تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فاعلم بأنه من أهل السنه ... فالزمه واستمسك بما قد سنه

القول في عقود السنة

ومن عقود السنة الإيمان ... بكل ما جاء به القرءان

وبالحديث المسند المروي ... عن الأئمة عن النبي

وأن ربنا قديم لم يزل ... وهو دائم إلى غير أجل

ليس له شبه ولا نظير ... ولا شريك لا ولا وزير

ولا له ند ولا عديل ... ولا انتقال لا ولا تحويل

ولا له صاحبة ولا ولد ... بل هو فرد صمد وتر أحد

كان وما كان بشئ قبله ... أجل ولا شئ يكون مثله

جل عن الوصف وكيف كانا ... سبحانه من بارئ سبحانا

كلم موسى عبده تكليما ... ولم يزل مدبرا حكيما

كلامه وقوله قديم ... وهو فوق عرشه العظيم

والقول في كتابه المفصل ... بأنه كلامه المنزل

على رسوله النبي الصادق ... ليس بمخلوق ولا بخالق

من قال فيه إنه مخلوق ... أو محدث فقوله مروق

والوقف فيه بدعة مضلة ... ومثل ذاك اللفظ عند الجلة

كلا الفريقين من الجهمية ... الواقفون فيه واللفظية

هو القرءان لا يسوغ فيه ... مقال ذي الشك وذي التمويه

بل الذي أجمع أهل السنه ... عليه كابن حنبل ذي المحنه

ونظرائه من الأئمة ... ذوي التقى سروج هذي الأمة

أهون بقول جهم الخسيس ... وواصل وبشر المريسي

ذي السخف والجهل وذي العناد ... معمر وابن أبي دؤاد

وابن عبيد شيخ الاعتزال ... وشارع البدع والضلال

والجاحظ القادح في الإسلام ... وجبت هذي الأمة النظام

والفاسق المعروف بالجبائي ... ونجله السفيه ذي الخناء

واللاحقي وأبي الهذيل ... مؤيدي الكفر بكل ويل

وذي العمى ضرار المرتاب ... وشبههم من اهل الارتياب

جميعهم قد غالط الجهال ... وأظهر البدع والضلال

وعد ذاك شرعة ودينا ... فمنهم لله قد برينا

وعن قريب منهم سينتقم ... ومن مضى من صحبهم سيندم

وبعد فالإيمان قول وعمل ... ونية عن ذاك ليس ينفصل

هو على ثلاثة مبني ... خلاف ما يقوله المرجي

فتارة يزيد بالتشمير ... وتارة ينقص بالتقصير

وزعم الإمام الاشعري ... وصحبه وكلهم مرضي

بأن الايمان هو التصديق ... وذاك قد يعضده التحقيق

والخير والشر من الرحمن ... مقدر منه على الإنسان

ما كان من عصيان او من طاعه ... فما له فيه من استطاعه

بل للإله العلم والقضيه ... في كل شئ وله المشيه

وحب أصحاب النبي فرض ... ومدحهم تزلف وقرض

وأفضل الصحابة الصديق ... وبعده المهذب الفاروق

وبعده عثمان ذو النورين ... وبعده علي أبو السبطين

وبعد هؤلاء باقي العشره ... الأتقياء المرتضيين البرره

أهل الخشوع والتقى والخوف ... طلحة والزبير وابن عوف

ثمة سعد بعدهم وعامر ... ثم سعيد بن نفيل العاشر

وسائر الصحب فهم أبرار ... منتخبون سادة خيار

وربنا جلى لهم إنعامه ... وخصهم بالفضل والكرامه

والسمع والطاعة للأئمه ... مفترض على جميع الأمه

وهم كما روي من قريش ... بذا أدين الله طول عيشي

وأمراؤهم كهم في الطاعه ... هذا الذي تقوله الجماعه

من مات وهو لا يرى إمام ... فقد هوى إذ فارق الإسلام

ومن يمت منا على العصيان ... فهو في مشيئة الرحمن

إن شاء عذب وإن شاء غفر ... وليس يصلى النار إلا من كفر

والنار والجنة قد خلقتا ... وللخلود دائما أعدتا

فالمؤمنون في النعيم سرمدا ... والجاحدون في العذاب أبدا

وكل ما أحدثه أهل البدع ... فبدعة مضلة لا تتبع

والبدع الأصول فاعلم أربعه ... قول الشراك مذهب ما أشنعه

أخسس بهم وما به قد جاءوا ... والرفض والقدر والإرجاء

وكل فرقة فقد تفرقت ... على ثمان عشرة تمزقت

فاستكملت صدقا بغير مين ... فرقهم سبعين واثنتين

وهي التي في مسند الأخبار ... بأنها بجمعها في النار

كذا رويناه عن اولينا ... فالزم هديت الواضح المبينا

القول في باقي العقود

ومن صريح السنة الإقرار ... بكل ما صحت به الآثار

فمن صحيح ما أتى به الأثر ... وشاع في الناس قديما وانتشر

نزول ربنا بلا امتراء ... في كل ليلة إلى السماء

من غير ما حد ولا تكييف ... سبحانه من قادر لطيف

ورؤية المهيمن الجبار ... وأننا نراه بالأبصار

يوم القيامة بلا ازدحام ... كرؤية البدر بلا غمام

وضغطة القبر على المقبور ... وفتنة المنكر والنكير

ونحو هذا من أصول الدين ... كالجاء في الصفات واليمين

وكالذي جاء من البيان ... في الحوض والصراط والميزان

والعرش والكرسي والحساب ... والعرض والثواب والعقاب

والكتب والسؤال والشفاعه ... في كل عاص تارك للطاعه

من الموحدين أهل القبله ... إذ كلهم مستمسك بالمله

فيتنعمون في الجنان ... بعد خروجهم من النيران

كما أتى ذلك في الأنباء ... بعدا لأهل الزيغ والأهواء

ماذا يعدون من الآثار ... فهم كما جاء كلاب النار

يعطلون شرعة الإسلام ... وما لهم في الدين من إمام

كم أحدثوا من بدعة في الدين ... وأنكروا من خبر يقين

وحرفوا من محكم التنزيل ... واخترعوا من باطل التأويل

وزخرفوا من كذب وزور ... واستهزءوا بالوارد المسطور

عن النبي وعن الكرام ... أصحابه في العقد والأحكام

قد أنكروا سخفا نزول عيسى ... وشانه تعسا لهم وبوسا

وأنكروا الدجال والأشراط ... وأسقطوا جميعها إسقاطا

فالحمد لله الذي هدانا ... لواضح السنة واجتبانا

فهذه عقود أهل السنه ... فالتزمنها وارجون الجنه

وسأقوم بالجمع والتنسيق - إن شاء الله - بعد كتابة الأرجوزة كاملة وضبطها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير