غيرك وتسفه ما عليه شيخه وتقلل من قيمته , فلا يتحملك ولا يتحمل هذه الأقوال عن شيوخه , فيهجر الحق الذي تقوله له , لأنك
تطعن في شيخه , فتنبه.
فعليك بالنصح واللين في العبارة أولا وآخرا , وإبدأ معهم فيما فيه الإتفاق حتى يأمنوا جانبك ويأمنوا دينك فالإنسان عدو ما يجهل.
أما عدم مجالستهم ونصحهم والصلاة خلفهم (طبعا من لم يشرك شركا أكبر منهم)
قال الحسن البصري رحمه الله في الصلاة خلف المبتدع: "صل، وعليه بدعته"
وكذلك:
لا يُتْرَكُ حَقٌ لِباطِلْ
كما قال سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى , وهي قاعدة ذهبية ضعها نصب عينيك عند خلافك معهم -فضلا راجع الفائدة-.
وقد رأيت نتائج ذلك على الناس: فمن هجرهم ولم يخالطهم لم يفد حتى نفسه , بل ترك السلام عليهم , وترك مناصحتهم
والاختلاط معهم وفي ذلك مفاسد لا تخفى فالناس بحاجة إلى العلم ولن يتقبلوه إلا باللين والتراحم.
أما التجريح فيُرَدُّ بشرعنا الحنيف دون شدة ولا غلظة فذكرهم بالغيبة والنميمة , وأن لحوم العلماء مسمومة , وأن كلا يخطئ
ويصيب ولا نبي بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , وتنبه أنت كذلك إلى هذه النقطة فلا تتعصب لشيخ واحد دون غيره
وحاسب كل العلماء بميزان واحد دون تعصب لواحد منهم دون الآخر , فلا تتعصب للألباني رحمه الله شأن معظم إخواننا في هذه
البلاد , واعلم أنه لا معصوم إلا من عصمه الله سبحانه , وأن مسائل الاجتهاد رحبة , فلا تضيق واسعا , ولا تحجر على الناس
فيما يسوغ فيه الاجتهاد.
فبعضهم يبدع من يقنت في الفجر دوما وهذا من الغرائب ولا تجده قارئا إلا كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ
الألباني رحمه الله , وكتاب أحكام الجنائز , ثم تجده صار مجتهدا مطلقا في جميع المسائل.
بل ليتهم يسكتون بدل التبديع والتفسيق بل والتكفير , وخاصة فيما لا يعلمون (وقد كنت منهم حتى هداني الله سبحانه).
ولا أجد سببا لهذا إلا عدم طلبهم للعلم على شيخ فاضل يعلمهم أصول طلب العلم والدعوة.
فائدة: من مشاركة أخينا الفاضل أبو حاتم الشريف جزاه الله خيرا: مسائل وأقوال الإمام أحمد بن حنبل
لا نترك حقاً لباطل!!
سئل عن رجل شق ثيابه أيعزى؟
قال لا يترك حق لباطل قيل ايؤخذ بيده قال خذ
العلل ومعرفة الرجال 2/ 486
قال ابن قدامة:
وقال أحمد أكره التعزية عند القبر إلا لمن لم يعز فيعزى إذا دفن الميت أو قبل أن يدفن
وقال إن شئت أخذت بيد الرجل في التعزية وإن شئت لم تأخذ وإذا رأى الرجل قد شق ثوبه على المصيبة عزاه ولم يترك حقا
لباطل وإن نهاه فحسن
وقال أيضاً:
فصل فإن كان مع الجنازة منكر يراه أو يسمعه فإن قدر على إنكاره وإزالته أزاله وإن لم يقدر على إزالته ففيه وجهان أحدهما
ينكره ويتبعها فيسقط فرضه بالإنكار ولا يترك حقا لباطل
والثاني يرجع لأنه يؤدي إلى استماع محظور ورؤيته مع قدرته على ترك ذلك
وأصل هذا في الغسل فإن فيه روايتين فيخرج في اتباعها وجهان
المغني 2/ 176
عبد الرزاق عن الثوري عن خالد بن دينار قال قال الحسن لا تدع حقا لباطل!
أخوك أبو عمر.
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[23 - 11 - 05, 09:18 م]ـ
فعلاً يا أخي، وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليماً، حيث قال: (ليس الخبر كالمعاينة).
تجد من خالط مذاهب الناس أعرف من غيره في كيفية التعامل الأصوب.
ـ[أبو عبدالكريم الملاح]ــــــــ[24 - 11 - 05, 12:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء أخي أبو عمر وبارك فيك فإنك والله وضعت يدك على الجرح تماماً وقدمت مافيه الخير فجزاك الله خيراً وبارك فيك.
وجزا الله كل من شارك في هذا الموضوع خير الجزاء وبارك فيهم ونفعنا بعلمهم وجمعني الله وإياهم تحت لواء سيد المرسلين.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[26 - 11 - 05, 02:43 م]ـ
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو الأم]ــــــــ[02 - 01 - 06, 09:03 م]ـ
مسألة الرقص والسماع ...
هناك رد جميل للامام ابن حجر الهيتمي مفتي البلد الحرام رحمة الله عليه
اسمه كف الرعا عن منكرات السماع
فصل في المسألة تفصيلا جميلا ...
وهو موجود في قسم المخطوطات
وايضا الامام الشاطبي في الاعتصام في الباب الرابع
في مأخذ على اهل البدع
فليراجع هناك ففيه الفائدة
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[02 - 01 - 06, 09:17 م]ـ
أبو سعيد ابن الإعرابي الصوفي ((من خيرة علماء الحديث في المدينة المنورة القرن الثالث\الرابع الهجري))
أبو نعيم الأصبهاني الصوفي ((صاحب حلية الأولياء افتتح كتابه بالقول أن أول صوفي أبو بكر الصديق؟؟؟))
ابو الفرج ابن الجوزي ((كان مغرماً بهم -- أي بصالحيهم--))
اسماء قليلة شرعت قديماً بحسن نية لهذا الاسم, فهل تلومون عوام الناس, فهل كل الصوفية كـ ابي سعيد الاعرابي وابي نعيم وابن الجوزي ((نصف صوفي+نصف حنبلي))
الصوفية نشأت كمرض وردة فعل لأمراض السيسة والحروب في الأزمنة القديمة, وتقبلتها العقول البدائية.
يحيى ين سعيد القطان: لم نترك ابراهيم بن أبي يحيى ((معتزلي من المدينة-القرن الثاني)) لبدعته, بل لكذبه في الحدث.
أحمد بن حنبل: يرى البدع بعضها دون بعض, فمثلاً بدعة الإرجاء أخف من بدعة القدرية بكثير.
عامة كبار علماء الحديث, كالقطان وأحمد والبخاري وابن حبان: لابأس من الرواية عن المبتدعة -- مالم يتجاوزوا حدود البدعة--فمابالك بمخالطة أهل البدع ماداموا لايدعون لبدعتهم.
مثلاً: الإمام المحدث الثقة الكبير الملقب بالمصحف: اتهم بالإرجاء ولم يحضر سفيان جنازته, ولكن حضرها تلميذه ابو نعيم الفضل بن دكين, رغم أنه يعلم ببدعته ((الإرجاء)) ولكن لم يكن يدعو اليه, مع زهده وكثرة صلواته وصيامه وعابدته, لذا روى عنه الأئمة, حتى لقب بالمُصْحَف,
مايوجد في هذا الزمان من الصوفية تجاوز البدعة الى الشرك وربما الكفر, وكما قيل المسألة فيها تفصيل
الله اعلم وارجو التصويب
¥