وكل هذا في المصنفات ... مسطر فيها عن الثقات
القول فيمن جمع القرءان في عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وعدد الصحابة الذين ... قد جمعوا كتابه المبين
وأكملوه والرسول حي ... أربعة أقرؤهم أبي
وزيد بن ثابت وابن جبل ... وقيس الذي به قد انكمل
عددهم وكلهم أنصار ... حباهم بذلك الجبار
كذا أتى في مسند الآثار ... عن أنس بن مالك الأنصار
بأنهم أربعة سواء ... أكرم بهم نفسي لهم فداء
وجاء في مختلف الأنباء ... بأن منهم أبا الدرداء
عويمر وابن عبيد سعد ... ومن سواهم جمعوه بعد
في زمن الصديق والفاروق ... ذاك زمان الرشد والتوفيق
فكثر الحفاظ للقرءان ... وانتشروا في سائر البلدان
وأقرءوا الناس ولقنوهم ... كتاب ربهم وفقهوهم
في دينهم وسنة النبي ... وجاء عن عامر الشعبي
بأنه لم يجمع القرءانا ... خليفة غير الرضا عثمانا
القول في القراء من الصحابة
وعن نبي الله قد أتانا ... بأنه قال خذوا القرانا
من نفر أربعة قراء ... من ابن مسعود أخي العلياء
ومن أبي ومعاذ بن جبل ... وسالم ### هذا المحل
إذ خصهم نبيهم بذاكا ... ولم يسمي غيرهم إذ ذاكا
وليس من أصحابه إنسان ... إلا وقد فضله الرحمن
وكلهم أئمة في الدين ... وفي الكتاب المنزل المبين
القول في المتصدرين منهم بالمدينة
وزيد بن ثابت والقاري ... أبي بن كعب الأنصاري
هما اللذان أقرءا بالدار ... بعد النبي المصطفى المختار
وأقرءا خلافة الصديق ... وأقرءا خلافة الفاروق
وأقرء الصحابة الكراما ... والتابعين لهم الأعلاما
وفي أبي جاء ما قد اشتهر ... منصوصه عن النبي وانتشر
بأنه قال لكل الصحب ... أقرؤكم أبي بن كعب
وقال إن الله قد أمرني ... بما به جبريل قد أعلمني
وذاك أن أقرا عليك الذكرا ... كفاه ذا فضيلة وفخرا
وقال في زيد مقال صدق ... بأنه أفرض كل الخلق
وهو الذي قد خص بالكتابه ... دون جميع الصدر والصحابه
للمصحف المتبع الإمام ... بحضرة الأكابر الأعلام
فالناس مجمعون في الأقطار ... على قراة زيد الأنصاري
وفي ابن مسعود له مقاله ... مذ قالها ازداد بها جلاله
من سره أن يقرأ القرءانا ... غضا ورطبا كالذي أتانا
فليعتمد في لفظه والسرد ... على قراءة ابن أم عبد
وقال في أصحابه جميعا ... قولا بليغا جامعا بديعا
صحبي جميعا كالنجوم الوقد ... من اهتدى بهم فذاك المهتدي
القول في المتصدرين منهم بالشام والعراق
وأقرء الناس بغير الدار ... من المهاجرين والأنصار
جماعة بالشام والعراق ... حين توجهوا إلى الآفاق
فقام بالكوفة عبد الله ... ثم علي الرفيع الجاه
وقام بالبصرة الاشعري ... وهو أبو موسى الرضا الزكي
وقام بالشام أبو الدرداء ... عويمر ذو الفهم والذكاء
وقبله بها معاذ قاما ... مفقها ومقرئا أعواما
فهؤلاء المتصدرونا ... في هذه الأمصار والمفتونا
وقد تلاهم بعد في الأمصار ... من تابعيهم ومن الأخيار
جماعة عددهم كثير ... وكلهم مشهر كبير
وسنسميهم مع القراء ... أئمة الأمة في الأداء
إذ هم أئمة هم في الدين ... وفي كتاب ربنا المبين
القول في المصاحف وجمع القرءان فيها
واصغ إلى قولي في المصاحف ... وما أنصه عن الأسالف
من شأنها في زمن الصديق ... والمرتضى عثمان ذي التوفيق
لما توفي رسول الله ... صلى عليه دائما إلهي
وولي الصديق أمر الأمه ... من بعد ما جرت أمور جمه
ارتدت العرب في البلدان ... وأعلنت بطاعة الشيطان
ومنعت فريضة الزكاة ... وفرضها قرن بالصلاة
رأى خليفة النبِي المصطفى ... جهادهم فريضة وشرفا
فجيش الجيوش والعساكرا ... نحوهم ووجه الأكابِرا
من المهاجرين والأنصار ... مرتجيا لنصرة القهار
فحقق الإله ما رجاه ... ورضي الرأي الذي رءاه
وأيد الجيش الذي أعده ... فقتلوا وأسروا المرتده
ولجأ البعض إلى الحصون ... وصالحوا على التزام الدين
وذاك بعد محنة وشده ... جرت على الصحب من اهل الرده
واستشهد القرأة الأكابر ... يومئذ هناك والمشاهر
ووصل الأمر إلى الصديق ... فحمد الله على التوفيق
وقال عند ذلك الفاروق ... مقالة أيدها التوفيق
إني أرى القتل قد استحرا ... بِحاملي القرءان واستمرا
وربما قد دار مثل ذاكا ... عليهم فعدموا بِذاكا
فاستدرك الأمر وما قد كانا ... واعمل على أن تجمع القرءانا
وراجع الصديق غير مره ... فشرح الله لذاك صدره
فقال لابن ثَابِت إذ ذاكا ... إني لهذا الأمر قد أراكا
¥