خُلاصَة الحِوار مَع مَنْ يَسْتَغِث بِمَا دُوُن الرَّحمَن.
ـ[فهَّاد]ــــــــ[30 - 12 - 05, 02:49 م]ـ
السلام عليكم ,,
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد النبي الأمي الأمين، وعلى آله وصحبه الميامين، وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. الحمد لله الذي أحق الحق وأبطل الباطل.
هذا مخلص لبعض ردودي في حواري مع بعض القبورية نسأل الله السلامة.
في مسألة الاستغاثة بالموتى.
وقد جمعتها لعل الله ينفع بها من يحاور أهل الضلال في هذه المسألة.
وقد حاولت أن أذكر فيها أدلة المخالفين وتفنيدها.
وذكر بعض المسائل المتعلقة بها كسماع الموتى , وحياة الأنبياء في قبورهم. وبعض أقوال أشياخ القبورية في الاستغاثة.
راجياً من الله سبحانه وتعالى القبول.
أقول:
تلاحظون إخواني في الله في حواري مع الزميلة أنه يكون استدلالي بالقرآن والسنة النبوية الصحيحة , بعكسها التي تعتمد على الضعيف والتقليد الأعمى لأشياخها ولو أدى ذلك إلى رد المحكم من الآيات والصحيح من السنة , وفهم الصحابة وكأنها تجهل أن ما تقوم به يسمى تقليد أعمى لأشياخها وأعلم أخي القارئ الكريم.
أن (المقلد) يساوي عند العلماء: الجاهل، ولذلك نصوا على أنه لا يجوز أن يولى القضاء! بل قال بعض أئمة الحنفية المتقدمين، وهو العلامة أبي جعفر الطحاوي: (لا يقلد إلا عصبي أو غبي)!
فما حيلتي مع من أدعوها إلى الكتاب والسنة لتنجوا بذلك من العصبية المذهبية، والغباوة الحيوانية، فتأبى علي إلا أن تستتر على عصبيتها وغباوتها! وليس هذا فقط، بل وتدعوني والناس جميعاً إلى أن نقلدها لنصير ضالين أغبياء مثلها!! وهنا أتذكر أن من السنة أن يقول المعافى إذا رأى مبتلى: (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً)! ومما لا شك فيه أن المبتلى في دينه، أخطر من المبتلى في بدنه!
واعلم أيها القارئ الكريم إن ما ألزمنا به المقلد من الجهل والغباوة لازم له، إلا إذا استجاب لقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}.
وها نحن متنازعون وقد رددنا ذلك إلى القرآن وما صح من السنة فرأينا ولله الحمد والمنة أن الحق أبلج.
انظر أخي القارئ الكريم: إلى دعوتي ودعوتها.
فأنا أدعوها لقول: [يا الله] , وهي تدعوني لقول: [يا فلان].
بالله عليك من من القولين الأقرب إلى الله والأحب إليه.
إضافة مهمة:
يحتج الصوفية بالأدلة التي نأتي بها لتبيان حكم الداعي والمستغيث بغير الله بأنها خاصة بكفار قريش الذين ينكرون وجود الله وهذا مردود:
لأنه معلوم أن كفار قريش يؤمنون بوجود الله وما هذه الأصنام إلا شفعاء ووسطاء لله سبحانه.
فقال تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولون خلقهن العزيز العليم} " الزخرف 78"
وقال: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله} يونس 31"
{قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون} ثم قال: {قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون} " المؤمنون 23"
وقال قوم عاد لأنبيائهم: {لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون} فصلت 14" فأثبتوا لله الربوبية مع أنهم مشركون.
وقال قوم يس: {ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء} فلم يجهلوا أن الرحمن من أسماء الله الحسنى.
وهذا إبليس يقول: {رب أنظرني إلى يوم يبعثون} وقال: {رب بما أغويتني} " الحجر 15" بل شهد لله بالعزة قائلا {فبعزتك لأغوينهم أجمعين}.
وهاهو صاحب الجنة يشهد بربوبية الله قائلاً: {ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً} فلما أحيط بثمره قال: {ياليتني لم أشرك بربي أحد} فشهد على نفسه بأنه مشرك بالرغم من شهادته لله بالربوبية.
وقال تعالى: {ذلكم الله ربكم فاعبدوه} وهذا خطاب عام للمؤمنين والكافرين يثبت لنفسه بالربوبية عليهم جميعاً.
¥