ولا أطيل كي أفسح المجال لغيري من أهل الفضل والعلم وكلكم كذلك حفظكم الله وسددكم.
والله أعلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 11 - 05, 08:28 ص]ـ
من المهم أن نعلم أولا أن مصطلح التصوف والصوفية من المصطلحات الحادثة، والتي لم يعلق عليها مدح شرعي، فتمدح ـ أو يمدح صاحبها ـ بإطلاق، مثل أسماء الإيمان، والإسلام، والإحسان، ولم يعلق عليها أيضا ذم شرعي، فتذم ـ أو يذم صاحبها ـ أيضا بإطلاق، مثل ألفاظ الكفر والفسوق والعصيان.
وما كان كذلك فإنه ينبغي الاستفصال عن حقيقة حاله، وما يراد به قبل إطلاق القول فيه. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: (لفظ الفقر والتصوف قد أدخل فيها أمور يحبها الله ورسوله، فتلك يؤمر بها، وإن سميت فقرا أو تصوفا؛ لأن الكتاب والسنة إذا دل على استحبابها لم يخرج عن ذلك بأن تسمى باسم آخر، كما يدخل في ذلك أعمال القلوب، كالتوبة والصبر ... وقد أدخل فيها أمور يكرهها الله ورسوله؛ كما يدخل فيها بعضهم نوعا من الحلول والاتحاد، وآخرون نوعا من الرهبانية المبتدعة في الإسلام، وآخرون نوعا من المخالفة للشريعة، إلى أمور ابتدعوها، إلى أشياء أخر، فهذه الأمور ينهى عنها بأي اسم سميت، ... وقد يدخل فيها التقييد بلبسة معينة، وعادة معينة، في الأقوال والأفعال، بحيث من خرج عن ذلك عد خارجا عن ذلك، وليست من الأمور التي تعينت بالكتاب والسنة، بل إما أن تكون مباحة، وإما أن تكون ملازمتها مكروهة، فهذا بدعة ينهى عنه، وليس هذا من لوازم طريق الله وأوليائه، فهذا وأمثاله من البدع والضلالات يوجد في المنتسبين إلى طريق الفقر، كما يوجد في المنتسبين إلى العلم أنواع من البدع في الاعتقاد والكلام المخالف للكتاب والسنة، والتقيد بألفاظ واصطلاحات لا أصل لها في الشريعة، فقد وقع كثير من هذا في طريق هؤلاء.
والمؤمن الكيس يوافق كل قوم فيما وافقوا فيه الكتاب والسنة، وأطاعوا الله ورسوله، ولا يوافقهم فيما خالفوا فيه الكتاب والسنة أو عصوا فيه الله ورسوله، ويقبل من كل طائفة ما جاء به الرسول، ..... ،ومتى تحرى الإنسان الحق والعدل، بعلم ومعرفة، كان من أولياء الله المفلحين، وحزبه الغالبين.) انتهى. (الفتاوى 11/ 280ـ29).
غير أن ما قاله شيخ الإسلام من التفصيل في حال المنتسبين إلى التصوف يوشك أن يكون نظريا في واقعنا المعاصر، حيث صارت المحاذير التي أشار إليها شيخ الإسلام ملازمة لمسلك المنتسبين إلى التصوف في زماننا، فضلا عما التزموه من الأعياد والموالد المبتدعة، وغلوهم في مشايخهم الأحياء، وتعلقهم بالمشاهد والقبور، يصلون عندها، ويطوفون حولها، وينذرون لها، إلى آخر ما هو معلوم من مسالكهم. ولهذا كله كان إطلاق القول بالتحذير من مسالكهم متوجها الآن، وهو الذي اعتمدته اللجنة الدائمة في جوابها عن سؤال حول حكم الطرق الصوفية الموجودة الآن، فقالت:
(الغالب على ما يسمى بالتصوف الآن العمل بالبدع الشركية، مع بدع أخرى، كقول بعضهم: مدد يا سيد، وندائهم الأقطاب، وذكرهم الجماعي، فيما لم يسم الله به نفسه، مثل: هو هو، وآه آه، ومن قرأ كتبهم عرف كثيرا من بدعهم الشركية، وغيرها من المنكرات.) اهـ
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=47431&dgn=4
ـ[حارث همام]ــــــــ[19 - 11 - 05, 09:44 ص]ـ
شكر الله للإخوة مداخلاتهم وأخص الشيخ أسامة على تواضعه وحسن ظنه وقد أضطرتني دعوته للمشاركة فأقول لأخي الفاضل أبو الوليد:
لاشك أن جل الصوفية المعاصرين من الطرقية هم على ما أشار إليه الشيخ إحسان وإن شذ فيشذ أفراد ليسوا ملتزمين في حقيقة أمرهم بكتب رموزهم المعاصرين ولا بأفكارهم. وعليه وجواباً على تساؤلاتكم:
فأولاً لاشك أن النصح مطلوب لكل مسلم وعلى هذا بايع بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث جرير بن عبدالله البجلي المشهور، والمهم هو التفريق بين النصيحة والتعير، والحرص على وضع النصح في قالب مقبول، والاستعانة على ذلك بما يمكن، من نحو قريب للمنصوح أو شيخ أو طالب علم أو على الأقل حسن الإعداد لنصح المنصوح، مع الحرص على دعوته إلى الحق وهدايته بالتي هي أحسن لأن ذلك خير لأحدنا من حمر النعم.
¥