(ورأيت ورقة بخط الجلال السيوطي عند احد أصحابه وهو الشيخ عبد القادر الشاذلي مراسلة لشخص سأله في شفاعة عند السلطان قايتباي رحمه الله تعالى:
اعلم يا أخي إنني قد اجتمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتي هذا خمسا وسبعين مرة يقظة ومشافهة ولولا خوفي من احتجابه صلى الله عليه وسلم عني بسبب دخولي للولاة لطلعت القلعة وشفعت فيك عند السلطان واني رجل من خدام حديثه صلى الله عليه وسلم واحتاج إليه في تصحيح الأحاديث التي ضعفها المحدثون من طريقهم ولا شك إن نفع ذلك أرجح من نفعك أنت ياخي).
يقول فهَّاد للمنتسبين لتصوف:
ليست القضية للمراء ولا للجدل والإفحام إذ لا فائدة من ذلك ولا يجعل الالتقاء مع المخالف ميسورا
القضية مسالة للنقاش والدراسة وإعمال الدليل (الكتاب والسنة) إضافة إلى منهج العلماء الربانيين من لدن صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا إنكار للكرامة لكن لا قبول للخرافة
نسأله الإخلاص آمين
الشعراني يذكر عن الزنديق ابن عربي تصحيح بعض الأحاديث مع النبي صلى الله عليه وسلم:
وحتى لا نتهم بالدس في كتبهم كما يزعمون فانا انقل من كتب القوم وكبرائهم:
قال النبهاني الصوفي في كتابه سعادة الدارين (ص 440 نقلا عن كتاب العهود المحمدية للشعراني) ما نصه: (ومما قاله الشعراني نصيحة لمن رغب في المجاورة في احد الحرمين بقوله فان كان من اهل الصفاء فليشاوره صلى الله عليه وسلم في كل مسألة فيها رأي أو قياس ويفعل ما أشار به صلى الله عليه وسلم
بشرط إن يسمع لفظه صلى الله عليه وسلم صريحا يقظة
كما كان عليه الشيخ محي الدين بن العربي رحمه الله قال وقد صححت منه صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث قال بعض الحفاظ بضعفها فأخذت بقوله صلى الله عليه وسلم فيها ولم يبق عندي شك فيما قاله وصار ذلك عندي من شرعه الصحيح اعمل به وان لم يطعني عليه العلماء بناء على قواعدهم) ".
يقول فهَّاد: ترى هل يقول هذا عاقل او يصدقه او يدعو له اللهم لا ولا تجد هذا إلا في عقول أصحاب الخرافات
واني أتسال ماهي هذه الأحاديث؟؟؟؟؟
ولذلك سوف نعرج على الأحاديث التي يحتج بها بني صوفان ونفندها بإذن الله.
الرواية الأولى:
1 - ورد في صحيح البخاري حديث الشفاعة وهو حديث صحيح مشهور وجاء في الحديث (إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد فيشفع ليقضى بين الخلق)
فبالله عليكم في ذلك الموقف الذي يقول الله فيه (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)
لماذا لا يلجأ الناس إلى الله وهو وحده القادر على التخفيف عنهم لماذا يذهبون ويستغيثون بالأنبياء والرسل لماذا يتركون الله ويلجئون لغيره والحديث جاء بلفظ (استغاثوا) وهي في أمر لا يملكه إلا الله
الرد عليه:
أقول أنا أبو عبيدة فهَّاد:
نص الحديث: صحيح البخاري ج2/ص536
1405 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر قال سمعت حمزة بن عبد الله بن عمر قال سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم وقال إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم وزاد عبد الله حدثني الليث حدثني بن أبي جعفر فيشفع ليقضى بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم وقال معلى حدثنا وهيب عن النعمان بن راشد عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري عن حمزة سمع بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسألة.
أقول:
من ظن أن كل استغاثة حرام فهو مخطىء , فإن الاستغاثة المنفية على نوعين:
1 - الاستغاثة بالميت منفية مطلقاً وفي كل شيء.
2 - الاستغاثة بالمخلوق الحي الغائب مطلقاً أو الحاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله.
فهذه الاستغاثة المحرمة , وقد عرجت لتبيانها لتفنيد ما أتت به الزميلة هداها الله إلى الحق.
ولأحتوي الموضوع من جميع جوانبه , سوف أورد الفرق بين الاستغاثة والدعاء , الذي يستخدمه أهل البدع.
¥