تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجواب:

كل من لم يعتنق الإسلام من هذه الأمة أي أمة الدعوة بسبب عدم وصول رسالة الإسلام إليه فليس بمسلم وهو مشرك كافر , قال تعالى {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}، وقال تعالى {إن الدين عند الله الإسلام}، هذا بالنسبة للاسم والظاهر وأحكام الدنيا.

أما الحكم وهو العذاب والنار، فمن قامت عليه الحجة ووصلته النذارة ثم مات فانه معذب، ومثل ذلك من مات وكان مفرطا متمكنا من العلم والبحث، ومن ذلك اليهود والنصارى فقد سمعوا الإسلام للحديث السابق، ومن ذلك الوثنيين والقبوريين قال تعالى {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}.

قال ابن القيم في كتابه طريق الهجرتين في فصل طبقات المكلفين في الدار الآخرة الطبقة " 17 " قال: (وهم المقلدون وجهلة الكفرة)، قال: (اتفقت الأمة على أن هذه الطبقة كفار وان كانوا جهالا مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم، إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع انه لم يحكم لهؤلاء بالنار وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة، وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين لا الصحابة ولا التابعين ولا من بعدهم، وإنما يعرف عن بعض أهل الكلام المحدث في الإسلام)، ثم قال: (والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله وأتباعه فيما جاء به فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم وان لم يكن كافرا معاندا فهو كافر جاهل) اه.

أما اليوم فقد وصلت الدعوة كل مكان فلا عذر لأحد.

قال أحمد بن حنبل: (لا اعرف اليوم أحدا يدعى قد بلغت الدعوة كل احد، فالروم قد بلغتهم الدعوة وعلموا ماذا يراد منهم) اهـ، [نقله ابن قدامة في الجهاد، ونقله الترمذي 5/ 267].

فإذا كان هذا في زمن الإمام احمد بن حنبل فما بالك اليوم!

* * *

وهل يحكم على من مات منهم - أي أهل الكتاب - بالنار؟

الجواب:

نعم.

من وصلت له دعوة الإسلام كما ذكرت ولم ينقد، فإنه يحكم عليه بالنار ويدل عليه قوله تعالى {النار يعرضون عليها غدوا وعشياويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}.

وفي الحديث الصحيح: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني من هذه الأمة ثم لا يؤمن بالذي أرسلت به إلا دخل النار)، وحديث (لن تدخل الجنة إلا نفس مسلمة).

وقال الشيخ عبد اللطيف: (وإذا بلغ النصراني ما جاء به الرسول r ولم ينقد لظنه أنه رسول الأميين فقط فهو كافر وإن لم يتبين له الصواب في نفس الأمر كذلك كل من بلغته دعوة الرسول بلوغا يعرف فيه المراد والمقصود فرد ذلك لشبهة أو نحوها فهو كافر وإن التبس عليه الأمر وهذا لا خلاف فيه) [مصباح الظلام ص 326].

وما يتعلق بالنار والعذاب فان أهل الكتاب من يهود ونصارى قد بلغتهم الحجة اليوم بسماعهم بالإسلام ثم لم يؤمنوا، لحديث (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني من هذه الأمة ثم لا يؤمن بالذي أرسلت به إلا دخل النار).

[اسئلة طرحت على الشيخ ضمن لقاء منتدى السلفيين]

ـ[أبو عبد الله آل سعد]ــــــــ[11 - 10 - 05, 12:57 م]ـ

جزاك الله خيرا ..

هناك كتابان نفيسان في المكتبات عليك بمطالعتهما:

1 - العذر بالجهل للشيخ مدحت آل فراج تقديم الشيخ عبد الله بن جبرين

2 - عارض الجهل للشيخ أبو العلا راشد تقديم الشيخ صالح الفوزان

إلي جانب طبعا ما كتبه العلامة أبو بطين والعلامة إسحق ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير