وحكى في نفس الصفحة أنه كان جالساً يوماً مع أصحابه في رباطه إذ ابتلت يده الشريفة وكمه إلى إبطه فعجبوا من ذلك وسألوه عنه فقال رضي الله عنه: استغاث بي رجل من المريدين تاجرا كان راكبا في سفينة وقد كادت إن تغرق فخلصتها من الغرق فابتل لذلك كمي ويدي فوصل هذا التاجر بعد مدة وحدث بهذا كما اخبر الشيخ " المواهب السرمدية في مناقب النقشبندية. محمد الكردي ص210.
أما بعد موته فقد أنقطع عن الدنيا وألتحق بالرفيق الأعلى فكيف لنا أن ندعوه.
أما مرتبة الرسول فهو ذوحرمة حي كان أم ميت بعكس أشياخكم الأشاعرة نسأل الله السلامة.
اسمعي ماذا يقولون في الحبيب المصطفى.
وطعن الأشاعرة في نبوة خاتم النبيين حكاه أهل العلم كابن حزم وأبي الوليد الباجي بل ونقاد الجرح والتعديل كالحافظ الذهبي وهو قول كبيرهم أبي بكر بن فورك (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولاً في حياته فقط , وأن روحه قد بطل وتلاشى وليس هو في الجنة عند الله تعالى) مما دفع محمود ابن سبكتكين إلى قتله بالسم. " النجوم الزاهرة 4/ 240 وفيات الأعيان 1/ 482 سير أعلام النبلاء 6/ 83 الفصل في الملل والنحل لابن حزم 1/ 88 طبقات السبكي 4/ 132محققة. وقد دعا ابن حزم للسلطان بخير لقتله ابن فورك (سير أعلام النبلاء وأقره 17/ 216) "
ونقل ابن حزم عن الأشعرية أنهم قالوا: (إن رسول الله ليس هو اليوم رسول الله ولكنه كان رسول الله) وأوضح إن هذا القول منهم كفر صريح وتقليد لقول أبي الهذيل العلاف ..... ثم اتبعه على ذلك الطائفة المنتمية الى الأشعري." الفصل في الملل والنحل لابن حزم 1/ 88 و76 والدرة فيما يجب اعتقاده 204_205 "
ولا أقول في ذلك إلا رمتني بدائها ونسلت.
وتعرج الزميلة في أن الأموات يسمعون وتستدل بأدلة سوف أوضح بطلانها بإذن الله.
أقول أنا أبو عبيدة فهَّاد:
قال الحق تعالى: {إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء}. وقد استدل ابن همام بهذه الآية على عدم سماع الأموات وأن عدم سماع الكفار فرع عدم سماع الموتى "فتح القدير 104/ 2"
وهذه الآية مفسره بقوله تعالى: {وهم عن دعائهم غافلون}. وأفضل التفسير تفسير القرآن بالقرآن.
وقد احتج مشايخ الحنفية رحمهم الله على عدم سماع الموتى بقصة أصحاب الكهف {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا}.إلى قوله: {كذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قالوا كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم} فإنهم من أولياء الله , وقد أنامهم نوماً ثقيلاً لا توقظهم الأصوات. فلو كانوا يعلمون لكان كلامهم كذبا.
وتحتج بذلك الزميلة أن في ذلك قياس وهو لا يجوز في ذلك:
فأجبتها:
أقول: ومن الغباء ما قتل بل الأولى أن لا يسمعوا في موتهم فمعلوم أن النوم يسمى الموت الأصغر , وقد مثله الله بالموت فما بالك بالموت الأعظم مرتبة منه , والحمد لله الذي جعلك تعترف بأن النائم لا يسمع. فأين القياس بل هو ضرب المثل من الأقل فكيف بالأكبر
قال الحق سبحانه: {الله يتوفى الأنفس موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى}.
وهذه الآية تثبت ذهاب الروح في أثناء النوم إلى البرزخ.
ولذلك في لا تسمع:
أما تبيان قول الحق: {إِن تدعوهم لا يسمعون دهاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير}.
فلا هم يملكون ولاهم يسمعون كما قال الحق: {وهو عن دعائهم غافلون}. ولا إذا سمعوا يستجيبون
أما احتجاج الزميلة بسماع موتى المشركين في قليب بدر.
لما سأل عمر: (كيف تكلم أجساداً لا أرواح فيها؟ فقال (ماأنتم بأسمع لما أقول منهم))
أقول:
1 - هذا قياس باطل , والقياس أصلا باطل لا يجوز استعماله في أمور التوحيد. قال إمام المالكية , حافظ المغرب وفقيهها ابن عبد البر: (لا خلاف في نفي القياس في التوحيد وإثباته في الأحكام). جامع بيان العلم وفضله 55/ 2
وقال ابن سيرين: (ما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس , وأول من قاس إبليس). حين قال: {خلقتني من نار وخلقته من طين}. تفسير الطبري 131/ 8
¥