قد جاء مرويا عن الأكابر ... فى حامل القرءان شىء ظاهر
خرجه الأشياخ فى الصحيح ... عن الرسول الصادق النصيح
أفضلكم معلم القرءان ... و ماهر بجملة الفرقان
ومثل ذاك صحة وصدقا ... بأنهم أهل الإله حقا
وقال أيضا فيهم مقاله ... شافية والصدق ما قد قاله
يقال يوم البعث للقراء ... بعد الورود احظوا بالارتقاء
فى الدرجات واقرءوا القرءانا ... ورتلوه واسكنوا الجنانا
مد لكل قارىء حيث انتهى ** من أجل ذا رتله أهل النهى
هذا الذي صح عن النبي ... يزري بقول القادح الغبي
كالجاحظ الخسيس والنظام ... وشبه هذين من الطغام
وغيرهم من الأراذل السفل ... لسخفهم بقولهم لا يشتغل
القول في عرض القرءان وأنه سنة
واعلم بأن العرض للقرءان ... على الإمام الفاضل الديان
من سنة النبي والصحابه ... ذوي المحل وذوي القرابه
والتابعون بعد لم يعدوه ... بل من وكيد الأمر قد عدوه
إذ كان قد صح عن الرسول ... بأنه قرا على جبريل
وقد قرا بالوحي إذ أتاه ... على أبي ثم قد أقراه
فأي شئ بعد هذا يتبع ... وهل يرد الحق إلا مبتدع
أو جاهل لقوله لا ينظر ... إذ هو في الورى كمن لا يبصر
القول فيمن يؤخذ عنه وحق العالم على المتعلم
واطلب هديت العلم بالوقار ... واعقد بأن تطلبه للباري
فإن رغبت العرض للحروف ... والضبط للصحيح والمعروف
فاقصد شيوخ العلم والروايه ... ومن سما بالفهم والدرايه
ممن روى وقيد الأخبارا ... وانتقد الطرق والآثارا
وفهم اللغات والإعرابا ... وعلم الخطأ والصوابا
وحفظ الخلاف والحروفا ... وميز الواهي والمعروفا
وأدرك الجلي والخفيا ... وما أتى عن ناقل مرويا
وشاهد الأكابِر الشيوخا ... ودون الناسخ والمنسوخا
وجمع التفسير والأحكاما ... ولازم الحذاق والأعلاما
وصحب النساك والأخيارا ... وجانب الأرذال والأشرارا
واتبع السنة والجماعه ... وقام لله بحسن الطاعه
فذلك العالم والإمام ... شكرا بِه لله لا يقام
فالتزم الإجلال والتوقيرا ... لمن يريك العلم مستنيرا
وكن له مبجلا معظما ... مرفعا لقدره مكرما
واخفض له الصوت ولا تضجره ... وما جنى عليك فاغتفره
فحقه من أوكد الحقوق ... وهجره من أعظم العقوق
القول فيمن لا يؤخذ عنه العلم
والعلم لا تأخذه عن صحفي ... ولا حروف الذكر عن كتبي
ولا عن المجهول والكذاب ... ولا عن البدعي والمرتاب
وارفض شيوخ الجهل والغباوه ... لا تأخذن عنهم التلاوه
لأنهم بِالجهل قد يأتونا ... بغير ما يروى وما يروونا
وكل من لايعرف الإعرابا ... فربما قد يترك الصوابا
وربما قد قول الأئمه ... ما لا يجوز وينال إثمه
فدعه والزم يا أخي الصدوقا ... ومن تراه يحتبي الطريقا
طريق من مضى من الأسلاف ... أولي النهى والعلم بالخلاف
القول فيمن يقتدى به ومن يترك قوله
تدري أخي أين طريق الجنه ... طريقها القرءان ثم السنه
كلاهما ببلد الرسول ... وموطن الأصحاب خير جيل
ومعدن الأتباع والأخيار ... والفقهاء الجلة الأحبار
فاتبعن جماعة المدينه ... فالعلم عن نبيهم يروونه
وهم فحجة على سواهم ... في النقل والقول وفي فتواهم
واعتمدن على الإمام مالك ... إذ قد حوى على جميع ذلك
في الفقه والفتيا إليه المنتهى ... وصحة النقل وعلم من مضى
وامح الذي في الكتب والصحيفه ... من قول ذي الرأي أبي حَنِيفَه
وصحبه إذ خالفوا التنزيلا ... وخالفوا في حكمه الرسولا
وحك ما تجد للقياس ... داوود في دفتر او قرطاس
من قوله إذ خرق الإجماعا ... وفارق الأصحاب والأتباعا
واتبع الجاحظ والنظاما ... ومن بغى ونابذ الإسلاما
في نفي الاستنباط والقياس ... وما جرى عليه أمر الناس
وجانب الأراذل المبتدعه ... واعمل بقول الفرقة المتبعه
واطرح الأهواء والآراء ... وكل قول ولد المراء
من دار بِالسنة فاستمعه ... وكلما قد حدث اتبعه
إذا رأيت المرء قد أحبا ... أئمة الدين وعنهم ذبا
كمالك والليث والثوري ... وابن عيينة الفتى التقي
والفاضل المعروف بالأوزاعي ... ومثلهم من أهل الاتباع
كابن المبارك الجليل القدر ... والشافعي ذي التقى والبر
وعابد الرحمن وابن وهب ... وصحبهم أكرم بهم من صحب
والقاسم العليم بالإعراب ... والفقه والقرءان والآداب
وأحمد بن حنبل الإمام ... ونظرائهم من الأعلام
وفضل الصحابة الأبرارا ... وقدم الأصهار والأنصارا
وأبغض البدعي والمخالف ... ومن تراه لهما مخالفا
¥