القوم أنفسهم يعترفون أن الدارقطني ليس بأشعري حتى قال محققهم الكوثري عليه من الله ما يستحقه: ((لأن الله أعمى بصيرة هذا المتسافه في صفات الله سبحانه وتعالى حتى دون في صفات الله سبحانه ما لا يدونه إلا مجسم وهو حديث الشاب الجعد القطط وحديث الإقعاد الذي يلهج هو به))
وشعره في حديث الإقعاد مشهور، ثم الأخ يعترف ان كتاب النزول له والأشاعرة لا يجوزون إبقاء حديث النزول على ظاهره كما ورد بل لا بد أن يصرفه عن ظاهره ثم بعد ذلك إما ان يتأول او يفوض!! وأنا أسأله: هل صرف الإمام حديث النزول عن ظاهره في هذا الكتاب الثابت له حتى نعتبرهم منكم.؟؟؟
أما الثناء على الباقلاني فلا يعتبر أنه تمشعر إلا من يتمسك بقشة! و وإلا فسوف نعتبر الذهبي مؤلف العلو اشعري!! وقد أثنى على الباقلاني داخل الكتاب نفسه!!، وقد منعوه الأشاعرة من تولي دار الحديث لأنه ليس بأشعري وقال الكوثري بأنه "من الحشوية"، والتمسك بتلك القشة الواهية ضعيف حقاً كما هو واضح فلا نطيل، والباقلاني من اعظم الأشاعرة إثباتاً حتى اعظم من أبي الحسن الأشعري كما يقول المختص بهم شيخ الإسلام ابن تيميه حتى انه قال في رسالته الانصاف ص23 تحقيق الكوثري في سياق ما يجب على المكلف إعتقاده ولا يسع الجهل به!!: ((والعينين اللتين أفصح بإثباتهما من صفاته القرآن وتواترت بذلك أخبار الرسول عليه السلام)) وحين أقرأ كلامه في إثبات العلو في التمهيد اتذكر كلام الذهبي: ((فهذا النفس نفس هذا الإمام، وأين مثله في تبحره وذكائه وبصره بالملل والنحل؟ فقد امتلأ الوجود بقوم لا يدرون ما السلف ولا يعرفون إلا السلب ونفي الصفات وردها، صم بكم غتم عجم، يدعون إلى العقل ولا يلوون على النقل فإنا لله وإنا إليه راجعون))
صدق والله لقد إمتلأ الوجود بقوم لا يدرون ما السلف لا يعرفون إلا السلب ونفي الصفات وردها .. صم بكم .. غتم .. عجم .. ، ولكن لا يعني ان الباقلاني موافق لاهل السنة في كل شيء بل مخالف لهم في القرآن والصفات الإختيارية وغير ذلك مما تخالف فيه الكلابية أهل السنة على خلاف الأشعرية المتأخرين الذين زادوا الطين بله.
[فائدة تتعلق بالموضوع]
ذكر الإمام الذهبي بسنده الصحيح عن الإمام الحافظ العلامة المحدث المفتي، شيخ الاسلام شرف المعمرين، أبو طاهر السلفي شعراً جميلاً أوله:
دعوني عن أسانيد الضلال * وهاتوا من أسانيد عوالي
رخاص عند أهل الجهل طرا * وعند العارفين بها غوالي
عن اشياخ الحديث وما رواه * إمام في العلوم على الكمال
ثم أثنى على الأمة الاعلام أئمة أهل السنة والجماعة إلى ابن مندة وابن خزيمة ثم ذكر اهل البدع
إلى أن قال:
وأتباع ابن كلاب كلاب * على التحقيق هم من شر آل
ـ[المقدادي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 02:33 م]ـ
بالنسبة لتشكيك البعض بالمصنفات العقدية للامام الدارقطني لانها رويت من طريق ابن كادش و العشاري , فهذه فائدة ذكرها الشيخ العاصمي - حفظه الله - في احد ردوده على دعوى السقاف:
ليست هذه أولى فواقر الخساف وعواقره ... و قد تجلد – ماشاء – في سعيه المخذول للتشكيك في صحة كثير من كتب السنة التي غص بها ... و بقيت شجا في حلقه ... و قد افترى على إمام الأئمة ابن خزيمة انه رجع عن كتابه التوحيد و ندم عن تدبيجه ... و كذب فزعم أن الذهبي نكص و رجع القهقرى عن كتابه العلو للعلي العظيم ...
و قد ركب في سبيل ترويج باطله تحريف كلام للذهبي رقمه في آخر كتابه ... وهلم جرا و سحبا من اخلوقاته التي ياتفكها ...
و طعنه في صحة نسبة كتاب الرؤية إلى الدارقطني ... برهان واضح ... و دليل لائح على جهله بطريقة تحمل علمائنا كتب العلماء ...
فان الواحد منهم إذا أراد أن يتصل سنده بمصنف من المصنفات ... يعمد إلى تحصيل نسخة من الكتاب – إما أن يكتبها ... واما ان يستكتب غيره - ثم يعمد بعد ذلك الى اكبر راو
للكتاب و أعلاهم سندا ... و يحضر نسخته ... ثم تقرا في المجلس ... و المقصود من ذلك – كله – اتصال السند ... و قد يكون لهذا الكتاب أسانيد أخرى كثيرة يرويها شيوخ آخرون ... بأسانيد نازلة – و النزول عندهم شؤم – فيشتهر السند العالي الواهي ... و تنغمرالاسانيد المتينة النازلة ... لرغبة المحدثين في العلو ...
¥