ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[20 - 11 - 05, 09:35 م]ـ
أخى حنبل لقد طلبت من مشايخنا أن يقولوا رأيهم فى الصوفية الذين يتخذون الغناء والرقص قربة
ويبدوا أن مشايخنا قد إنشغلوا بما هو أهم نسأل الله أن يسددهم و ينفع بهم
وقد أخذت أنت على ما قلته من أن سماع الصوفية ورقصهم (وهم لا يفعلون ذلك إلا ظنا منهم أنه عبادة وقربة) بدعة لذلك فسأسمح لنفسى بالرد حتى يأتينا الإفادة من بعض مشايخنافى الملتقى وشأنى فى ذلك شأن التيمم إذا فقد الماء
قال حنبل (التعبد إلى الله بالرقص و الغناء بدعة!!!!)
نعم يا أخى بدعة
قال شيخ الإسلام (وأما الرقص فلم يأمر الله به ولا رسوله ولا أحد من الأئمة بل قد قال الله فى كتابه واقصد فى مشيك وقال فى كتابه وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا أى بسكينة ووقار
وإنما عبادة المسلمين الركوع والسجود بل الدف والرقص فى الطابق لم يأمر الله به ولا رسوله ولا احد من سلف الأمة بل أمروا بالقرآن فى الصلاة والسكينة ولو ورد على الانسان حال يغلب فيها حتى يخرج إلى حالة خارجة عن المشروع وكان ذلك الحال بسبب مشروع كسماع القرآن ونحوه سلم إليه ذلك الحال كما تقدم فاما إذا تكلف من الأسباب ما لم يؤمر به مع علمه بأنه يوقعه فيما لا يصلح له مثل شرب الخمر مع علمه أنها تسكره وإذا قال ورد على الحال وأنا سكران قيل له إذا كان السبب محظورا لم يكن السكران معذورا
فهذه الأحوال الفاسدة من كان فيها صادقا فهو مبتدع ضال من جنس خفراء العدو وأعوان الظلمة من ذوى الأحوال الفاسدة الذين ضارعوا عباد النصارى والمشركين والصابئين فى بعض ما لهم من الأحوال)
و سئل عن أقوام يرقصون على الغناء بالدف ثم يسجد بعضهم لبعض على وجه التواضع هل هذا سنة أو فعله الشيوخ الصالحون
الجواب لا يجوز السجود لغير الله واتخاذ الضرب بالدف والغناء والرقص عبادة من البدع التى لم يفعلها سلف الأمة ولا أكابر شيوخها كالفضيل بن عياض وإبراهيم بن أدهم وأبى سليمان الدارانى ومعروف الكرخى والسرى السقطى وغير هؤلاء
وقال بن رجب فى نزهة الأسماع
والحدث الثاني
سماع القصائد الر قيقة المتضمنة للزهد والتخويف والتشويق فكان كثير من أهل السلوك والعبادة يستمعون ذلك وربما أنشدوها بنوع من الألحان استجلابا لترقيق القلوب بها ثم صار منهم من يضرب مع إنشادها على جلد ونحوه بقضيب ونحوه وكانوا يسمون ذلك التغبير وقد كرهه أكثر العلماء قال يزيد بن هارون ما يغبر الا فاسق
و قال رحمه الله (وكرهه الامام أحمد وقال هو بدعة محدث قيل له إنه يرقق القلب قال بدعة)
وقال حنبل:
قال بن الجوزى فى تلبيس ابليس ص 249 ((و قد ادعى قوم منهم أن هذا السماع قربة فقال الجنيد " تتنزل رحمة الله على هذه الطائفة فى ثلاث مواطن عند الاكل و عند المذاكرة و عند السماع "))
فما كان جواب بن الجوزى ((و هذا كفر، لان من اعتقد الحرام او المكروه قربة كان بهذا الاعتقاد كافرا)) ص 250
وكان الأليق بك ان تنقل كلام بن الجوزى كما هو ولا تنتقى منه ما يدلل على كلامك وهذا ولا بد قد حدث سهوا منك
و أما كلام بن الجوزى فنصه
(وقد ادعى قوم منهم أن هذا السماع قربة إلى الله عز وجل قال أبو طالب المكي: حدثني بعض أشياخنا عن الجنيد أنه قال: تنزل الرحمة على هذه الطائفة في ثلاثة مواطن عند الأكل لأنهم لا يأكلون إلا عن فاقة وعند المذاكرة لأنهم يتجاوزون في مقامات الصديقين وأحوال النبيين وعند السماع لأنهم يسمعون بوجد ويشهدون حقا
قال المصنف رحمه الله: قلت وهذا إن صح عن الجنيد وأحسنا به الظن كان محمولا على ما يسمعونه من القصائد الزهدية فإنها توجب الرقة والبكاء فأما أن تنزل الرحمة عند وصف سعدى وليلى ويحمل ذلك على صفات الباري سبحانه وتعالى فلا يجوز اعتقاد هذا ولو صح أخذ الإشارة من ذلك كانت الإشارة مستغرقة في جنب غلبة الطباع ويدل على ما حملنا الأمر عليه أنه لم يكن ينشد في زمان الجنيد مثل ما ينشد اليوم إلا أن بعض المتأخرين قد حمل كلام الجنيد على كل ما يقال فحدثني أبو جعفر أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب السباك عن شيخنا عبد الوهاب بن المبارك الحافظ قال: كان أبو الوفا الفيروزبادي شيخ رباط الزوزني صديقا لي فكان يقول لي: والله إني لأدعو لك وأذكرك وقت وضع المخدة والقول قال فكان الشيخ عبد الوهاب يتعجب ويقول: أترون هذا
¥