تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ميلاد المسيح بين الانجيل والقران]

ـ[أبو أحمد عبد المقصود]ــــــــ[11 - 11 - 06, 12:44 م]ـ

هل ولد المسيح حقا في فصل الشتاء في 25 ديسمبر كما يقول النصارى الغربيون وفي يناير كما يقول النصارى الشرقيون

ورد في انجيل لوقا حكاية عن ميلاد المسيح عليه السلام: وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب حولهم فخافوا خوفا عظيما فقال لهم الملاك:لاتخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب إنه ولد لكم اليوم في مدينة داوود مخلص هو المسيح (انجيل لوقا –اصحاح 2 عدد 8 - 9 - 10 - 11)

ومعنى ذلك أن يكون الميلاد في وقت يكون الرعى فيه ممكنا في الحقول القريبة من بيت لحم المدينة التي ولد فيها المسيح عليه السلام وهذا الوقت يستحيل أن يكون في الشتاء لأنه فصل تنخفض فيه درجة الحرارة وخصوصا بالليل بل وتغطي الثلوج تلال أرض فلسطين وجعل عيد الميلاد للسيد المسيح في فصل الشتاء لاأساس له اذا بل هو من مخترعات الوضاع يجعله في فصل فصل الشتاء وفي هذه التواريخ المذكورة انفا.

ولندلل على ذلك بالاتي:

1 - يقول الاسقف بارنز: غالبا لايوجد أساس للعقيدة القائلة بأن يوم 25 ديسمبر كان بالفعل ميلاد المسيح واذا ما كان في مقدورنا أن نضع موضع الايمان قصة لوقا عن الميلاد مع ترقب الرعاة بالليل في الحقول قريبا من بيت لحم فإن ميلاد المسيح لم يكن ليحدث في الشتاء حينما تنخفض درجة الحرارة ليلا وتغطي الثلوج تلال أرض اليهودية ويبدو أن عيد ميلادنا قد اتفق عليه بعد جدل كثير ومناقشات طويلة حوالي عام 300 بعد الميلاد (كتاب ظهور المسيحية للاسقف بارنز)

2 - وهذا الرأي الذي ذهب إليه الأسقف بارنز قد استمده الذين كتبوا بيانات عن عيد الميلاد في دائرة المعارف البريطانية ودائرة معارف شاميرز فقد ورد في الطبعة الخامسة عشر ة من المجلد الخامس في الصفحة 642 - 643 أ من دائرة المعارف البريطانية مايلي: لم يقنع أحد مطلقا بتعين يوم أو سنة لميلاد المسيح – ولكن صمم أباء الكنيسة في عام 340 بعد الميلاد على تحديد تاريخ للاحتفال بالعيد – اختاروا بحكمة يوم الانقلاب الشمسي في الشتاء الذي استقر في أذهان الناس وكان أعظم أعيادهم أهمية ونظرا الى التغيرات التي حدثت في التقاويم تغير وقت الانقلاب الشمسي وتاريخ عيد الميلاد بأيام قليلة

3 - ورد في دائرة معاف شاميرز الاتي: كان الناس في كثير من البلاد يعتبرون الانقلاب الشمسي في الشتاء يوم ميلاد الشمس –وفي روما كان يوم25 ديسمبر يحتفل فيه بعيد وثني قومي - ولم تستطع الكنيسة أن تلغي هذا العيد - بل باركته كعيد قومي لشمس البر.

4 - يقول بيك من علماء تفسير الكتاب المقدس: لم يكن ميقات ولادة المسيح شهر ديسمبر على الاطلاق فعيد الميلاد عندنا قد بدأ التعارف عليه أخيرا في الغرب (تفسير الكتاب المقدس للدكتور بيك ص 727)

5 - هناك دليل تاريخي ثابت موثوق به يوضح أن المسيح ولد في شهر أغسطس أو سبتمبر فقد كتب الدكتور جون د. أفيز في كتابه (قاموس الكتاب المقدس) تحت كلمة سنة أن البلح ينضج في الشهر اليهودي أيلول كما ورد في صفحة 117 من كتاب تفسير الكتاب المقدس لبيك العبارة الاتية: (إن شهر أيلول يطابق عندنا شهر أغسطس وسبتمبر)

النتائج التي تستخلص مما تقدم:

1 - ونخلص من كل ذلك طبقا للبحوث السابقة التي أجريت حاليا على أصول المسيحية أن المسيح لم يولد في ديسمبر أو يناير ولكن في أغسطس أو سبتمبر ويكون حمل السيدة مريم لم يبدأ في مارس أو ابريل كما يريد مؤرخو الكنيسة أن يلزموا الناس باعتقاده بل بدأ حملها في نوفمبر أو ديسمبر

2 - إن القران الكريم يستخلص من تفسيره أن المسيح مولود في أغسطس أو سبتمبر وهذا يتفق مع الحقائق التاريخية ومع رواية إنجيل لوقا وان كان ذلك دون قصد وأنه يظهر مما حكاه القران عن السيدة مريم أنها كانت ترقد عند ولادتها في سقيفة على مكان مرتفع من التل حيث تقف نخلة على منحدر منه وكان من الميسور لها أن تصل إلى جذعها وتهزه وكثرة النخيل في بيت لحم واضحة في الكتاب المقدس في الاصحاح الاول من سفر القضاة وكذلك قاموس الكتاب المقدس الؤلف بمعرفة الدكتورجونريفنز. كما أن حقيقة إرشادالسيدة مريم إلى نبع كما ورد في القران الكريم لتشرب منه تشير إلى أن ميلاد المسيح قد حدث فعلا في شهر أغسطس أو سبتمبر وليس في ديسمبر حيث يكون الجو باردا كالثلج في كورة اليهودية وحيث لارطب فوق النخيل حتى تهز جذع النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا قال تعالى:

(فناداها من تحتها الاتخافي ولاتحزني قدجعل ربك تحتك سريا) (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا. فكلي واشربي وقري عينا) والمعنى أنه جعل قربها جدولا صغيرا كان قد انقطع ماؤه ثم جرى وامتلأ وسمي سريا لأن الماء يسري فيه وأنه في إمكانها أن تتناول من الرطب الصالحة للاجتناء إذا أرادت أن تأكل وأذا أرادت أن تشرب أمكنها ذلك من جدول الماء الذي كان يسري بجانبها

نقلا عن كتاب النصرانية و الإسلام المستشار محمد عزت الطهطاوي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير