وقال صلى الله عليه وسلم {أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي ... وكان النبيّ يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة} متفق عليه، وقال عليه الصلاة والسلام " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار} رواه مسلم.
وقد ختم الله عز وجل به الأنبياء والرسل فلا نبيّ ولا رسول بعده، قال تعالى " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ".
وقال صلى الله عليه وسلم {إن لي أسماء: أنا محمد وأنا أحمد ... وأنا العاقب الذي ليس بعده نبيّ} متفق عليه، وقال عليه الصلاة والسلام {وأرسلت إالى الخلق كافة وختم بي النبيون .. } رواه مسلم، وقال عليه الصلاة والسلام {سيكون من أمتي كذّابون ثلاثون كلّهم يزعم أنه نبيّ وأنا خاتم النبيين لا نبيّ بعدي} رواه أبو داود وصححه الألباني.
فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد صلى الله عليه وسلم ولو كان أحد من أنبياء الله ورسله حيّاً لما وسعه إلا اتباعه صلى الله عليه وسلم وأنه لا يسع أتباعهم إلا ذلك كما قال الله تعالى " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين "، وقال الله تعالى " الذين يتبعون الرسول النبيّ الأميّ الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ". ونبيّ الله عيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعاً لمحمد صلى الله عليه وسلم وحاكماً بشريعته.
- من نواقض هذا الأصل لدى اليهود والنصارى:
- نسبة القبائح والكبائر إلى الأنبياء والرسل كصناعة الأصنام والردة والزنا وشرب الخمر والسرقة ... كما مضى شيء من ذلك في الأصل السابق، فمن نسب أي قبيحة من تلك القبائح ونحوها إلى أي نبيّ أو رسول فهو كافر مخلد في النار، مثل كفره بالله وجحده له.
- ومن نواقض هذا الأصل عدم الايمان بعموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع أهل الأرض عربهم وعجمهم ولإنسهم وجنهم.
قال الامام الشافعي - رحمه الله -: (والاقرار بالايمان وجهان، فمن كان من أهل الأوثان ومن لا دين له يدّعي أنه دين نبوة وكتاب، فإذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فقد أقرّ بالايمان ومتى رجع عنه قتل.
ومن كان على دين اليهودية والنصرانية فهؤلاء يدّعون دين موسى وعيسى – صلوات الله وسلامه عليهما – وقد بدّلوا منه، وقد أخذ عليهم فيهما الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فكفروا بترك الايمان به واتباع دينه، مع ما كفروا به من الكذب على الله قبله.
فقد قيل لي: إن فيهم من هو مقيم على دينه، يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ويقول: لم يبعث إلينا. فإن كان فيهم أحد هكذا فقال أحد منهم: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. لم يكن هذا مستكمل الاقرار بالايمان حتى يقول: وأن دين محمد حق أو فرض، وأبرأ مما خالف دين محمد صلى الله عليه وسلم أو خالف دين الاسلام. فإذا قال هذا فقد استكمل الاقرار بالايمان، فإذا رجع عنه استتيب فإن تاب وإلا قتل) الأم 6/ 158.
مما يؤخذ من قول الامام الشافعي:
1 - كفر اليهود والنصارى لعدم إيمانهم بحمد صلى الله عليه وسلم.
2 - أنهم كفروا بكذبهم على الله قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم – يعني من كفر منهم -.
3 - من أقر بالشهادتين مع ادّعاء أن محمداً صلى الله عليه وسلم بعث إلى العرب خاصة فلا ينفعه هذا الاقرار حتى يشهد أن دين محمد صلى الله عليه وسلم فرض وأن يبرأ من كل دين يخالف الاسلام.
وننبه هنا للفائدة: أن من صدّق أحد أدعياء النبوة مع شهادته للرسول صلى الله عليه وسلم بالنبوة فهو كافر بنص الكتاب والسنة والاجماع، كالأحمدية القاديانية والبهائية ..
والخلاصة: أن اليهود والنصارى اليوم كفار لعدة أمور منها: اشراكهم بالله، كفرهم ببعض الكتب واتباعهم لكتب دائرة بين التحريف والنسخ، الكفر ببعض الرسل ونسبة القبائح للرسل، لذا حكم الله عليهم بالخلود في النار " إنّ الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شرّ البريّة " [البينة 6].
تنبيهات ...
¥