تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 12 - 06, 05:57 ص]ـ

الحمد لله وحده ...

أخي المجدد بارك الله فيك ..

1 - احذر أن تقول قولاً في مسألةٍ ليس لك فيها سلف من أهل السنة، فإن ذلك علامة على الخطإ لا تتخلف، أعزك الله ورفع قدرك، سيّما ونحن في عام 1427، والعقل والشرع يحيلان أن تنقضي هذه الأزمنة من غير متفطّنٍ لما تقول .. بارك الله فيك.

2 - التعريف الشرعي للإيمان = التعريف الاصطلاحي، ويعنى بالصطلاحي ما كان في اصطلاح أهل العلم بالعقائد من أهل السنة والجماعة، فلا داعي للتفرقة بين قول القائل (تعريف اصطلاحي) و (شرعي).

3 - الإيمان أصل وضعه في اللغة بمعنى التصديق المخصوص، ومعلوم ارتباط المعنى اللغوي بالمعنى الشرعي في باب التعريفات والحدود، سواء بالمطابقة بين المعنيين، أو بالعموم والخصوص أو غير ذلك، وعليه:

4 - الإيمان في الشرع هو: تصديق مخصوص بما أنزله الله تعالى على محمّد صلى الله عليه وسلم خاصة؛ بالقول والعمل، فالإيمان: تصديق بالقول والعمل، أو الإيمان: قول وعمل.

هذا هو تعريفه الذي عرفه به أهل السنّة.

5 - إنما أُتيتَ أخي المجدد من ظنّك أن التعريف (يجب) ألا يُذكر فيه شيءٌ من لوازمه أو أركانه ولا يتطرق إلى محلّه على حد تعبيرك: دون النظر لمحله أو آثاره وإن كانت من لوازمه، وهذا خطأ محض سواء في لسان الشرع ولغة الفقهاء والعلماء من السلف وغيرهم من أهل العلم، بل ربما يكون بعض كلام المناطقة في التعريفات.

فأما لسان الشرع فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد فسر الإسلام في حديث جبريل المشهور بذكر الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج.

والإيمان بذكر الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.

قال شيخ الإسلام رحمه الله: (والنبى فسر الاسلام والايمان بما أجاب به كما يجاب عن المحدود بالحد اذا قيل ما كذا قيل كذا وكذا كما فى الحديث الصحيح لما قيل ما الغيبة قال (ذكرك أخاك بما يكره)، وفى الحديث الآخر (الكبر بطر الحق وغمط الناس) وبطر الحق جحده ودفعه وغمط الناس احتقارهم وازدراؤهم

وسنذكر ان شاء الله تعالى سبب تنوع أجوبته وأنها كلها حق

ولكن المقصود أن قوله: (بنى الإسلام على خمس) كقوله: (الإسلام هو الخمس) كما ذكر فى حديث جبرائيل.

فإن الأمر مركب من أجزاء تكون الهيئة الاجتماعية فيه مبنية على تلك الأجزاء ومركبة منها الاسلام مبني على هذه الأركان ... ) مجموع الفتاوي7/ 11

فلا يعاب على من أجاب على المحدود بالحد.

وأما المناطقة فهم من ذكر أن التعريف قد يكون بالرسم كما قد يكون بالحد، والحد تام وناقص، والرسم تام وناقص.

ثم اشترطوا في التعريف غير المعيب أن يكون بالحد التام (الجنس القريب والفصل)، ولست أريد أن أكثر من ذكر مصطلحاتهم.

ولكن بعض التأمل في كتب أهل العلم وكلام السلف وأئمة السنة، يقضي بأن التعريف الذي يسميه المنطقيون (تعريف بالرسم) متكاثر في كلامهم.

6 - المراد من تعريف أهل السنة للإيمان بأنه قول وعمل، الرد على طوائف المبتدعة، فالقول عندهم قولان، والعمل عندهم عملان، فقول القلب وقول اللسان وعمل القلب، وعمل الجوارح.

**وقد ورد عن كثير من أهل السنة (الإيمان قول وعمل) وحكى الإجماع عليه غير واحد.

**وورد عنهم (الإيمان قول وعمل ونية لا يجزئ أحدها دون الآخر) ومنهم نفس من ورد عنه القول السابق وحكى الإجماع على هذا اللفظ الإمام الشافعي.

** وورد عنهم (الإيمان قول وعمل ونية وإصابة سنة) ومنهم نفس من ورد عنه القولان السابقان، وحكى الإجماع على هذا اللفظ الإمام أبو عمر الطلمنكي.

وعليه:

7 - تعريفك أخي المجدد للإيمان بأنه قبول ما جاء به الوحيين " والانقياد له " بعد بلوغه لا يرد على كثير من أهل البدع الذين خالفوا أهل السنة في الإيمان، فإن أكثرهم (أو جميعهم) يقول إن الإيمان يكون بقبول ما جاء به الوحيين والانقياد له.

لكن منهم من يقول إن القبول والانقياد يكون بالقول فقط مثلا ..

فتعريفك لا يمنع من دخول هذه الأقوال المبتدعة في أقوال أهل السنة، ولا يجمع الانقياد بالقلب واللسان والجوارح، ولا يغني عنك قولك إن لفظ القبول في التعريف يستلزم العمل، لأن هذا اللازم لم يلتزمه أهل البدع .. فتأمّل.

8 - جواب سؤاليك أن يقال:

السؤال الأول: محل الإيمان الشرعي القلب واللسان والجوارح، ولكن هذا لا يمنع من ذكره في التعريف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير