تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قد كنت بالغداة والعشي ... تكتب وحي الله للنبِي

فأنت عندنا من السباق ... فاجمع كتاب الله في الأوراق

ففعل الذي به قد أمره ... معتمدا على الذي قد ذكره

وجمع القرءان في الصحائف ... ولم يميز أحرف التخالف

بل رسم السبع من اللغات ... وكل ما صح من القرات

فكانت الصحف في حياته ... عند أبي بكر إلى مماته

ثمة عند عمر الفاروق ... حين انقضت خلافة الصديق

ثمة صارت بعد عند حفصه ... لما توفي كما في القصه

وولي الناس الرضا عثمان ... وبايع الكل له ودانوا

فحضهم معا على الجهاد ... فانبعث القوم على ميعاد

وقصدوا مصححين النيه ... نحو أذريِيجان وإرمينيه

فاجتمع الشامي والعراقي ... في ذلك الغزو على وفاق

فسمع البعض قراة البعض ... فقابلوا قراتهم بالنقض

واختلفوا في أحرف التلاوه ... حتى بدت بينهم العداوه

ووصل الأمر إلى عثمان ... أخبره حذيفة بالشان

وما جرى بينهم هناكا ... وما رأى من أمرهم في ذاكا

وقال هذا الأمر فادركه ... فهو معضل فلا تتركه

فجمع الإمام من في الدار ... من المهاجرين والأنصار

وقال قد رأيت أمرا فيه ... مصلحة وهو ما أحكيه

رأيت أن أجمع هذه الصحف ... في مصحف بصورة لا تختلف

أدخله ما بين دفتين ... فصوب الكل لذي النورين

مقاله وما رأى من ذاكا ... ولم يكن مخالف هناكا

فقال لابن ثَابِت تولى ... هذا فأنت الثقة المعلى

لذاك قد قدمك الصديق ... فأنت لا شك به حقيق

لكنني أشرك في الكتابه ... معك أقواما من الصحابه

متى اختلفتم في الكتب فارجعوا ... خلافكم إلي لا تضيعوا

وجردوا حرف قريش إني ... ءاثرته على اجتهاد مني

وهو الذي به القران نزلا ... فلا أرى عنه نداء يعدلا

فاجتمعوا وكتبوا الإماما ... واجتهدوا ونصحوا الأناما

ونسخوا من ذلك الإمام ... مصاحف تبقى مع الأيام

ووجهوا بها إلى الآفاق ... فحصلت بالشام والعراق

وشققوا الصحف والمصاحفا ... بعد وما مرسومهم قد خالفا

فارتفع الخلاف في التلاوه ... وزالت البغضاء والعداوه

من ذلك العصر إلى ذا العصر ... بِكل قطر وبكل مصر

فهذه القصة في المصاحف ... كما رواها خالف عن سالف

القول في السبعة القراء وأئمتهم

والآن فلنبدأ بذكر السبعه ... أئمة القرءان أهل الرفعه

والفضل والنسك وأهل الصدق ... والعلم والفهم وأهل الحذق

وكل من عنه رووا كبير ... وعلمهم وفضلهم شهير

فالسبعة القراء منهم نافع ... في العلم بالقرءان لا ينازع

إمام دار المجتبى محمد ... أكرم به من موطن ومشهد

قرأ بالدار على الأكابر ... من تابعي الصحابة المشاهر

يزيد وابن هرمز وشيبه ... ومثلهم من علماء طيبه

ممن قرا على أبي هريره ... وسمع ابن عمر وغيره

من جلة الصحابة الكرام ... المرتضيين السادة الأعلام

وابن كثير وهو عبد الله ... في العلم والقرءان ذو تناهي

إمام بيت ربنا الحرام ... قد خص بالركن وبالمقام

والحجر والميزاب ثم الملتزم ... والحج والطوف وبئر زمزم

قرا على ابن السائب المكي ... وهو من صحابة النبي

وعن مجاهد وعن درباس ... أخذا أيضا عن أبي عباس

وابن العلاء واسمه زيان ... وقيل أيضا في اسمه العريان

وهو أبو عمرو إمام البصره ... بالنحو والقرءان حل مصر

قرأ بالحجاز والعراق ... على جماعة من الحذاق

أولي النهى مجاهد وغيره ... ممن سما بعلمه وخيره

من صحب عبد الله بحر العلم ... أعني ابن عباس حليف الإلم

واليحصبي التابعي الشامي ... عبد الإله قدوة الأنام

والمرتضى في دينه وعلمه ... والمنتقى لسمته وحلمه

هو وزيان معا من العرب ... ذاك لمازن وذا ليحصب

قرا على الصحابة القراء ... منهم عويمر أبو الدرداء

وقد قرا أيضا على المغيره ... قارئ أهل الشام ذي البصيره

وجاءنا عن واحد وثاني ... بأنه قرا على عثمان

ولا تصح هذه الروايه ... عند أولي التحصيل والدرايه

وعاصم إمام أهل الكوفه ... أخباره رفيعة شريفه

مسطورة في الكتب عند الناس ... مشهورة من غير ما التباس

وعلمه بالنحو والقرءان ... قد انتهى وذاع في البلدان

هو الإمام ابن أبي النجود ... يعزى إلى الشم الكرام الصيد

قد بز أهل المصر في الفصاحه ... والعلم بالحظر وبالإباحه

قرا على ذر وعبد الله ... السلمي الفاضل الأواه

وأخذ قراءة النبي ... عن ابن مسعود وعن علي

وسمع الحويرث البكري ... وهو ممن شاهد النبي

وعن أبي رمثة أيضا قد روى ... وهو من جلة صحب المصطفى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير