فالله في قرآنه يضرب الأمثال -- لتوصيل الفكرة.
و سأعطيك بعض الأمثلة:
قول الحق: {لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين} لكنه سبحانه لم يتخذ.
قول الحق: {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا} ليس معه آلهة سبحانه.
قول الحق: {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى} لكنه سبحانه لم يشأ.
قول الحق: {لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا} محمد عليه الصلاة و السلام لم يطلع.
و من سياق الآيتين -- يفهم استحالة حصول هذا الشيء
أسمعي هذه الآية:
{لوأننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم جاهلون}
أنظري إلى الافتراضات التي وضعها لهم الله سبحانه و تعالى:
1 - {نزلنا عليهم الملائكة}.
2 - {وكلمهم الموتى}.
3 - {وحشرنا عليهم كل شيء قبلا}.
فكل هذه الأشياء لن تحصل.
الآية الثانية:
قال الحق: {ولو أن قرأنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريباً من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد}
هي أيضا نفس الآية الأولى من حيث المعنى العام.
فالجبال لم تسير بالقرآن
و لم تقطع به الأرض
و لم يتكلم به الموتى
*********************
إثبات أن الشهداء والأنبياء لا يسمعون.
1 - الأنبياء
فقد بين الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه عيسى: {وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد}. فهذا دليل على أن عيسى لا يكون شهيد ولو كان حي , وهذا هو الرسول محمد يقول: (اللهم في الرفيق الأعلى) ومن كان في الرفيق الأعلى فقد غاب عن هذه الدنيا , فهل تجعلين الرسول شهيداً عليك ويسمع دعائك وقد بين الله أنهم لم يعودوا شهداء
2 - الشهداء لا يسمعون:
قال الحق: {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون}
أنظري تجدين فيها {لا تشعرون} - أي لا يوجد إمكانية الإحساس بذلك ومعلوم أن الإحساس لا يعرف إلا عن طريق الحواس ومنها السمع.
قال الحق: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون}.
فيها: {عند ربهِم يرزقون}
أي ليس عندنا - و هي تؤكد الآية التي قبلها {لا تشعرون} لأنهم عند ربهم.
و هم ليسوا عندنا أو معنا أو لنا صلة بهم.
و فيها أيضا {يرزقون} و الرزق لا يكون إلا في الجنة فأرواحهم في حواصل طيور في الجنة.
وما يؤكد أن الشهداء في الجنة قول الحق: {قيل ادخل الجنة قال باليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين}.
فهو في الجنة لا يقدر أن يوصل علمه إلى قومه لأنه غائب عنهم في نعيم الله وهذا ينفي سماعه أو سماعهم إياه.
أما قولك عن القياس فعلمي أن القياس لا يجوز في أمور العقيدة أي الاعتقاد والغيبيات.
مثال ذلك أن تقيسي جناح الملائكة بجناح الطائرة أو الطائر , وتسبيح الشجر كتسبيحك , فهذه أمور قريبه منا نجهلها فما بالنا بالغيبيات.
فقد قال إمام المالكية , حافظ المغرب وفقيهها ابن عبد البر: (لا خلاف في نفي القياس في التوحيد وإثباته في الأحكام) جامع بيان العلم وفضله 55/ 2
وقال ابن سيرين: (ما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس , وأول من قاس إبليس) حين قال {خلقتني من نار وخلقته من طين}. تفسير الطبري 131/ 8.
أما التكفير فيا زميلة و لماذا نطلق على الصوفية الوثنيون أو عباد القبور لتوضيح هذه النقطة نحتاج إلى توضيح أربعة نقاط مترابطة و متسلسلة
1 - دعاء الميت أو الحي يجعله إله.
2 - دعاء الميت عبادة له.
3 - هل كان المشركون الأوائل يعبدون حجارة أم رجال صالحين في صورة حجارة.
3 - الإيمان ببعض الدين و ترك بعضه لا ينفع صاحبة.
النقطة الأولى: -
الدليل:
قال تعالى: {و إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني و امى إلاهين}.
¥