تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بحث في إثبات دخول اليهود والنصاري للنار وعدم دخولهم الجنة]

ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 06:54 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هل سيدخل اليهود والنصارى الجنة؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..

يتجلّى الجواب ببيان الأصول العقدية التالية:

الأصل الأول: دين الأنبياء جميعاً واحد وهو الاسلام من آدم عليه السلام وإلى محمد صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى:" إن الدين عند الله الاسلام " وقال سبحانه " ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ".

فنوح يقول لقومه " وأمرت أن أكون من المسلمين "، والاسلام هو الدين الذي أمر الله به أبا الأنبياء إبراهيم " إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين " ويوصي كل من إبراهيم ويعقوب أبناءه قائلاً " فلا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون " وأبناء يعقوب يجيبون أباهم " نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون " وموسى يقول لقومه " يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين "والحواريون يقولون لعيسى " آمنا واشهد بأنا مسلمون "وحين سمع فريق من أهل الكتاب القرآن " قالوا آمنا به إنه الحقّ من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ".

فهذا هو الاسلام العام الذي يتناول أسلام كل أمة متبعة لنبي من أنبياء الله الذي بعث فيهم، فيكونون مسلمين حنفاء على ملة إبراهيم بعبادتهم لله وحده واتباعهم لشريعة من بعثه الله فيهم، فأهل التوراة قبل النسخ والتبديل مسلمون حنفاء على ملة إبراهيم، فهم على دين الإسلام قال تعالى " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون "، ثم بعث الله نبيه عيسى عليه السلام فإن مَن آمن مِن أهل التوراة بعيسى واتبعه فيما جاء به فهو مسلم حنيف على ملة إبراهيم، ومن كذّب منهم بعيسى عليه السلام فهو كافر لا يوصف بالاسلام، قال تعالى " إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتّبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة "، ثم لما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم وهو خاتمهم وشريعته خاتمة الشرائع ورسالته خاتمة الرسالات وهي عامة لأهل الأرض، وجب على أهل الكتابين وغيرهم اتباع شريعته وما بعثه الله به لا غير، فمن لم يتبعه فهو كافر لا يوصف بالاسلام ولا أنه حنيف ولا أنه على ملة إبراهيم، ولا ينفعه ما يتمسك به من يهودية أو نصرانية ولا يقبله الله منه، فبقي اسم الاسلام عند الاطلاق منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم حتى يرث الله الأرض ومن عليها مختصاً بمن يتبعه لا غير. وهذا هو الاسلام الخاص الذي لا يجوز اطلاقه على دين سواه، فكيف وما سواه دائر بين التحريف والنسخ؟ قال تعالى " يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيراً لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيماً "، وقال تعالى " قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون " وقال تعالى " إنّ الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شرّ البريّة ".

الأصل الثاني: أن التوحيد الذي دعت إليه الرسل ونزلت به الكتب ليس هو مجرد الاقرار بوجود الله سبحانه وأنه الخالق لهذا العالم وإنما هو عبادة الله وحده لا شريك له، فإن المشركين من العرب كانوا يقرون بأن خالق السماوات والأرض واحد كما أخبر تعالى عنهم بقوله " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولنّ الله " وقال سبحانه " قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبّر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون " وقال سبحانه " قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعاً وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم مشركون " وقال سبحانه " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " قال الامام الطبري في تفسيره {حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال: سمعت ابن زيد يقول " وما يؤمن أكثرهم بالله .. "الآية قال: ليس أحد يعبد مع الله غيره إلا وهو مؤمن بالله، ويعرف أن الله ربه وأن الله خالقه ورازقه، وهو يشرك به .. }.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير