تَزْكِيَةُ النَفْسِ بِمَا فِي سُورَةِ ((يُوسُف)) مِنَ الفَرَحِ وَ البُؤسِ \الاية الخا
ـ[علي سليم]ــــــــ[16 - 11 - 06, 12:11 م]ـ
تَزْكِيَةُ النَفْسِ بِمَا فِي سُورَةِ ((يُوسُف)) مِنَ الفَرَحِ وَ البُؤسِ \الاية الخامسة\
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد آن محمدا عبده ورسوله.
} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ {
} يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا {
} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا {
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
اما بعد:
قال تعالى (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)
و هذا بعد ان قصّ الولد رؤياه على والده فقال (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)
و بين الرؤيا و قصّها ليس هناك تعبيرا و تفسيرا لها غيرالنصح و الارشاد!!!
و هذا مما يدلنا ان الرؤيا الحقة الصالحة الصادقة ستقع لا محالة و الاّ لما كانت الرؤيا اصلا ....
و هي على رجل طائر فان عبرت وقعت كما صحّ عنه صلى الله عليه و سلم ...
و الجمع بين هذا و تلك باستنباط رأيته فان كان صوابا فمن الله تعالى و الاّ فهو مني و من الشيطان و الله منه براء ....
ارى تأويلها يأتي عاجلا ان وقع التعبير و الا فسيأتي آجلا لا محالة ....
فرؤيا يوسف و هو صبيّ يلعب و تأويلها و هو في بيت الوزارة ينعم ... (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا .... )
فلم يدرك آنذاك يوسف و هو غلام انها رؤيا صادقة الا بعد موافقتها على نحو ما رآه ليلا ....
بينما ادرك الوالد المعبّر يعقوب عليه السلام انها رؤيا صادقة بدليل قوله (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)
و ارجأ تعبيرها لنفسه خشية كيد الاخوة و وسواس الشيطان و لذا كان طول المدة التي قضاها يعقوب عليه السلام ينتظر رؤيا ابنه و تأويلها و لم ييئس من ضياع يوسف فكان قوله (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)
و اكّد ذلك في قوله لهم (فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96)
و قبل المضيّ قدما مع نصائح يعقوب لابنه عليهما السلام استوقفني كلاما تغنّى به رئيس مجلس النواب الشيعي اثناء حديثه من طهران حيث اعتبر الشمس و القمر بعد ان تلا قوله تعالى منقوص الاطراف ..... أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ..... اعتبرهما سوريا و ايران .....
و يا ليت شعري هل كان ( ... أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ... ) هم الائمة المعصومون باستثناء العسكري المنتظر ليكون العدد صحيحا ( ... أَحَدَ عَشَرَ ... )!!!
فان كان ذلك كذلك فليزم على كلا الدولتين السجود ليوسف عليه السلام .... و السجود ليوسف هو اعمال شريعته من توحيد و اعتقاد ....
فاما اولاهما الفارسية سجدت ليوسف عليه السلام بقذف عائشة رضي الله عنها بل بقذف كلام رب السماء و طمس ما هو معلوم من الدين بالضرورة ....
سجدت و اطمئنت و الاطمئانية ركن في السجود و لكنه يفتقر الى الخشوع!!!!
سجدت ليوسف ظنا منها انه يوسف النبيّ و كان حالها كحال اليهود مع مسيح الضلالة ....
و سجدت الاخرى على ينابيع الدماء الطاهرة في شمال لبنان ... على دماء الحبالى و بقر بطونهم!!! دماء الشيوخ و قطع رؤوسهم!!!
فقال صلى الله عليه و سلم (لا تلعنوا الريح فانها مأمورة) و كذلك الشمس و القمر يجريان لمستقر لهما .... و تشبيهما بما يفعله المخلوق هو الكفر بعينه حيث الشمس و القمر لا خيار لهما غير (آينا طائعين) بيد المخلوق غير هذا فهو مخيّر ....
و اعتبار تخييره هو اختيار الله له اختيار الرضى و المحبة و التبريك لهو عين الزندقة!!!
و لم يتركوا لهذه الاية آية الاحد عشر كوكبا الا و امانيّ القوم تشتهيها كل عند مضجعه ... فكما ان الساسة تلفظت بها كذلك اهل الجنون بقميص الفنّ و الفنون انشدوها على وتر و عود ...
فقام المدعو (مرسال خليفة) المغني اللبناني باقتباس هذه الاية الكريمة ليصحبها معه الى المسرح لتكون اغنية من تلحينه و ترنيمه ....
عجزوا على ان يأتوا بمثله .... بعشر سور .... بسورة .... و باتت جوارحهم شاهدة على عجزهم فامتثلوه في كلامهم ... في صنعتهم ...... في حوارهم ....
انه القرآن و المعجزة الخالدة .........
يتبع ان شاء الله ........