والنون والتنوين عند الباء .............. حكمهما في النحو والأداء
أن يقلبا ميما بلا إدغام .............. في اللفظ في القرآن والكلام
من أجل صوت الميم والنداوة .............. وشركها للباء في التلاوة
إذ قلبا ميما بلا خلاف .............. فلا تكن في لفظها بالجافي
القول في إخفائهما
وما بقَى من أحرف القرآن .............. فالنون والتنوين يخفيان
في كلها وذاك ضرب صعب .............. أعني بذا الإخفاء وهو لقب
وليس كالإدغام في الحقيقة .............. بينهما منزلة دقيقة
تعريفه بأنه مخفف .............. وذلك التشديد فيه يعرف
وهو حال بين حالتين .............. إذ كان بائنا عن الضربين
أعني عن الإدغام والبيانِ .............. إذ صوته أحاط باللسان
مخرجُه من الخياشيم فقط .............. ولفظه من داخل الفم سقط
كراهة الإعمال للعضوين .............. كالكره للحديث مرتين
أو كالمقيد تراه رافعا .............. رجلا ومرة تراه واضعا
ذكر ذا الفراءُ والخليل .............. وسيبويه الفاضل النبيل
والقصد فيه طلب التسهيلِ .............. للفظ عند الحدر والترتيل
وذاك مما يوجب الإدغاما .............. في كل حرف بدليلٍ قاما
وذا لعمري من دقيق العلم .............. وصعبه فافهمه يا ذا الفهم
القول في إدغام الحرفين
والادّغام بعدُ في الحرفين .............. يلتقيان متماثلين
والأول التسكين فيه لازم .............. بناؤه سكنه أو جازم
مجتمع عليه فالتزمه .............. ويصعب البيان أن ترمه
ومثل ذاك القول في الحرفين .............. يجتمعان متقاربين
ما لم يكونا متخالفين .............. في اللفظ والمخرج من حرفين
فالاختلاف قد أتى في ذاك .............. ذو الفهم قد يدرك ذا إدراكا
فالادّغام فيه والإظهار .............. كلاهما مستحسن مختار
وأن يكونا متباعدين .............. منفصلين متباينين
فذاك لا اختلاف في إظهارهْ .............. والشيء قد يعرف باشتهاره
وما تقاربا إذا ادّغمته .............. ولم تبقِّ صوته قلبته
حرفا صحيحا كالذي يليه .............. بذا يصح الادّغام فيه
القول في الحرفين المتحركين
واعلم بأن المتحركين .............. من الحروف المتماثلين
والمتقاربين يظهران .............. في كل موضع من القرآن
للكل حاشا ابن العلا فكانا .............. يستعمل الإدغام لا البيانا
في كل ذاك طلبَ التخفيف .............. مع اتباع النقل والتوقيف
عمن قرا عليه في الأمصار .............. من تابعي صحابة المختار
وقد شرحنا أصله في ذاكا .............. في كتبنا فخذه من هناكا
القول في المدغم المجمع عليه
واعلم بأن التاء عند الطائي .............. ومثل ذاك الذال عند التاء
والتاء أيضا تلتقي بالذال .............. والظاء إن أتت كبعد الذال
وشبه ذاك اللام قبل الراء .............. مُدَّغم في مذهب القراء
وذاك للقرب والازدحام .............. فلم يكن بدٌّ من الإدغام
وقد أتى عن المسيبي .............. في بعض ذا ما ليس بالقوي
وجاء عن قالونَ نحو ذاكا .............. في اللام عند الراء فاعلم ذاكا
وأجمع الكل بلا خلاف .............. على ادّغام القاف عند الكافِ
من غير صوت في {ألم نخلقكم} .............. وأدغم البصري {من يرزقكم}
وأدغم الجميع لام العرف .............. في التاء والثاء بغير خلف
والدال والذال وحرف الصاد .............. والسين والزاي وحرف الضاد
والشين والطاء معا والظاء .............. والنون أيضا بعد حرف الراء
وزعم النحاةُ أن اللاما .............. لعرفها استحقت الإدغاما
وأنها بغيرها متصلة .............. ففضلت بذلك المنفصلة
وقيل إن اللام للتعريف .............. ولام من وبل من الحروف
ساكنة في الأصل والنظام .............. فصلحت بذاك للإدغام
والواو إما تلقَ واوا مثلها .............. ادّغِمَت منفحتا ما قبلها
فإن يكن ما قبلها مضموما .............. لم يكنِ الإدغام مستقيما
لذلك الضم الذي يليها .............. والمدِِّ واللين اللذين فيها
واتفق الكل على البيان .............. وذا إذا انفصلت الواوان
وحالة الياء كحال الواو .............. إذ ليستا في المد مثل الهاوي
لذاك دونه بالادغام .............. قد خصتا في الذكر والكلام
¥