عن العشاري. و هذا مثاله:

ذكر الإمام الذهبي في كتابع " العلو للعلي العظيم ":

كان العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر نادرة العصر و فرد الجهابذة , ختم به هذا الشأن. فمما صنف كتاب الرؤية , و كتاب الصفات و كان إليه المنتهى في السنة و مذاهب السلف , و هو القائل ما أنبأني أحمد بن سلامة , عن يحي بن بوش , انا ابن كادش , أنشدنا أبوطالب العشاري , أنشدنا الدارقطني رحمه الله تعالى:

حديث الشفاعة في أحمد إلى أحمد المصطفى نسنده

و أما حديث بإقعاده على العرش أيضاً فلا نجحده

أمروا الحديث على وجهه و لا تدخلوا فيه ما يفسده

هذا و قد ذكر الأبيات القاضي أبا يعلى في إبطال التأويلات ص 272 / أ و قال: أنشدنا أبوطالب العشاري , و قال بنفس السابق , و قد أخرجه الحافظ الدشتي في إثبات الحد لله تعالى ساقه من طريق يحي بن بوش من نفس الطريق. و ذكره ابن القيم في الكافية الشافية.

و قد ساق الحافظ الذهبي في كتابه العلو للعلي العظيم أخبار من نفس هذا الطريق في غير موضع محتجاً به.

و أما قول الأخ المالكي: بل خذ مثالاً: أول حديث في الكتاب: (الدارقطني حدثنا حرمي بن عمارة) والدارقطني لم يدرك حرمي بن عمارة المتوفى سنة 201هـ، بينما الدارقطني توفي سنة 385هـ وعليه ينبغي أن يكون عاش الدارقطني أكثر من 185سنة! فتأمل "

فقلتُ: هنا سقت في المخطوط في رجلين من رجال السند و هذا يحدث في أي مخطوط و الحديث نفسه ثابت في البخاري و مسلم.

و أخيراً أقول أن الأمة و من سبقنا لم ينكروا هذا السند و لم ينكروا نسبة هذا الكتاب للحافظ الدارقطني , بل ساقوه محتجين به على أهل البدع و الأهواء. و أما تشكيكك في هذه النسبة , فبعد بيان إحتجاج الكبار بهذه النسخة , لن يقبل منك اعتراض بدون بيان من سبقك بالتشكيك فيها. و الله تعالى أعلى و أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير