ألم تسمعي قول الحق في ذلك: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون}.
وقول الحق: {قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولن لله قل أفلا تسحرون}.
فأي مشروعية في ذلك هداك الله لكل خير.
فالرسول محمد لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا , ونحن مأمورون بالأيمان بذلك فقد قال الحق: {قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشدا}. {قل إني لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله}. هذا وهو حي كيف به وهو ميت؟!
فكيف تطلبين منه ما لا يملك لنفسه.
بل هذا شرك نسأل الله السلامة ألم تسمعي قول الحق سبحانه: {إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين}.
والنبي الذي هو أفضل من الأئمة بشر مثلنا {قل إنما أنا بشر مثلكم} فالنهي عام عن دعاء جميع العباد وتخصيص الدعاء بالمعبود وحده.
وقد احتجت علينا الزميلة بأنه لا يصح الاحتجاج بالآيات التي نزلت في المشركين علينا.
فأجبيها بهذا الحديث الشريف:
عن أبى واقد الليثى قال: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين، و نحن حدثاء عهد بكفر و للمشركين سدرة يعكفون عندها و ينوطون بها أسلحتهم، يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات انواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الله أكبر إنها السنن قلتم و الذى نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ((اجعل لنا إلها كما لهم ءالهة قال أنكم تجهلون)) 0 رواه الترمذى و صححه باب ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم و أحمد 5/ 218
و في هذا دليل على أن كل ما ذم الله به اليهود و النصارى في القرآن أنه لنا. و جواز الاستدلال بالآيات التي نزلت في الكفار و إلزام المسلمين بها إن هم فعلوا فعلهم و تابعوهم في سننهم.
وبهذا يتضح جواز وصحة الاحتجاج بالآيات الذامة للمشركين بمن عمل عملهم من أصحاب القبلة , الجهال , فما بالنا بالمشركين المصرين على شركهم بعد ما أتتهم الحجة.
وبهذا يتضح أن دعاء واستغاثة غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الحق شرك نسأل الله السلامة , ولو كان المدعو المستغيث بالرسول محمد.
فقد قال الحق: {قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين}.
و قول الحق: {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون}. وهذه مطلقة لكل من هو دون الله ومعلوم أن الرسول دون الله.
أدعوك لتفكر في قول الحق: {أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا}.
نسأل الله السلامة.
أنظر إلى قول الحق: {قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار}.
فقد بين الله أنهم لا يملكون لأنفسهم نفع ولا ضر , كما بين ذلك في حال حبيبه محمد.
اسمعي لهذه الآية الصريحة في حرمة دعاء والاستغاثة بما لا يملك النفع والضر , كحال المصطفى محمد بن عبد الله , قال الحق: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين}. هل تريدين أ تكوني من الظالمين , ومعلوم أن معنى الظالمين هو الشرك , فقد بينه الحق في قوله: {إن الشرك لظلم عظيم}.
وتعرج الزميلة إلى قولها بأنها تعجب ممن يحرمون الاستغاثة في مماته ويبيحونها في حياته. فهل زالت مرتبة الرسول عندكم بعد موته.
أجيب:
إن الاستغاثة بالرسول في ما يقدر عليه في حال حياته و سماعه هذا أمر مشروع وقد بيناه سالفاً كاستغاثة الغريق برجل يعرف السباحة في حال وجوده وسماعه.
لا كما عند الصوفية نسأل الله السلامة.
بأن الشيخ محمد صديق وقع في البحر ولم يعرف السباحة فكاد إن يغرق فناداه _ أي عبد القادر _ مستغيثاً به فحضر وأخذ بيده وأنقذه.
¥