تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد ذكرت له هناك أن الكوثري قد كتب مقالة بعنوان [رد أسطورة في سبب وفاة الإمام الشافعي – رضي الله عنه -] يجدها في مقالاته 570 - 574 ومما جاء فيها: (وكل تلك الأقاصيص أساطير ملفقة لا أصل لها، وإن شوه بها بعض المؤلفين كتبهم، ومما يؤسف له كثرة اختلاق روايات في صدد التحزب لهذه الطائفة من الفقهاء وتخليدها في الكتب بدون أسانيد من أناس متطفلين على الفقه، إلى أن يبلغ الأمر ببعضهم إلى عزو صنوف من الاعتداء إلى علماء أبرياء، وما ذلك منهم إلاّ من رقة الدين وضعف اليقين). هذا قوله – رحمه الله – أما فعله فشئ آخر، أليس هذا – التنافر بين القول والفعل - من أوجه الشبه بين الكوثري وصاحب المقال؟

ثم فرع صاحب المقال على هذا النص الذي ذكره من مخيلته قوله: وقد اشتهر المالكية عبر التاريخ بتصفية خصومهم بالقوة.

فالله سائله على ذلك، فليعد للسؤال جوابا، وللبلاء جلبابا.

الرابعة: قوله: وقد مر طعنه في الإمامين أبي حنيفة والأوزاعي.

قلت: أما كلام الإمام في أبي حنيفة – رحمه الله – فقد ذكر في مقاله شيئا منه، و لبعض المالكية كلام في هذا ذكره عنهم الكوثري في تأنيبه، فكان حق صاحب المقال أن يقف عنده ولا يتجاوزه، ولكن غلبت عليه رغبته في إثارة الفتن والتشغيب على الإمام، فالله حسيبه، وهذا إن صح عن الإمام مالك فهو إمام مجتهد، فإن أصاب أُجر مرتين، وإن أخطأ فله أجر واحد، والعمد مدفوع عنه بأدلة لا يفقهها صاحب المقال.

وأما الإمام الأوزاعي فما علمت إلا ثناء الإمام عليه، وما ذكر صاحب المقال حرفا في مقاله من كلام مالك على الأوزاعي الذي يدعيه، فأين هو؟ أم أنه أصبح يتخيل ما لا وجود له؟ أم يتمنى وجوده وهو غير موجود؟!! فليذكره إن كان.

الخامسة: وأما أمر ابن حزم - رحمه الله - مفخرة الأندلس وعالمها، فكيف يبكيه صاحب المقال وهو القائل في حقه في موقعه الخاص - ظلما وجهلا وعدوانا -: (وقد بلغ الجمود الفكري والظاهرية الشديدة وتحريم القياس عند ابن حزم إلى أنه أنكر الواضحات، وصار يأخذ بالأقوال الشاذة والغريبة المخالفة للإجماع).

والقائل عنه: (وكان ابن حزم يظن أنه بحدة لسانه سيسكت خصومه. ولكن انقلب السحر على الساحر، وتسبب له ذلك بإحراق كتبه وطرده من منصبه وقلة رواج أفكاره، حتى لا نجد له أتباعاً إلا من بعض الطلبة الذين يتعلمون الحديث قبل أن يتعلمون الفقه وأصوله ..... وقد حَذّرَ جماعةٌ من المشايخِ والمؤدّبين من أن يقرأ المبتدئُ في مؤلّفاتِ ابن حزمٍ لا سيّما "المُحَلّى". وهي منهم نصيحةٌ في مَحلّها. فإنّ الأدبَ مع أهل العلمِ يقتضي ذلك. فإذا ما أتقنَ الطالبُ التأدّبَ مع أهلِ العلمِ، فلا حَرجَ حينئذٍ من الاستفادة من ذلك الكتاب، على حَذَرٍ من شُذوذاتٍ وغرائبَ وَقَعَ فيها أبو محمّد رحمه الله).

http://www.ibnamin.com/Manhaj/ibn_hazm.htm

ويقول في هذا الرابط في الملتقى أكثر من هذا عن ابن حزم – رحمه الله – والظاهرية:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21936&highlig

أما كان الأولى له أن يترحم على الأندلسيين – لو كان الحال على ما يذكره عن ابن حزم - بدل أن يعيبهم باستعمال السوط والسندان؟!! ولكن كل ذلك لم يكن، وما فعله بعض الرعاع لمصنفات ابن حزم وقع مثله من بعض جهلة الظاهرية لكتب المالكية عموما، بل وقع هذا أيضا لمن يصفهصاحب المقال (بأحد متعصبيهم) حيث تسور عليه بعض الأغمار جدار بيته، ووقع غيره لغيرهم في شتى بقاع الأرض، فكان ماذا؟

السادسة: قوله: (يقول الإمام الذهبي في كتابه الشهير "زغل العلم": «الفقهاء المالكية على خير واتباع وفضل، إن سلم قضاتهم ومفتوهم من التسرع في الدماء والتكفير! فإن الحاكم والمفتي يتعين عليه أن يراقب الله تعالى ويتأنى في الحكم بالتقليد ولا سيما في إراقة الدماء).

قلت: هذه من مسائل الاجتهاد وكل عالم ينظر لها من خلال قواعد مذهبه وأصول الاجتهاد عنده، ولو ذهبنا نبحث في تفصيل ذلك لوجدنا بعض الخلل في هذا عند الجميع، وليس المالكية بدعا في هذا.

وكلام الإمام الذهبي نصح مقبول، أسأل الله أن يوفق كل العلماء للعمل به – وإن كان اليوم في أغلب أرض الإسلام لا قضاة ولا مفتين وإنما هي القوانين الوضعية -.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير