تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهو بفعله هذا يتشفى من أناس برأهم الله مما يقول ويزعم ويفتري، ويظن - جهلا - أن ما حصل له عند إنزال التعليقات في المنتدى - والتي أصابت منه مقتلا - كان بسبب المالكية، ويحسب أني أتكلم باسمهم، وما درى أنهم في غفلة عنه وعن إفكه هذا، ولسان حالهم يترنم قائلا:

ولقد أمر على اللئيم يسبني - - فمضيت ثمت قلت لا يعنيني

وإنما هو أمر رأيته فاجتهدت أن أبين عجره وبجره، ففعلت بتوفيق الله، فكان - حقا - عليه والحالة هذه أن يدع الناس في حالهم، ويتكلم معي - إن كان عنده شئ من العلم - ولكن ...

فاسمع آخر عواقره، قال - وقد بلغ منه الحنق مبلغا عظيما -:

(وسيأتي في ترجمة الإمام الشافعي كيف نكّل المالكية به بسبب هذا.

إذ أنه لما ألف الإمام الشافعي كتاباً يرد به على الإمام مالك وفقهه، فغضب منه المالكيون المصريون بسبب الكتاب وأخذوا يحاربون الشافعي، وتعرض للشتم القبيح المنكَر من عوامهم، والدعاء عليه من علمائهم. يقول الكندي في "القضاة" (ص428): «لما دخل الشافعي مصر، كان ابن المنكدر يصيح خلفه: "دخلتَ هذه البلدة وأمرنا واحد، ففرّقت بيننا وألقيت بيننا الشر. فرّقَ الله بين روحك وجسمك"». وهذا فيه تحريض مبطّن لعوام المالكية لاغتيال الإمام الشافعي وتصفيته جسدياً. بل كان فقيههم "فتيان" يدخل المسجد ويشتم الشافعي بأقذع الشتائم أمام طلابه، والإمام الشافعي يتابع درسه ولا يجيبه. وقد قال الإمام موضحاً السبب لتلاميذه:

إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَةً * وَما العَيبُ إِلّا أَن أَكونَ مُسابِبُه

وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً * لَمَكَنتُها مِن كُلِّ نَذلٍ تُحارِبُه

وقال كذلك:

إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ * فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ

فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنهُ * وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً يَموتُ

واصطدم الإمام الشافعي كذلك بأحد تلاميذ مالك المقربين ممن ساهم بنشر مذهبه في مصر، وهو أشهب بن عبد العزيز. وكان أشهب –لشدة حقده على الإمام الشافعي– يدعو عليه في سجوده بالموت! ثم قام المالكية بضرب الإمام الشافعي ضرباً عنيفاً بالهراوات حتى تسبب هذا بقتله –رحمه الله–. وقد اشتهر المالكية عبر التاريخ بتصفية خصومهم بالقوة. فالإمام مالك تكلم في قاضي المدينة سعد لأنه وعظه. وأخرج ابن إسحاق (قال مالك: "نحن أخرجناه من المدينة") وكذبه لأنه اتبع شيخه الزهري في نسب مالك. وقد مر طعنه في الإمامين أبي حنيفة والأوزاعي. وانسحب هذا على أتباعه المالكية. وقد مر معنا كيف قضوا على مذهب إمام مصر الليث بن سعد. وفعلوا ما فعلوا بالإمام الشافعي. وضيعوا مذهب الإمام الأوزاعي بالأندلس. ولما طالبهم ابن حزم بالأدلة "كاعوا" (بإقرار أحد متعصبيهم) وعجزوا عن الحوار، لكنهم استعملوا السوط والسندان، وقاموا بإحراق كتبه .... ).

وغدا سيعلم الأحباب كيف يتكلم الكبار بعد أن سمعوا كلام الأصاغر.

وآسف لنقل هذا الضلال، ولكن حتى يعلم الجميع إلى أي مبلغ وصل حال صاحب المقال المفيد!!

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 02:38 ص]ـ

قالت كليلة: ألم يمت الكوثري؟

فقالت دمنة: ألم تسمعي لقول صاحبنا: إن الفكرة لا تموت بموت أصحابها.

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[23 - 02 - 06, 08:03 م]ـ

###

وبعدُ ففي ما تقدم ذكره بعضُ بيان لمنهج أهل العلم في التعامل مع مثل ما ينقله صاحب المقال فإن نفعه الله به فبها ونعمت، وإلا فما عليّ من سبيل، وأعود للحديث عن مفردات ما أورده من باطل، وهي قسمان:

القسم الأول: أشياء اخترعها من خياله – فالله حسيبه عليها – لا أصل لها في كتب أهل العلم، وهو مطالب بإثباتها، فإن لم يفعل فالحكم عليه متروك لأهل الحديث:

الأولي قوله: وقد اشتهر المالكية عبر التاريخ بتصفية خصومهم بالقوة.

الثانية: فالإمام مالك تكلم في قاضي المدينة سعد لأنه وعظه. فليأتنا بنص من كتب التراجم أن الإمام تكلم في سعد بن إبراهيم قاضي المدينة. ولن يجد أكثر من أن الإمام لم يرو عنه.

الثالثة: وقد مر معنا كيف قضوا على مذهب إمام مصر الليث بن سعد. وهذا لم يمر في مقاله أصلا إلا دعوى مجردة كما هنا، وما قاله أحد يعتد به من أهل العلم.

الرابعة: وضيعوا مذهب الإمام الأوزاعي بالأندلس. فمن ذكر مثل هذا من أهل العلم؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير