وعندنا سواهم جماعه ... ليسوا كهم في الفهم والبراعه
القول في الشواذ من القراء
كم من إمام فاضل معظم ... وماهر في علمه مقدم
مشهر بالصدق والأمانه ... والعلم بالقرءان والديانه
لكنه شذ عن الجماعه ... فلم ير الناس لذا اتباعه
بل أسقطوا اختياره وما روى ... من أحرف الذكر وكل ما قرا
إذ كان قد حاد عن الروايه ... ونبذ الإسناد والحكايه
عمن مضى من علماء الناس ... وقال بالرأي وبالقياس
وخلط الصحيح بالسقيم ... والواهي المعلول بالسليم
فلا تجوز عندنا الصلاة ... بحرفه ذاك ولا القراة
لأنه ليس له اتصال ... بالمصطفى فهو لذا محال
هذا الذي عليه الاجتماع ... وقاله الأصحاب والأتباع
فمنهم من ساكني المدينه ... يزيد السعدي ذو السكينه
وهو أبو وجزة أروى الخلق ... لخبر مع عفة وصدق
ومنهم محمد اليماني ... وابن محيصن أخو البيان
ومنهم من ساكني العراق ... عبد الإله بن أبي إسحاق
ونصر بن عاصم الليثي ... والجحدري عاصم البصري
وقعنب والثقفي عيسى ... ولم يزل مقدما رئيسا
والفرقبي وأبو أناس ... ثم أبو البلاد والرؤاس
ومنهم من ساكني الشام ... شريح الحمصي ذو التمام
وابن أبي عبلة إبراهيم ... وهو شيخ ثقة قديم
وابن قطيب وأبو البرهسم ... عمران وهو منهم مقدم
عنه أتت حروف أهل حمص ... وهو مخالف لكل شخص
ومثل هؤلاء ممن شذا ... عن الجماعة وصار فذا
ناس كثير ذكرهم يطول ... وفيهم المشهور والمجهول
تركت تسميتهم لذاكا ... فاطرحن جميع ما أتاكا
عنهم وإن سطر في كتاب ... أو وافق القوي في الإعراب
واقرا بما قرا به الأكابر ... من الصحيح المنتقى والسائر
وهو الذي الآن بأيدي الأمه ... من مذهب القرأة الأئمه
القول في أهل الأداء
وقد سما في هذه الصناعه ... قوم هم أئمة الجماعه
من اقتدى بقولهم مسدد ... موفق لرشده مؤيد
فابن مجاهد بهذا العلم ... مضلع مشهر بالفهم
وبعده محمد بن الصلت ... وأحمد بن جعفر ذو الثبت
ومثلهم في الضبط والإتقان ... محمد النقاش ذو البيان
ومثله محمد المعدل ... وهو رئيس ضابط مفضل
ومثله ابن عابد الرزاق ... إمام مصره أبو إسحاق
ومثلهم محمد الداجوني ... وأحمد المعروف باليقطيني
وأحمد التائب والصواف ... وجعفر بن أحمد الخصاف
وابن عبيد الله ذو الإتقان ... موسى أبو مزاح الخاقاني
وأحمد بن الفضل وابن مقسم ... وكلهم مفضل مقدم
وأحمد بن جعفر الحربي ... وابن أبي هاشم النحوي
وابن بنان واسمه بكار ... وهو جليل وله مقدار
ومثلهم علي القزاز ... وأحمد بن صالح البزاز
وابن علي زيد الكوفي ... والشنبوذي الفتى الزكي
وصالح وابن الجلند الموصلي ... وأحمد الجلاء ذو التبتل
وأحمد الدهمي وابن أشته ... ولست مثلهم تراه البته
وأحمد بن نصر الشذائي ... وهؤلاء جلة القراء
في عصرهم فكل ما رووه ... لنا قبلناه كما أدوه
إذ كلهم أئمة ثقات ... لفضلهم كأنهم ما ماتوا
أخبارهم موضوعة موصوفه ... مروية مشهورة معروفه
القول في المصنفين للحروف
أول من تتبع الحروفا ... وصنف المجهول والمعروفا
منها بإسناد عن الثقات ... من الشيوخ وعن الأثبات
عمن مضى من جلة الأسلاف ... وجاء بالإجماع والخلاف
ومزج السقيم بالصحيح ... ولم يقيد ذاك بالتصحيح
العتكي واسمه هارون ... وهو ابن موسى الثقة المأمون
إمامه المشهور بالعراق ... الحضرمي ابن أبي إسحاق
وابن العلاء قد قرا عليه ... وأسند اختياره إليه
ثم تلا هارون في التصنيف ... لكل ما روى من الحروف
عن النبي وعن الأصحاب ... وتابعيهم وذوي الألباب
من خالفيهم وعن القراء ... علي بن حمزة الكسائي
وبين اختياره هناكا ... وما قرا تلاوة من ذاكا
على الإمام حمزة الزيات ... وغيره من جلة الثقات
ثم تلاهما من الأعلام ... يعقوب ذو الفهم وذو التمام
وهو ابن إسحاق إمام مصره ... بعد أبي عمرو وشيخ عصره
فصنف الحروف والآثار ... وميز المتروك والمختار
وما به قرا على الإمام ... إمام أهل مصره سلام
ثمة صنف أبو عبيد ... كتابه مقيد بقيد
من المعاني ومن الإعراب ... فهو في الكتب كالشهاب
ثم تلاه سهل البصري ... وهو أبو حاتم النحوي
وصنف الحروف والمقاري ... ولم يقيد ذاك بالآثار
لكنه بالغ في التعليل ... من غير إسهاب ولا تطويل
وطعنه فيه على الزيات ... لأجل أحرف من القرات
قرأها تضعف في القياس ... معصية عند إله الناس
إذ كلها مسطر مروي ... قرا بها الأسلاف والنبي
¥